دعا إلى تنشئتهم على التفاني في خدمة الوطن.. الرئيس تبون:

الجزائر الجديدة بحاجة إلى جميع أبنائها لمواجهة التحديات

الجزائر الجديدة بحاجة إلى جميع أبنائها لمواجهة التحديات
  • القراءات: 389
ن . ع ن . ع

❊أسرة المساجد ستساهم في النهوض بمستوى أداء أفراد الأمة

❊الإمام المجاهد بالأمس يقف اليوم مدافعا عن الوسطية والاعتدال

❊ترسيم اليوم الوطني للإمام هو عنوان للعرفان والأصالة والوفاء

❊الجزائر المسالمة الداعمة للقضايا العادلة تملك من قوة الدفاع والردع ما يحفظ أمنها واستقرارها

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أول أمس، أن الجزائر الجديدة التي استكملت بناء مؤسساتها بحاجة إلى جميع أبنائها من أجل مواجهة التحديات، مشددا على أن ذلك يتطلب المزيد من العمل لتنشئتهم على التفاني في خدمة الوطن والتسلّح بالمعرفة.

قال رئيس الجمهورية، في رسالة وجهها إلى المشاركين في الاحتفالات الرسمية لإحياء اليوم الوطني للإمام التي احتضنتها هذا العام ولاية بسكرة، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، إن "الجزائر الجديدة التي استكملت بناء مؤسساتها، لا تزال في حاجة إلى جميع أبنائها كل من موقعه، من أجل مواجهة التحديات الوطنية والدولية الحاضرة والمستقبلية، وهو ما يدعونا إلى ضرورة بذل مزيد من الجهد والعمل لتنشئة بناتنا وأبنائنا على قيم الخير والنفع والتفاني في خدمة الوطن، والتسلّح بالعلم والمعرفة والأخذ بأسباب التطور والرقي".

وأعرب الرئيس تبون، عن يقينه "أن أسرة المساجد ستساهم بقوة بما توفر الدولة لها من إمكانات ورعاية وعناية، في النهوض بمستوى أداء أفراد الأمة وفاء لعهد الشهداء الأبرار والمجاهدين الأبطال".

وقال رئيس الجمهورية، "إنه ليوم مبارك تجتمعون فيه لإحياء اليوم الوطني للإمام، الذي اعتمدناه تكريما لمقام الإمام ومكانته، وعرفانا من الدولة بقيمة الإمام في منظومتها الاجتماعية وتاريخها المشرق، فهو الذي أؤتمن على تدين الناس وسلوكهم، وهو الذي حمى مع المخلصين من أبنائها قيم الأمة من محاولات المسخ والتشويه، ووقف بالأمس مع كل أبناء المجتمع مجاهدا يذود عن حياضها، ويقف اليوم مدافعا عن الوسطية والاعتدال متصديا لكل فكر دخيل يشوه صورتها الناصعة، وهو في هذا وذاك يصطف مع أبناء أمته ليساهم في بناء الوطن ونمائه".

وأضاف الرئيس تبون، أن ترسيم يوم الإمام "هو عنوان لمعاني العرفان والأصالة والوفاء، واقترانه بوفاة أحد أئمة الجزائر الأعلام الذين تستلهم من حياتهم الحافلة العامرة العبر وتؤخذ منها الأسوة والعظات، الشيخ سيدي محمد بلكبير، رحمه الله تعالى.. هو عنوان اعتراف بالفضل لأهله، فلقد كان الشيخ سيدي محمد بلكبير ـ رحمه الله ـ امتدادا لسلسلة السند العلمي الشريف الذي تطرز بأمثال ساداتنا، الأمير عبد القادر وأحمد التجاني وسيدي أبي مدين الغوث، والمغيلي والأخضري وعبد الرحمان الثعالبي وابن باديس واطفيش والمقري، وغيرهم من الأئمة الأعلام الذين تزخر بهم صفحات التاريخ العلمي والثقافي في الجزائر، وفي كثير من البلاد الإسلامية التي امتدت إليها أفضالهم العلمية".

وأردف السيد تبون، قائلا "إن التقدير الذي يحظى به هؤلاء الأئمة الأعلام ومن ورث علمهم الشريف في مختلف ربوع الوطن، هو تأكيد لتمسك الشعب الجزائري الأبي بمرجعيته الدينية الوطنية، وتعلقه بخدمة من يخدم المساجد والمدارس القرآنية والزوايا والكتاتيب وحواضر العلم، انطلاقا من بيوت الله التي أخذت على عاتقها الوفاء الكامل لعهد الفاتحين، وتعيش ذكراهم كلما سنحت فرصة أو مناسبة"، مضيفا بقوله "ما الوقوف اليوم في هذه الرحاب الطاهرة التي تحتضن ضريح الصحابي الجليل سيدنا عقبة بن نافع الفهري ـ رضي عنه ـ إلا دليل وفاء ينبئ أن نسبنا العلمي والروحي به لم ينقطع، وأن هذه الأرض كما احتضنت جثمانه الطاهر، ستظل وفية لرسالة ديننا الإسلامي الحنيف الذي اختلجت بنوره صدور آبائنا فآمنوا به، بل أشربت قلوبهم حبه، كيف لا وقد أخمد عنهم الأحقاد والعصبيات، وأذهب عنهم داء الفرقة والشتات، وجمعهم على كلمة الخير والصلاح، ثم إنهم لم يضئوا به على الناس، فحملوا رايته بعد ذلك عن يقين راسخ يبغون به الهداية للعالمين. واسألوا تاريخنا المجيد يحدثكم عن القائد الكبير طارق بن زياد كيف سرى، وعن العالم المصلح عبد الكريم المغيلي كيف دجا وأمثالهم كثير".

وتابع الرئيس تبون، كلمته بالقول "لقد شاءت حكمة الله تعالى أن تنزل بوطننا في هذا العام أحداث وملمات، لكن إيماننا العميق بالله تعالى وصدقنا في التوجه إليه سبحانه، مكننا من تجاوز تلك المحن والابتلاءات، حيث تسلّح المجتمع كله بروح التضامن والإخاء، فأسهم تكافلنا الراقي في تجاوز أوقات صعاب، وزاد الأمة تلاحما وتراحما.. ولم تثن تلك الظروف العصيبة بلدنا من إحياء الذكرى الستين لاسترجاع سيادته الوطنية، وهي فرصة سانحة لتذكير أطياف المجتمع قاطبة والشباب منهم خاصة، بتضحيات الآباء والأجداد وبطولات الشهداء والمجاهدين، وكان ذلك الاستعراض الكبير الذي شهدته الجزائر في الخامس من جويلية الفارط، صورة لروعة الجلال الذي يسكن هذا الوطن، فقد تابع الجزائريون ما وصل إليه جيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، في تلك الصورة القوية التي تشهد أن الجزائر المسالمة الداعمة للسلم والحوار في كل مكان، الواقفة مع القضايا العادلة في العالم أجمع تملك من قوة الدفاع والردع ما يحفظ أمنها واستقرارها".

بلمهدي: نسعى للتكفّل بالانشغالات الاجتماعية للإمام

من جانب آخر أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أن رسالة الإمام "ستبقى خالدة في تبيان صورة الإسلام الحقيقية".

وقال الوزير، في ندوة صحفية عقدها على هامش تدشين مسجد التقوى ببلدية طولقة، إحياء لليوم الوطني للإمام إن "للإمام دورا هاما في إظهار وسطية الإسلام واعتداله بعيدا عن التطرّف والغلو الذي عانت منه البلاد"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجزائر "بلاد الفطرة ولم تعرف ابتعادا عن المنهج الوسطي الذي كان عليه الآباء والأجداد".

وأبرز أيضا أن المسجد والإمام ومدرّس القرآن الكريم يعملون على "نشر فضيلة و نبل الأخلاق"، مؤكدا أن "الجزائر التي هي دائما قوية بشعبها وجيشها، قوية أيضا بمعلّمي القرآن والأئمة".

وأكد بلمهدي، أن دائرته الوزارية تسعى بمعية الأطراف المعنية للتكفّل بانشغالات الإمام ولاسيما الاجتماعية منها، وإعطاء الوزن الحقيقي له وتعزيز القطاع بإدماج عدد هام من الأئمة والعمل على تحسين منظومة التعليم القرآني.

وزار الوزير، الذي كان مرفوقا بكل من محمد حسوني وأمين بن مالك، المكلفين بمهمة لدى رئاسة الجمهورية وسلطات الولاية، المركّب الإسلامي وكذا المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة ببلدية سيدي عقبة (18 كلم شرق بسكرة)، حيث أشرف على انطلاق الاحتفالات الرسمية لإحياء اليوم الوطني للإمام، وتكريم عدد من الأئمة و إطارات بقطاع الشؤون الدينية قبل أن يزور زاوية الشيخ علي بن عمر بطولقة.