بوقادوم مثمّنا إطلاق منطقة التبادل الحر في إفريقيا:

الجزائر بذلت جهودا كبيرة لدعم التكامل الاقتصادي

الجزائر بذلت جهودا كبيرة لدعم التكامل الاقتصادي
وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم
  • القراءات: 811
م. خ / وأج م. خ / وأج

أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، أن دخول اتفاق إنشاء منطقة التبادل الحر في القارة الإفريقية حيز التنفيذ وإطلاق المرحلة العملياتية لهذه المنطقة خلال القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات التي ستقام بالنيجر في جويلية القادم، سيعزز التبادلات الاقتصادية والتجارية وكذا ديناميكية الاندماج الإقليمي للقارة، مشيرا في المقابل إلى أنه ”على الرغم من الالتزام الكامل بوضع حد للنزاعات والإرهاب، فإن إفريقيا تواصل مواجهة اللاأمن والمد الإرهابي وظهور أشكال جديدة من التهديدات”.

وقال السيد بوقادوم في كلمة له بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا مساء الأربعاء المنصرم، أن الجزائر بذلت جهودا معتبرة لدعم مسار التكامل الاقتصادي وتعميقه في إفريقيا، لاسيما من خلال تنفيذ ثلاثة مشاريع هيكلية هي الطريق السريع عبر الصحراء (الجزائر- لاغوس) الذي يمتد على مسافة تتجاوز 2.000 كيلومتر والعمود الفقري للألياف البصرية (الجزائر -أبوجا) الذي يربط اليوم أربع دول هي الجزائر، نيجيريا، مالي وتشاد، وكذا خط أنابيب الغاز (الجزائر -لاغوس)، الذي من شأنه أن يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان المنطقة.

واعتبر وزير الشؤون الخارجية أن ”المكتسبات السياسية والاقتصادية توحي بانخراطنا الكامل في الضرورة الملحة للتحدث بصوت واحد للدفاع جيدا عن مصالحنا المشتركة وإنجاح المرافعة لصالح الأولويات الإفريقية”.

كما أشار إلى أن الاحتفال بالذكرى الـ56 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، جاء هذه السنة في وقت تعرف فيه إفريقيا تقدما ملحوظا على مستوى الاندماج الإقليمي وتحسين الحكامة واستكمال الأجندة الإفريقية 2063 وأهداف التنمية المستدامة 2030.  أما على الصعيد السياسي، يقول السيد بوقدوم، ”فإن قارتنا قد شحذت إستراتيجية مواقفها السياسية بخصوص عدد كبير من المسائل الإستراتيجية، لاسيما إصلاح مجلس الأمن الأممي والمفاوضات حول التغيّر المناخي ومسألة ما بعد كوتونو وملف الهجرة والشراكة الإفريقية مع التكتلات والقوى الأخرى والمنظمات الدولية على غرار الأمم المتحدة”.

واستطرد الوزير في هذا السياق، ”إفريقيا واعية بأن تقدمها الاقتصادي لا يمكن أن يكون في سياق يتميز بعدم الاستقرار والنزاعات  ويتطلب وسائل معتبرة لإنجاز ورقة الطريق الطموحة للاتحاد الافريقي لإخماد صوت السلاح مع أفق سنة 2020”.

وبخصوص مخاطر الإرهاب، أوضح الوزير أن هذه الآفة ”تحتفظ دائما بقدرتها على إحداث الضرر والتي تؤثر وتزعزع استقرار عدد من المناطق الإفريقية وبخاصة منطقة الساحل”، مبرزا بذلك حقيقة التهديد الإرهابي وحجمه وارتباطاته بشبكات تهريب المخدرات والبشر وكذا الجريمة  الدولية. 

الجزائر أسست سياستها على مبادئ التضامن الفعّال تجاه اللاجئين

وفيما يتعلق باللاجئين، أكد السيد بوقادوم أن المرحّلين قسرا واللاجئين بإفريقيا ”قد تطوّرت بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة”، مضيفا أن الجزائر ”لا طالما أسست سياستها في هذا الشأن على مبدأ حسن الضيافة والتضامن الفعّال”.   

وإذ أشار إلى أن الجزائر ”تستند في إطار جهودها المتواصلة للتكفل باللاجئين والمشردين على أرضها على مبدأ حسن الضيافة والتضامن الفعّال، مستلهمة هذه المبادئ من تقاليدها ونضالها من أجل التحرر الوطني”، فقد أكد الوزير أن ”الجهود التي يبذلها بلدي في هذا الإطار تنجم عن مسؤولية وتضامن نتحملهما ويندرجان في إطار مساهمة الجزائر في مجهود القارة الرامي  لمواجهة هذه المأساة البشرية”. 

كما اعتبر التكريم الممنوح للجزائر نظير كونها بلدا يستضيف أقدم مخيم للاجئين في إفريقيا، بمناسبة الدورة الـ64 العادية للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، المنعقدة بين 24 أفريل و14 ماي 2019 بشرم الشيخ المصرية، ”اعترافا بالتزامها التام تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء”. 

وذكر في هذا الصدد بأن الجزائر ”تستضيف بمدينة تندوف منذ أزيد من أربع عشريات في جو من الكرامة والأخوة، عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين الذين طردوا من أرضهم وحرموا من أبسط حقوقهم المشروعة بسبب احتلال أراضهم وعدم إنصافهم”. 

وبالمناسبة، ذكر الوزير ”بموقف الجزائر الذي يدعم بشكل كامل الحق المشروع وغير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال وفقا للوائح  الأممية وفي مقدمتها القرار 1514 المتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة”، مثنيا على موقف الاتحاد الافريقي ”الثابت” حيال هذه القضية.