المجاهد أحمد ذباح لـ «المساء»:
الثورة كسرت الصمت الرهيب وأطفأت لهيب الحرب
- 732
ع.بزاعي
دعا المجاهد أحمد ذباح إلى الوقوف لاستلهام العبر من ثورة نوفمبر الخالدة وإنجازات وبطولات الشهداء الأبرار، بهدف تدوين التاريخ وتدريسه للأجيال المقبلة. وفي حديث خص به «المساء» ببيته بمدينة بسكرة، استحضر ذباح ذكرياته مع الثورة.
وبدا التعب واضحا على ملامحه ـ بالنظر إلى ظروفه الصحية وهو يتجاوز 86 سنة من عمره الذي كرّسه خدمة للوطن ـ وهو يستحضر مرارة الاستعمار. وأوضح أن القمع كان عنيفا ورهيبا مع ما استعمله الاستعمار، لإفشال شرارات الثورة التي انطلقت من الأوراس. وفي هذا الإطار قال: «إن ما نستخلصه من هذه الذكرى هو عبر خالدة من ذكريات شاهدة على تاريخ ثورة عظيمة وشعب أبيّ، لبّى الدعوة. ولم يفوّت المجاهد ذباح الفرصة لدعوة الشباب للتباهي والتفاخر بالثورة وإنجازاتها واعتمادها كمرجعية لتمرير الرسالة للأجيال والتعريف بعظمتها. وأوضح في السياق أن الظرف يتطلب الحيطة والحذر للرد على المحاولات اليائسة لضرب وحدة واستقرار البلاد.
يُعد المجاهد من الذين عايشوا مراحل الثورة وعانوا ويلاتها، وهو شاهدٌ على همجية الاستعمار الفرنسي، وقد ظل متشبثا بمبادئه من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.
ضيف «المساء» كانت الجلسة معه حميمية بعدما فتح صدره لشباب الجزائر، واسترجع في هذه المقابلة ذكرياته ليروي مسيرته وشهاداته حول الثورة التحريرية.
عُرف عنه أنه بطل مغوار، كان محل بحث من قبل المصالح العسكرية الاستعمارية التي فشلت في القبض عليه، واستطاع الفرار من إحدى المعارك التي تعرّض لها في جبل بوطالب بعدما أصيب بست رصاصات في رجله اليسرى.
وبفضل عبقريته في الكفاح المسلح أرهب المستعمر والخونة والحركى الذين باعوا ضمائرهم، وارتبط اسمه بعمليات الذبح التي كان يقوم بها تنفيذا لأوامر مسؤوليه بناحية نقاوس ورأس العيون التي نفّذ بها أشهر عملياته البطولية. وتغنّت باسمه حرائر الأوراس في الأغنية المشهورة المعروفة بمنطقة نقاوس:«سعدي بالجندية كي دخلوا لمراح.. معاهم لخباري وقرين الذباح».
كان المجاهد ذباح يقود كتيبة من 100 جندي في أبرز عملياته البطولية، قبل أن يكلَّف بالذهاب إلى تونس لجلب السلاح رفقة عبد اللاوي محمد، بعدما التقى بمحمد بن بولعيد الذي تبادل معه أطراف الحديث حول تكثيف العمليات الفدائية.
وتروي الحاجة حورية شاوي عن بطولات المجاهد الذي قاد المجموعة التي نصّبت كمينا لقوات المستعمر في عملية ببومقر، قُتل فيها 03 جنود فرنسيين. وأضافت أن من بين الذكريات التي ظلت راسخة في ذهنها يوم الاستقلال، عندما استقبل سكان نقاوس أبطال الثورة العائدين من الجبال، يتقدمهم المجاهد أحمد ذباح الذي لُفّ بالعلم الوطني ورُفع على الأكتاف؛ تثمينا لما قدمه لثورة الجزائر المباركة.
كما تروي زوجة المجاهد ذباح ذكريات نضاله قبل أن يتزوجها، قالت إنها كانت تسمع عنه الكثير، وهي تلميذة بمدينة نقاوس، وعن رفقاء الدرب في السلاح أمثال الصادق المعروف باسم «صدر الجاج» الصالح عبد اللاوي، محمد سرياني وفلاحي محمد والكاتب الشخصي للمجاهد ذباح دوادي الذي واصل تعليمه بالسعودية..