وزير الإعلام الأردني الأسبق:
الثورة الجزائرية أسطورة الحرية في القرن العشرين

- 707
وصف وزير الإعلام الأردني الأسبق والكاتب والإعلامي سمير مطاوع، أمس، الثورة التحريرية الجزائرية بـ«أسطورة الحرية في القرن العشرين”. واستعرض تجربته في التغطية الإعلامية لمفاوضات إيفيان بين وفدي الحكومة المؤقتة الجزائرية والحكومة الفرنسية وذلك في محاضرة نشطها بمناسبة الزيارة التي يقوم بها للجزائر. المحاضر توقف بالخصوص عند تجربته كمراسل صحفي في التغطية “الحصرية” لمفاوضات ايفيان المصيرية، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار والاستقلال، مشيرا إلى أنها تعد بالنسبة له أهم المحطات التي طبعت مسيرته الإعلامية والعلاقة “الوطيدة’’ التي جمعته بالثورة التحريرية والكثير من قادتها. مطاوع أوضح أنه قام بتغطية هذا الحدث المصيري لحساب مجلة “الأسبوع العربي” اللبنانية التي كانت تعد آنذاك الأكثر انتشارا وتوزيعا، فضلا عن تقديمه لتقارير إخبارية في مطلع النشرات التي كان يبثها القسم العربي لإذاعة هولندا العالمية.
كما أضاف أنه علم في وقت لاحق من الرئيس الراحل أحمد بن بلة، بأنه تم اختيار هذه الأخيرة لكونها الإذاعة الأجنبية الوحيدة التي يتم التقاطها بالسجون التي كان يقبع بها الأسرى والمعتقلون الجزائريون، مؤكدا بأن تغطيته لهذه المفاوضات شكّلت “الحدث الأهم والأروع من بين كل ما أنجزه خلال مسيرته الإعلامية الطويلة التي تميزت بتغطيته للكثير من الأحداث العالمية”. هذه التغطية الإعلامية سمحت له بنسج علاقات متينة مع العديد من قادة الثورة التحريرية والتي “استمرت حتى بعد افتكاك الجزائر لاستقلالها’’، حيث رافق الرئيس الراحل بن بلة في جولته بمختلف أنحاء البلاد ليطلق عليه اسم “شهيد الثورة الحي” لما لمسه من حب وتقدير الجزائريين له. ونتيجة هذا الزخم الإعلامي والتاريخي الذي تمكن من حيازته نتيجة احتكاكه بالجزائر قبل وبعد الاستقلال، أفاد السيد مطاوع بأنه بصدد تأليف كتاب حول هذه التجربة ستتناول عصارة ما عايشه. يذكر أن سمير مطاوع، كان قد تقلّد عددا من المناصب السامية بالأردن،حيث كان وزيرا للإعلام كما تولى رئاسة وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، فضلا عن مسيرته الإعلامية التي خاضها ببلاده وهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” وإذاعة هولندا العالمية.