كانت من أوائل المنضمّين إلى "زليكاف" ونظام الدفع الإفريقي الموحّد

الجزائر تتموقع بفعالية ضمن أهم المنظمات الإقليمية

الجزائر تتموقع بفعالية ضمن أهم المنظمات الإقليمية
  • 243
 حنان.ح حنان.ح

تسارعت وتيرة انضمام الجزائر إلى مختلف الهيئات القارية خلال السنوات الأخيرة، في إطار تجسيد الإرادة السياسية المعبر عنها من قبل رئيس الجمهورية في عديد المناسبات، خدمة لمصالح إفريقيا وشعوبها، وتحقيقا للاندماج الاقتصادي القاري الذي يضمن لإفريقيا استقلالية قرارها وازهارها.

كانت الجزائر وهي العضو البارز في الاتحاد الإفريقي، ضمن أولى الدول التي انضمت إلى اتفاقية منطقة التبادل الحر الإفريقية رسميا في 2019، بهدف تعزيز المبادلات التجارية مع دول القارة، معتبرة إطلاق هذه المنطقة خطوة حاسمة لتعزيز المبادلات بين الدول الإفريقية، وبالتالي إخراج الدول الإفريقية من تبعيتها في استخراج المواد الأولية وتشجيع التجارة البينية.

ضمن هذا المنظور شرعت الحكومة في تطبيق برنامج يرمي إلى تعزيز الترابط مع الدول الإفريقية بدءا بدول الجوار، وذلك عن طريق فتح المعابر الحدودية وإنجاز الطرق البرية الرباطية بينها وكذا فتح خطوط نقل بحرية وجوية إلى عديد العواصم الإفريقية كما تمّ مؤخرا فتح فروع لبنوك جزائرية في إفريقيا، من أجل تسهيل المبادلات التجارية.

وتنصّ اتفاقية التبادل الحر الإفريقية على استفادة الدول الأعضاء من رفع القيود الجمركية، التي يمكن أن تصل إلى صفر بالمائة على مدى 5 سنوات بعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، وتشمل المنطقة 55 دولة إفريقية بعدد سكان إجمالي يفوق 1,2 مليار نسمة.

تعزيزا لهذا المسار، انضمت الجزائر مؤخرا إلى نظام الدفع الإفريقي الموحّد الذي يعد بمثابة أكبر شبكة تسوية مالية في القارة، وهي تعكس رغبتها في تعزيز حضورها الاقتصادي داخل القارة وتعميق الشراكة مع الدول الإفريقية تحقيقا لمبدأ التكامل الذي ترافع عنه في كل المحافل الجهوية والدولية.

وأصبحت الجزائر من بين 15 دولة موزعة على أربع مناطق إفريقية، تبنت هذه الآلية التي تمكن من تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية، ضمن شبكة مصرفية تضم حاليا أكثر من 115 بنك تجاري و10 بنوك مركزية، في مسعى جماعي يهدف إلى وضع بنية مالية إفريقية مستقلة.

حنان. ح


بعد تنظيم ثلاث طبعات بمصر وجنوب إفريقيا

معرض التجارة الإفريقية بالجزائر يعد بأرقام قياسية

تمكن معرض التجارة البينية الإفريقية، بعد ثلاث طبعات فقط أن يبرز كأحد أهم المواعيد التجارية والاقتصادية التي تجمع صنّاع القرار والمؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين من أغلب البلدان الإفريقية. ويراهن الجميع على خصوصية الطبعة الرابعة التي تحتضنها الجزائر ابتداء من اليوم، لتحقيق أرقام قياسية جديدة لا سيما في ظل توقع تتوجه بصفقات تتجاوز 44 مليار دولار.

يسعى معرض التجارة البينية الإفريقية الذي ينظم منذ 2018، من طرف بنك التصدير والاستيراد الإفريقي ومفوضية الاتحاد الإفريقي وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وهيئة معرض التجارة البينية الإفريقية، إلى توفير منصة فريدة لتسهيل تبادل المعلومات التجارية والاستثمارية لدعم زيادة التجارة والاستثمار بين بلدان القارة، خاصة في سياق تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية "زليكاف". وبالإضافة إلى المشاركين الأفارقة فإن المعرض التجاري مفتوح للشركات والمستثمرين من الدول غير الإفريقية المهتمين بممارسة الأعمال التجارية في إفريقيا ودعم تحول القارة من خلال التصنيع وتنمية الصادرات. ويعود تنظيم أول طبعة للمعرض القاري إلى 2018، حيث احتضنته العاصمة المصرية من 11 إلى 17 ديسمبر، بمشاركة 1063 شركة إفريقية موزعة على 34 جناحا، وتوجت الطبعة بعقد صفقات تجارية بقيمة 32 مليار دولار، وهي قيمة فاقت الهدف المبدئي الذي أعلنه البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد والذي كان لا يتجاوز 25 مليار دولار. كما تم توقيع مذكرات تفاهم بشأن الترويج لمشاريع الاقتصاد الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة داخل دول القارة السمراء.

ونظمت الطبعة الثانية بمدينة ديربان بجنوب إفريقيا من 15 إلى 21 نوفمبر 2021، وحققت رقما أكبر في صفقات التجارة والاستثمار المرتبطة بها بلغ 42.1 مليار دولار، نتيجة عقد أكثر من 500 صفقة تجارية، متجاوزة هدفها المحدد مسبقا والبالغ 40 مليار دولار. وعرفت الطبعة حضور 1161 عارض واستقطبت أكثر من 30000 مشارك.وفي 2023، عاد المعرض مجددا إلى القاهرة المصرية في طبعته الثالثة، حيث نظم في الفترة الممتدة من 9 إلى 15 نوفمبر، وشهد ارتفاع مبلغ إبرام الصفقات التجارية إلى 43.8 مليار دولار يمثل  قيمة 426 صفقة أبرمت في 21 قطاعا تغطي 52 دولة. مع العلم أن المعرض شهد مشاركة 130 دولة واستقطب 1939 عارض و28282 مشارك حضروا المعرض مباشرة وعبر المنصة الافتراضية.

وتعد الطبعة الرابعة في الجزائر بتحقيق أرقام قياسية جديدة، بالنظر إلى البيانات التي نشرها البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، والذي أعلن عن مشاركة أكثر من 35000 مشارك و2000 عارض من 140 دولة في العاصمة الجزائرية، ما يتيح سوقا عالمية من المتوقع أن تطلق صفقات تجارية واستثمارية تتجاوز قيمتها 44 مليار دولار. كما قال البنك إن جدول الأعمال يعد بمحادثات "تغير قواعد اللعبة"، ومفاوضات رفيعة المستوى، وعروض ثقافية نابضة بالحياة، جميعها مصممة لتسريع تكامل إفريقيا وتحولها الاقتصادي، في ظل منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية.

حنان. ح