أدانت بشدة اعتداءات لندن
الجزائر تدعو إلى تنسيق «أكثر جدية» في مكافحة الإرهاب

- 1180

أدانت الجزائر بشدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت ليلة أول أمس السبت، العاصمة البريطانية لندن. وأعربت عن تضامنها الكامل مع عائلات الضحايا ومع الحكومة والشعب البريطانيين، مجددة استعدادها لمواصلة جهود التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب بشكل منسق وعلى كافة الجبهات التي يقتضيها هذا المسعى المشترك.
إدانة الجزائر الاعتداءين الإرهابيين اللذين وقعا بـ «لندن بريج» و»بورو ماركت» بالعاصمة لندن وخلّفا 7 قتلى وقرابة 50 جريحا من جنسيات مختلفة، جاءت على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، الذي أكد في تصريح له أمس، أن «بريطانيا استُهدفت مرة أخرى بوحشية من خلال هجوم إرهابي ندينه ببالغ الشدة».
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن الجزائر تبقى على يقين بأن «مرتكبي هذه الجرائم الذين يصعّدون في أعمالهم الدنيئة يوما بعد يوم إلى درجة جديدة من الرعب والعنف، لن ينجحوا أبدا في تثبيط عزيمة الشعوب والمجتمعات على مواصلة مكافحة الإرهاب؛ من أجل اجتثاثه والقضاء على الإيديولوجية التي تدعمه»، معربا بهذه المناسبة الأليمة والأوقات العصيبة، عن تضامن الجزائر مع بريطانيا حكومة وشعبا ومع عائلات وحكومات ضحايا «هذا الاعتداء الجبان».
كما جدّد الناطق باسم الخارجية استعداد الجزائر لمواصلة بمعية أفراد المجتمع الدولي، السعي المشترك من أجل القضاء على الإرهاب على كافة الجبهات بشكل منسق.
في سياق متصل، أكد عبد العزيز بن علي الشريف أنه لا توجد أي رعية جزائرية بين ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف جسر «لندن بريج» و»بوب ماركت»، استنادا إلى المعلومات الأولية المستقاة من المصالح الدبلوماسية والقنصلية للجزائر بلندن، والتي بقيت، حسبه، في اتصال دائم مع السلطات البريطانية لمتابعة تطور الوضع.
الجزائر التي لازالت إلى يومنا تحارب الإرهاب بدون هوادة وتطارد بقايا الجماعات الإرهابية في الجبال والأدغال لتطهير البلاد من خطر هؤلاء المجرمين وكانت تعرضت قبل يومين فقط لاعتداءين جبانين بالبليدة وتبسة، تبقى على قناعة راسخة بأن القضاء على هذه الآفة العابرة للأوطان، لن يتأتى إلا من خلال تعاون دولي قائم على تناسق في المقاربات والرؤى حول المفهوم الدقيق لهذه الظاهرة الخطيرة والعوامل التي تتغذى منها، فضلا عن ضرورة تطوير الشراكة الثنائية والإقليمية والدولية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة ذات الصلة الوطيدة بالآفة، لا سيما ما تعلق منها بالأمن السيبرياني وحماية الفئات المستضعفة، على غرار اللاجئين الفارين من الحروب والنزاعات من الوقوع في قبضة الجماعات الإرهابية واستغلالها لهم.
وما فتئت الجزائر في هذا الإطار تدعو من خلال مقاربتها الشاملة في مكافحة الإرهاب، إلى تنسيق واسع بين المجموعة الدولية لدحر المجموعات الإرهابية التي تنشر الرعب وتهدد الأمن والاستقرار في العالم، وفي مقدمتها تنظيم «داعش»، معتبرة أن عدم تحقيق الانخراط التام للدول في مكافحة الآفة، لن يتوصل العالم إلى القضاء على هذه الجماعات الإرهابية.
ولم تتوان الجزائر في التحذير من استغلال التنظيمات الإرهابية للتناقضات الحاصلة في التعامل مع هذه التنظيمات من قبل بعض الدول من أجل تقوية وضعيتها، مشددة على أن قطع دابر هذه الجماعات الإرهابية يستدعي التنسيق الأمني والتحرك من أجل تدمير معاقلها وتسوية النزاعات السياسية والعرقية والدينية التي تجد ضالتها فيها، مع تجفيف مواردها وتجريم كل ما من شأنه تمويل النشاط الإرهابي، على غرار دفع الفدية من أجل تحرير الرهائن.
الجزائر التي اكتسبت تجربة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب من خلال مراعاتها التوازن بين العمل الوقائي والجهد الأمني الذي تسهر على تنفيذه مختلف مؤسسات الأمن وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي علاوة على تبنّيها سياسة المصالحة الوطنية التي أعادت الكثير من المغرر بهم إلى أحضان المجتمع، تظل على قناعة تامة بأن لا أحد في العالم في مأمن من التنظيم الإرهابي «داعش» ولا من ظاهرة الإرهاب بشكل عام، مبدية في الوقت نفسه، استعدادها التام لعدم ادخار أي جهد للتعاون مع المجموعة الدولية للقضاء على هذه الآفة، وكذا ثباتها على التزامها بدعم مختلف الحلول المقترحة للنزاعات المطروحة على الساحة الإقليمية، وتقديم مساعدتها المطلوبة لتسوية الأزمات التي تعيشها دول الجوار، على غرار ليبيا ومالي.
كما تلعب الجزائر اليوم وباعتراف كل شركائها، دورا استراتيجيا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط. وقد أكسبها هذا الدور المحوري ثقة العديد من دول في العالم، ومنها دول الاتحاد الأوروبي التي تم الاتفاق معها مؤخرا على بعث آلية للحوار الاستراتيجي السياسي والأمني، تتخصص في مكافحة التطرف، مع مواصلة جهود التعاون والتنسيق لصد محاولات تسلل مقاتلين في صفوف «داعش» قادمين من بؤر التوتر، مثل ليبيا والعراق وسورية عبر جوازات سفر مسروقة إلى دول أوروبا.