مبتول يحذّر من التذبذبات الكبيرة التي تعرفها أسعار النفط

الجزائر تسابق من أجل انتقال طاقوي مكيف

الجزائر تسابق من أجل انتقال طاقوي مكيف
  • القراءات: 294
حنان. ح حنان. ح

استراتيجية وطنية لمواجهة التغيرات العالمية الجديدة في مجال الطاقة

أكد الخبير عبد الرحمان مبتول ضرورة وضع استراتيجية تكيف لمواجهة التغيرات العالمية الجديدة في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن التذبذبات التي شهدتها سوق النفط العالمية خلال الأسابيع الماضية، تحتم الإسراع في تجسيد الانتقال الطاقوي.

ولاحظ الخبير أن ارتفاع أسعار المحروقات في عام 2022، سمح بتحقيق انتعاش مالي نسبي للجزائر، حيث وصل متوسط ​​سعر النفط 109 دولار، لكن ما يحدث اليوم هو تراجع محسوس، إذ قدر معدل سعر البرميل 72.7 دولارا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

وانخفضت أسعار النفط يوم الجمعة بنهاية الأسبوع، تزامنا وتراجع أسهم البنوك الأوروبية وبعد أن قالت وزيرة الطاقة الأمريكية جنيفر جرانهولم إن إعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي قد تستغرق أعواما مما يقوض توقعات الطلب. واختتم سعر خام برنت جلسات التداول منخفضا بـ92 سنتا أو 1.2 بالمئة عند 74.99 دولار للبرميل، فيما قدرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بـ 69.26 دولار للبرميل. وجدّدت دول "أوبك+" الاسبوع الماضي تمسكها باتفاق التعاون وبقرار تخفيض الانتاج بمليوني برميل الى غاية نهاية السنة الجارية، حيث أكد أبرز مسؤولي الطاقة ببلدان المجموعة على صواب قراراتها والالتزام بها.

وأكدت الجزائر مؤخرا دعمها لقرارات "أوبك +" معتبرة على لسان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أن بلدان إعلان التعاون أظهرت "حكمة وبعد نظر استثنائي" من خلال اتخاذ قرار خفض إنتاجها الإجمالي بمقدار مليوني برميل في اليوم، "بالإجماع وبكل شفافية" حتى نهاية عام 2023، من أجل ضمان استقرار وتوازن سوق النفط العالمية لصالح الاقتصاد العالمي. ويعد التمسك بالاتفاق من العوامل المؤثرة في سوق النفط العالمية، وفقا للخبير مبتول، لكن اعتبر أنه وحده غير كاف لإنعاش الأسعار، مشيرا إلى وجود عوامل أخرى تلعب دورا في اتجاهات الأسعار، ولاسيما نسبة النمو الاقتصادي العالمي والانتاج الامريكي من النفط الصخري، إضافة إلى تداعيات الازمة في أوكرانيا والاكتشافات الجديدة في شرق المتوسط وبروز منتجين جدد للغاز الطبيعي، فضلا عن تأثيرات سعر صرف الدولار والأورو والاحتياطات الامريكية والصينية والهندية وأخيرا سياسات الانتقال الطاقوي.

وبالنسبة للأخيرة، شدّد الخبير على ضرورة الإسراع في وتيرة تنفيذها على المستوى الوطني، بالنظر إلى القدرات الكبيرة للجزائر في مجال الطاقات المتجددة، التي تمكنها من تحويل بلادنا إلى لاعب هام في السوق العالمية. وتم يوم الخميس الكشف عن خارطة الطريق للاستراتيجية الوطنية للهيدروجين التي تطمح من خلالها الجزائر إلى أخذ حصة هامة من السوق الاوروبية في العقود المقبلة، لاسيما بعد إنجاز خط الأنابيب بالشراكة مع إيطاليا، في ظل التسابق الذي دخلته عدة دول في إفريقيا للتوجه نحو هذه الطاقة المستقبلية.