”العيش معا في سلام”

الجزائر تدعو إلى وضع سياسات تناهض التمييز

الجزائر تدعو إلى وضع سياسات تناهض التمييز
  • القراءات: 600

دعت الجزائر، أول أمس، بباريس، إلى بذل المزيد من الجهود والأعمال المشجعة على العيش معا في سلام عبر العالم والحوار والتنوع وتقبل الغير، حيث أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية رشيد بلدهان بمقر اليونسكو أن الشعب الجزائري، من خلال تاريخه وقيمه وتضحياته يشاطر القناعة بأن العيش معا في سلام يمثل ردا مناسبا على مظاهر اللاتسامح والكراهية والتمييز ورفض الآخر التي للأسف، تضاعفت خلال السنوات الأخيرة عبر العالم.

وأكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لـ العيش معا في سلام المصادف ليوم 16 ماي من كل  سنة، أنه يتعين علينا جميعا كل على مستواه من هيئات ومجتمع مدني ومواطنين بسطاء مضاعفة الجهود والأعمال، من خلال وضع سياسات وبرامج مشجعة للعيش معا وأخرى خاصة بالحوار والتنوع وقبول الغير، مضيفا بقوله بأن هذا اليوم يعد في الوقت نفسه رفضا لأي شكل من أشكال التطرف وردا على التوترات المجتمعاتية والإرهاب الذي واجهته الجزائر خلال عشرية كاملة لوحدها، مؤكدة أنها تواصل في مكافحته بقوة ويقين ولكن دون التخلي عن القيم التي ترسم مسارها وتاريخها القائم على التسامح و تقبل الغير والعيش معا.

وذكر المتحدث بأن الجزائر -المتشبعة بقيم العيش معا والمتصالحة مع نفسها- احتضنت بوهران، الحدث الأول من نوعه في بلد مسلم بتاريخ 8 ديسمبر 2018 مراسم تطويب 19 شخصية دينية كاثوليكية، اغتيلوا من قبل إرهابيين خلال التسعينات، مؤكدا في سياق متصل بأن الجزائر أعربت وترجمت تمسكها بالسلم وتفتحها على الحوار والتعايش بين الديانات وكذا الإرادة المشتركة في مواصلة الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته.

من جهته أكد سفير الجزائر بفرنسا عبد القادر مسدوة، خلال نفس المناسبة بأن البعد الجغرافي والاختلاف الثقافي لا يشكلان عائقا أمام العيش معا في سلام. ولفت إلى أن جهود المجتمع الدولي لصالح السلم والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن لا يمكن أن تكلل بالنجاح إلا من خلال التزام الأطراف الفاعلة على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي، موضحا بأن المدن توجد في قلب التحدي. ودعا السفير إلى المزيد من الإرادات الحسنة والأعمال والأطراف الفاعلة والبلدان الملتزمة لتعزيز مسعى المستقبل وكتابة صفحة جديدة واعدة أكثر في العيش معا.

يذكر أن اليوم العالمي للعيش معا في سلام، تم تأسيسه من طرف منظمة الأمم المتحدة في 2017، بعد أن تمت المصادقة على اللائحة المتعلقة بهذا اليوم، -التي هي ثمرة مبادرة للجزائر- بالإجماع من طرف 193 بلد عضو في منظمة الأمم المتحدة. ويكمن هدف اللائحة (72/130) للجمعية العامة للأمم المتحدة في تشجيع تعبئة متواصلة للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لصالح السلام والتسامح والاندماج والتفاهم  والتضامن.