خبير الصناعات الغازية بمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للنفط "أوابك":

الجزائر البلد الأنسب لعبور مشاريع إمداد الغاز نحو أوروبا

الجزائر البلد الأنسب لعبور مشاريع إمداد الغاز نحو أوروبا
الجزائر البلد الأنسب لعبور مشاريع إمداد الغاز نحو أوروبا
  • 459
كمال. ع كمال. ع

❊ العقد متوسط المدى بين الجزائر وألمانيا يؤكد موثوقيتها العالية

❊ صناعة الغاز في إفريقيا انطلقت من الجزائر مطلع الستينيات

❊ الجزائر تحتل المرتبة الأولى إفريقيا كأكبر مصدّر للغاز بجدارة

❊ بُنية الجزائر التحتية لنقل الغاز تسمح لها بتصدير الهيدروجين نحو أوروبا

اعتبر خبير الصناعات الغازية بمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للنفط "أوابك"، وائل حامد عبد المعطي، أن الموقع الاستراتيجي للجزائر يمكّنها من المنافسة في الأسواق الغازية الدولية، ويجعلها البلد "الأنسب" لعبور أي مشاريع مستقبلية لإمدادات الغاز، لاسيما من نيجيريا نحو أوروبا، منوّها بأهمية العقد متوسط المدى الذي وقعته الجزائر مؤخرا مع ألمانيا والذي يؤكد الموثوقية العالية التي تحظى بها كمموّن للغاز.

في حديث خصّ به وكالة الأنباء، أوضح عبد المعطي بأن "موقع الجزائر جغرافيا وقربها من مناطق غنية بالغاز كنيجيريا، يجعلها البلد الأنسب كنقطة عبور لأي مشاريع مستقبلية لضخ الغاز من نيجيريا إلى أوروبا، حالما توفّرت الظروف الاقتصادية والسياسية لذلك، خاصة وأنها تملك سعة تصديرية فائضة في خطوط التصدير القائمة التي تربطها بأوروبا".

كما يمكّن موقع الجزائر القريب من أوروبا، من المنافسة في الأسواق الدولية، بما فيها الفورية، فضلا عن كون بُعدها عن المناطق التي تشهد توترات واضطرابات كمضيق باب المندب، يجعلها بلدا موثوقا في هذه الصناعة، وفقا لخبير "أوابك"، الذي ذكر بأن صناعة الغاز في إفريقيا انطلقت من الجزائر مع بداية إنتاج هذه المادة مطلع الستينيات، وتصديرها من أول مجمّع صناعي لتمييع الغاز الطبيعي في العالم، سنة 1964 بأرزيو (الشركة الجزائرية للميثان المسال-لاكاميل)، لتدشن بذلك انطلاق التجارة الدولية للغاز الطبيعي المسال، وهو ما جعل الجزائر من رواد هذه الصناعة في إفريقيا.

واستطاعت الجزائر اليوم أن تحتل المرتبة الأولى إفريقيا كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال لأول مرة منذ عام 2010، متجاوزة بذلك نيجيريا التي بقيت محتفظة بهذه المكانة لأكثر من عقد كامل، يضيف خبير الصناعات الغازية، الذي أرجع هذا النجاح إلى "تجربة الجزائر العريقة في استغلال الغاز لتنمية قطاعاتها الاقتصادية، ومنظومتها التصديرية المتنوّعة التي تعد الأكبر في القارة أيضا من حيث السعة".

في هذا الإطار، نوّه الخبير، الذي أعد التقرير الصادر مؤخرا عن "أوابك" حول تطوّرات أسواق الغاز والهيدروجين لسنة 2023، بنجاح الجزائر في الرفع من صادراتها من الغاز الطبيعي المسال خلال 2023 إلى قرابة 13 مليون طن، بنسبة نمو سنوي تقدر بـ26%، مسجلة بذلك النسبة الأعلى للنمو على مستوى الدول العربية، ومن أعلى معدلات النمو عالميا خلال الفترة ذاتها.

وأشار إلى أن عقد الإمداد بالغاز الطبيعي على المدى المتوسط، الموقّع مؤخرا بين شركة سوناطراك والشركة الألمانية "في إن جي هاندل وفيرتريب جي إم بي أيش"، له "أكثر من دلالة مهمة لسوق الغاز عموما وللجزائر خصوصا"، مضيفا أن اختيارها من ألمانيا كمموّن "يؤكد على الموثوقية العالية التي تتمتع بها الجزائر في الأسواق الأوروبية". وما يؤكّد هذه الموثوقية أكثر، حسبه، هو "قبول الشركة الألمانية إبرام عقد متوسط المدى، وهي التي لطالما عارضت هذا النوع من التعاقدات لتفضيلها الشراء من السوق الفورية".

من جهة أخرى، لفت الخبير إلى أن "بُنية الجزائر التحتية لنقل الغاز والتي تربطها مع الأسواق الأوروبية، يمكن استغلالها أيضا لتصدير الهيدروجين بتعديلات فنية أو إنشاء مسارات موازية للربط مع ممر الهيدروجين الجنوبي"، وكما هو الحال مع نجاح الجزائر كمموّن غازي للأسواق الأوربية، وفي مقدمتها ألمانيا، والتي تعتبر المرشح الأبرز لاستيراد الهيدروجين من الجزائر، استنادا لحاجة السوق الأوروبية لاستيراد 10 ملايين طن سنويا من الهيدروجين من خارج الاتحاد الأوروبي.