رئيس الجمهورية يشرع اليوم في زيارة دولة إلى إيطاليا

الجزائر- إيطاليا.. رؤية جديدة للشراكة

الجزائر- إيطاليا.. رؤية جديدة للشراكة
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون- الرئيس الإيطالي، السيد سيرجيو ماتاريلا
  • القراءات: 918
س. س س. س

تمتين أواصر الصداقة التاريخية وتعزيز علاقات التعاون

بعث ديناميكية جديدة للحوار الاستراتيجي بين البلدين

 عزم على العمل سويا بغية الارتقاء بالعلاقات نحو آفاق أرحب

  إرث تاريخي مشترك ومآثر بطولية ومواقف راسخة

18 سنة من التميّز تقرؤها معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار

يشرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الأربعاء، في زيارة دولة إلى إيطاليا تدوم 3 أيام، بدعوة من نظيره الإيطالي، السيد سيرجيو ماتاريلا. وحسبما أفاد به أمس الثلاثاء، بيان لرئاسة الجمهورية، فإن هذه الزيارة "تكتسي أهمية خاصة في تمتين أواصر الصداقة التاريخية، وتعزيز العلاقات الثنائية، في عديد المجالات، وبخاصة الجانب الاقتصادي، ضمن رؤية جديدة للرئيسين، تهدف إلى بعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون الاستراتيجي، بين البلدين الجارين والصديقين".

وكان الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا، قد زار الجزائر شهر نوفمبر الماضي، في أول زيارة لرئيس هذا البلد منذ 18 عاما، والتي اندرجت في سياق سعي الجزائر لبناء علاقات استراتيجية مع الشركاء الموثوق بهم خارج الشراكة التقليدية ضمن التوجه الجديد. وتراهن الجزائر على تعزيز  تقاربها مع إيطاليا، خصوصا وأن اقتصادها يشبه إلى حد كبير الاقتصاد الايطالي، حيث سبق لرئيس الجمهورية وأن دعا إلى الاقتداء بالتجربة الايطالية  في قطاع  المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة الميكانيكية.

عرابين الصداقة والشراكة القوية

أثناء تلك الزيارة، الناجحة، قام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بقصر الشعب بتكريم رئيس الجمهورية الايطالية، السيد سيرجيو ماتاريلا. وخلال مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس تبون على شرف نظيره الإيطالي، تبادل الرئيسان الأوسمة، حيث أسدى الرئيس تبون نظيره الإيطالي الوسام من مصف الاستحقاق الوطني. وبالمثل، قام الرئيس ماتاريلا، بتقليد رئيس الجمهورية الوسام من مصف الاستحقاق الوطني الإيطالي.

وفي كلمة له، اعتبر رئيس الجمهورية زيارة نظيره الإيطالي للجزائر، "مناسبة فريدة نستحضر من خلالها تاريخنا المشترك، الذي ألهم واقع العلاقات النوعية التي تجمع بين البلدين والتي تؤكد عزمنا على العمل سويا، بغية الارتقاء بها نحو آفاق أرحب". كما أشار الرئيس تبون، إلى أن الجزائر وإيطاليا اسمان "ارتبطا في ذاكرة الحضارة الانسانية، بإرث يضرب بجذوره في أعماق التاريخ وبمآثر بطولية ومواقف راسخة طبعت تاريخ الإقليم المتوسطي منذ عصور غابرة وإلى غاية تاريخنا المعاصر".

وفي معرض تأكيده على أهمية العلاقات الثنائية متعددة الأبعاد التي تربط الجزائر بإيطاليا، توجه الرئيس تبون إلى الرئيس ماتاريلا مخاطبا إياه بالقول: "زيارتكم فاتحة لعهد جديد يطبعه الطموح المشترك الذي يحذونا لبناء صرح علاقاتنا الثنائية وإضفاء ديناميكية جديدة على كافة أوجه الحوار والتعاون الاستراتيجي"، وهذا "بناء على المكتسبات التي حققتها الشراكة الجزائرية-الإيطالية، لا سيما في إطار معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي تجمع بين البلدين منذ 18 سنة".

الجزائر لاتنسى وقفة أصدقائها

وتطرّق الرئيس تبون في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الإيطالي، خلال زيارة هذا الأخير للجزائر، إلى الحديث عن خصوصية الاقتصاد الايطالي قائلا: إيطاليا معروفة باقتصاد متكوّن من مؤسسات اقتصادية صغيرة ومتوسطة ..وهذا ما نريده في الجزائر، مؤكدا: "لقد اتفقنا بخصوص كل شيء" مضيفا أن العلاقات بين البلدين "قوية وسوف تتوطد أكثر في المستقبل القريب".

وقال الرئيس تبون، إن الجزائر متفائلة بعد اجتماع اللجنة العليا للبلدين للخروج بنتائج إيجابية وميدانية حقيقية لتعزيز الصناعة الجزائرية، مضيفا: "لا تفوتني الفرصة أن أؤكد على الصداقة القوية والمتينة بين الجزائر وإيطاليا والعلاقات ليست وليدة اليوم بل هي قديمة من زمان واستقوت أثناء ثورة التحرير وكذلك في العشرية السوداء، وبالتقريب البلد الوحيد الذي وقف مع الجزائر هي إيطاليا".

هذا ما تريده إيطاليا..

من جانبه، أشار الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، آنذاك، إلى أن "العلاقات الإيطالية الجزائرية هي علاقات متينة وقديمة العهد وهي علاقات استراتيجية ونحن نريد أن نعمل على تعزيزها وتمتينها"، مضيفا أن "البلدين يودان توسيع نطاق التعاون بينهما ليشمل مجالات وقطاعات أخرى غير القطاعات التقليدية التي نتعاون فيها". وأوضح الرئيس الإيطالي: "نود أيضا أن نعزز علاقاتنا الثقافية"، معربا عن أمله في أن "يتم في المستقبل القريب عقد القمة الحكومية الايطالية الجزائرية، وهذا الأمر سيساهم في تمتين وتعزيز التعاون المشترك".

وأبرز الرئيس الايطالي، أن المباحثات تطرقت أيضا إلى مجهودات بلده لدفع الاتحاد الأوروبي من أجل تفعيل دوره في منطقة جنوب المتوسط لأنه باب تعاون يفتح على القارة الافريقية والجزائر محورا هاما في  المنطقة". وقد رسمت الديناميكية الجديدة التي عرفتها العلاقات الجزائرية الإيطالية، مؤخرا، برأي مراقبين، ملامح جديدة لمستقبل التعاون الذي طغى عليه الجانب الاقتصادي بامتياز، تماشيا والتحوّلات الإقليمية والدولية التي يعرفها العالم، حيث شكلت زيارة رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماريو دراغي، إلى الجزائر، خلال أفريل الماضي، بمثابة تأكيد على البعد العملي الذي أصبحت تضحي به العلاقات الثنائية.

ووقع البلدان على اتفاقين في قطاع الطاقة خلال مراسم ترأسها الرئيس تبون ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي، حيث أشرف الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك توفيق حكار عن الجانب الجزائري والرئيس المدير العام لمجمع "إيني" كلوديو ديسكالزي، على توقيع الاتفاق الأول المتضمن تسليم الغاز من الجزائر إلى إيطاليا.

الشريك التجاري الأول في إفريقيا

وتنصّ الاتفاقية على تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي، من خلال تضافر جهود الشركتين وزيادة حجم الغاز المصدّر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي (ترانسمد)وتمثل الاتفاق الثاني في إعلان النوايا المشترك، الرامي إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة، حيث وقعه عن الجانب الجزائري، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج رمطان لعمامرة، وعن الجانب الإيطالي وزير الشؤون الخارجية الإيطالي السيد لويجي دي مايو.  وكان رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، قد أكد في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، على سعي بلاده لتعزيز وتقوية علاقاتها مع الجزائر التي تعد شريكها التجاري الاول في إفريقيا، مشيرا إلى أن روما تسعى إلى "تعزيز قدراتها في مجال الغاز".