ثمّنت دورها الريادي في الصناعة الصيدلانية.. جمعيات مهنية لـ"المساء":

الجزائر تؤسّس لمنظومة دوائية إفريقية تكاملية مستقلة

الجزائر تؤسّس لمنظومة دوائية إفريقية تكاملية مستقلة
  • 207
 أسماء منور أسماء منور

* الجزائر تؤسّس لمنظومة دوائية إفريقية تكاملية مستقلة 

أكدت نقابات وجمعيات صيدلانية ولجان صحية، أن "إعلان الجزائر"، الذي توّج المؤتمر الوزاري الإفريقي للإنتاج المحلي وتكنولوجيات الصحة، يمنح الجزائر اعترافا دوليا بمكانتها المحورية في خارطة الصناعة الصيدلانية، وتحوّلها إلى نموذج يقتدى به في مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخطي التبعية لواردات الأدوية وتكريس السيادة الصحية في القارة، كما اعتبروه نقطة تحوّل نحو منظومة دوائية إفريقية أكثر تكاملا واستقلالية، تضمن الحق في الدواء وتكرّس العدالة الصحية لشعوب القارة.

وفي هذا الشأن، اعتبر رئيس الجمعية الجزائرية للصيدلة الاقتصادية، البروفيسور ياسين عاشوري في تصريح لـ"المساء" أنّ "إعلان الجزائر" يشكل أرضية مشتركة لتوحيد جهود تطوير الصناعة الصيدلانية في إفريقيا وتقليص التبعية للاستيراد، بالإضافة إلى تعزيز تنافسية الدواء الجزائري.

 واعتبر المتحدث المؤتمر الإفريقي الذي احتضنته الجزائر "محطة مفصلية في مسار تعزيز السيادة الصحية لقارة إفريقيا"، مؤكدا أن القارة تحتاج إلى بناء قدراتها الذاتية وتقليص الاستيراد لتغطية حاجياتها الضرورية من الأدوية واللقاحات. ومذكرا بأهداف المؤتمر الإفريقي، على غرار توحيد السياسات الصحية والدوائية وبناء شراكات قائمة على الكفاءة والمردودية، قال محدثنا إنّ هذا التوجه ينسجم مع رؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي وضع السيادة الصحية والصناعة الدوائية في صلب المشروع الوطني، وأكد دور الجزائر التاريخي والطبيعي كفاعل داعم للوحدة الإفريقية والتنمية المشتركة.

بدوره، أكد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الجزائريين المعتمدين الدكتور سمير والي في تصريح لـ"المساء"، أن الإعلان يتضمن التزامات عملية لتشجيع التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا، بتسهيل الشراكات بين الدول الإفريقية في مجال الأدوية واللقاحات، بما يسمح ببلورة رؤية موحّدة لتحقيق الأمن الصحي في القارة. واعتبر أن الإعلان توافق سياسي واسع داخل القارة، موضحا أن رؤية الجزائر لدعم السيادة الصحية الإفريقية ترتكز على 3 مبادئ أساسية، هي النهوض بالإنتاج المحلي كونه محركا للسيادة الدوائية، تعزيز قدرات الدول على التصنيع وتطوير وحدات صناعية بأعلى معايير الجودة، بالإضافة إلى الاندماج التنظيمي في إفريقيا من خلال تفعيل وكالة الأدوية الإفريقية وتسريع مسار توحيد المعايير وتسهيل تسجيل الأدوية بين الدول.  كما اعتبر "إعلان الجزائر"، فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الخريطة الصحية في إفريقيا من خلال بناء منظومة إنتاج محلية ذات سيادة، واعتماد النموذج الجزائري كمنصة إقليمية قادرة على قيادة التحوّل عبر الشراكات الاستراتيجية، نقل التكنولوجيا، والاندماج التنظيمي.

من جهته، اعتبر رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني بمجلس الأمة، البروفيسور حبيب دواغي، أن "إعلان الجزائر"، منعطف تاريخي في رؤية القارة الإفريقية لقطاع الصحة، حيث تضمن سبل إرساء أسس جديدة لتعزيز الإنتاج المحلي. وقال البروفيسور في تصريح لـ"المساء"، إنّ الجزائر واجهت خلال جائحة كورونا من ندرة الأدوية، الأمر الذي جعلها رائدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال صناعة صيدلانية قائمة بذاتها. وأضاف أن الإعلان الذي يشدد على تقليص الاعتماد على استيراد الأدوية، يحمل أبعادا سياسية هامة، تتمثل في توحيد الموقف الإفريقي في الصناعة الصيدلانية وتوسيع التجربة الجزائرية الرائدة.