أعرب عن يقينها بأن سياسات الأمر الواقع لن تفلح.. عطاف:
الجزائر اختارت نصرة القضايا العادلة قولا وفعلا

- 175

أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس أن الجزائر اضطلعت في إطار عهدتها بمجلس الأمن كعضو غير دائم بتحديد التوجهات الكبرى التي تمسكت بها في معالجتها للقضايا العادلة قولا وفعلا، بناء على تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
أوضح عطاف في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية والاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، أن علاقة الجزائر بمنظمة الأمم المتحدة متجذرة ومتميزة، من منطلق أن أول قضية سجلت في جدول أعمال هذه الهيئة تتعلق بتصفية الاستعمار هي القضية الجزائرية نفسها يوم 30 سبتمبر 1955، ما يعد سابقة إجرائية تعكس عمق ارتباط الجزائر بمسار الشرعية الدولية.
كما لفت وزير الخارجية إلى أنّ الصدى الذي لاقته القضية الجزائرية، أدى لاحقا إلى تأسيس اللجنة الخاصة لتصفية الاستعمار أو ما يعرف بلجنة 24 التي أوكلت لها مهمة متابعة تنفيذ اللائحة 14/15، حيث تضمنت منح الاستقلال للشعوب المستعمرة، موضحا أن الجزائر دفعت مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته كاملة في معالجة القضايا الدولية العادلة، انطلاقا من قناعة راسخة بضرورة إنصاف الشعوب في فلسطين والصحراء الغربية وتمكينها من حقوقها غير القابلة للمقايضة. ونقل وزير الدولة تهاني رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الأسرة الدبلوماسية، مذكرا بفضل الدول الصديقة التي دعمت إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار، إلى أن الجزائر كانت أول دولة اعترفت بدولة فلسطين خلال احتضانها مراسم قيام الدولة الفلسطينية، وأن المجتمع الدولي "يهتدي اليوم إلى المسار الذي وضع هنا في الجزائر"، في حين اعتبر أن الزخم المتزايد من الاعترافات الدولية بفلسطين اعتراف بأنه لا مفر من هذا المسار لإنهاء الصراع. وإذ تأسف للوضع الذي آلت إليه المنظمة الأممية بسبب الدوس على القانون الدولي، قال عطاف إنّ "ما يحز في النفس اليوم هو ما تواجهه منظمة الأمم المتحدة، من مشاكل جسام وممارسات لا تمت بصلة إلى الصالح الدولي بسبب طغيان الممارسات الأحادية التي تضعف النظام متعدد الأطراف". وشدّد على أن الجزائر من بين الدول التي تؤمن بأن الخروج من هذه الحالة من التيه يمر عبر إعادة الاعتبار للأمم المتحدة ومقاصد ميثاقها، مبرزا أن توجهات الجزائر الراهنة تتجلى بوضوح من خلال نشاطها داخل مجلس الأمن الدولي، حيث أثبتت أن مواقفها لا تملى عليها.
وبخصوص قضية الصحراء الغربية، قال عطاف إنّ الجزائر تواصل دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حلّ عادل ودائم، مشيرا إلى أن العقود الخمسة الماضية أنصفت رجاحة الموقف الجزائري وأثبتت أن القضية لا يمكن أن تحل بتجاهل حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، مؤكدا أن الجزائر "تظل على يقين بأن سياسات الأمر الواقع لم تفلح ولن تفلح يوما"، مجددا تمسكها بثوابتها الدبلوماسية القائمة على دعم القضايا العادلة وإعلاء صوت الشرعية الدولية. للإشارة، جرت مراسم إحياء هذا اليوم بحضور ممثلين عن عدة هيئات ومؤسسات وطنية ورؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المعتمدة لدى الجزائر وإطارات وموظفي وزارة الشؤون الخارجية.