تواصل معرض عيسى خليفي برواق عسلة حسين

طائرات تحلق في اللوحات

طائرات تحلق في اللوحات
  • القراءات: 544
❊ لطيفة داريب❊ ❊ لطيفة داريب❊

شغف الفنان عيسى خليفي بعالم الطيران منذ أن اكتشف رسومات لطائرات في كتاب جميل وهو لا يتجاوز عمره 12سنة، ليقوم بإعادة رسمها ومن ثم يتخصص في هذا الموضوع رغم التحاقه بمدرسة الفنون الجميلة، فرع منمنمات، وهاهو اليوم يعرض برواق عسلة حسين، 41 لوحة من بينها 35مخصصة للطائرات.

تحدث الفنان التشكيلي عيسى خليفي لـ(المساء)، عن الصدفة التي جمعته بالحبيب وهو لا يتجاوز سنة 12عاما، حينما تحصل على شهادة التعليم الابتدائي سنة 1976 ووجد نفسه قبالة كتاب بل كنز حقيقي يحمل موضوع تاريخ الطيران، في نسخة أنيقة وجذابة، إلا أنه لم يستطع أن يطلب من والده، شراءه ليس لأن ثمنه ألفين وخمسمئة وأربعة دورو، بل لأنه مليء بالصور والرسومات وهو ما يرفضه الوالد الذي كان يعتقد أن كتابا مصورا  تسكنه الشياطين.

فما كان من فناننا إلا جمع ثمن الكتاب طيلة عطلة الصيف، وحينما تمكن من تحقيق حلمه، وضع كتابه تحت وسادته، لشدة انبهاره به، وشيئا فشيئا أعاد رسوماته، لتنطلق قصة العشق بين عيسى وعالم الطيران، ولم تتوقف إلى اللحظة ولن تتوقف حتما.

وفي هذا قال عيسى: مع مرور الأيام تحول شغفي بالطيران، من الرسومات إلى القراءة، فأصبحت لدي مكتبة مليئة بالكتب الخاصة بالطيران، إلا أن الخطوة الكبيرة التي حققتها والمتعلقة بهذا الهيام، تتمثل في نشري لكتب خاصة بتاريخ الطيران.

وفي هذا السياق، نشر عيسى خليفي أول كتاب له خاص بتاريخ الطيران وكان ذلك سنة 1996 موّجه لشريحة الأطفال، ويضم 24 صفحة، لينتقل فيما بعد إلى التعاون مع دور النشر كرسام محترف، ومن ثم صدرت له بمناسبة تنظيم تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، أربعة كتب، ثلاثة منها في الفن الشريط المرسوم والرابع عن تاريخ الطيران.

وقال عيسى إن كتبه الثلاثة المتعلقة بالشريط المرسوم، تقع كل منها في 48صفحة، وضم الأول 11قصة شعبية مثل قصة جحا، أما الثاني فيضم 7 قصص عن سندباد البحري والثالث متعلق بقصتين عن الثورة الجزائرية، في حين خصص كتابه الرابع لحبه الكبير.. تاريخ الطيران.

وألّف الفنان والكاتب، ثمانية كتب من بينها (موسوعة الطيور) و(المجموعة الشمسية)، كما يهتم بكتابة قصة في الشريط المرسوم عن حياة طفل، وكذا محاولة نشر كتاب آخر عن تاريخ الطيران لكن بشكل موسع في 200صفحة ويحمل 110 رسمة ومعلومات قيمة عن هذا الموضوع، وفي هذا يقول: سلمت عملي هذا إلى دار النشر السائحي، حقيقة وجدت صعوبات كبيرة لنشر كتابي عن تاريخ الطيران، نظرا لنفور الناشين من مثل هذه المواضيع التي يفتقر الكثيرون لثقافتها. وأضاف شكل هذا الأمر لي صعوبة كبيرة، خاصة من ناحية تجديد المعلومات فمثلا أتحدث عن المعدات العسكرية للجيش الليبي إلا أن هذه الأخيرة تحطمت، فما كان علي إلا كتابة ملاحظة في أسفل الصفحة المخصصة لهذا الموضوع لأوضح ذلك، حقا تاريخ الطيران في بداياته لم يتغير لكن تطورات كثيرة حدثت وعلي تجديدها.

ويتميز الفنان عيسى خليفي برصيد وفير من تاريخ الطيران، نتيجة قراءاته الكثيرة في هذا الموضوع، كما يتفادى المعلومات التي تتوفر عليها الانترنت والتي جزء غير يسير منها يكون مغلوطا، بالمقابل، يصنع عيسى نماذج للطائرات خاصة العسكرية القديمة منها، إلا أنه لم يعرضها في معرضه هذا، نظرا لهشاشتها.

عيسى خليفي الذي عاد إلى جمهوره بعد 18سنة من الغياب، حيث كان آخر معرض نظمه، في أكتوبر 2000 بجمعية (الحاحظية)، لا يهتم كثيرا بتنظيم المعارض، فهو ليس بفنان محب للتجديد بل كل همه رسم الطائرات وكذا إعادة بعض لوحات المستشرقين، التي عرض أربعة منها في معرضه هذا وهي لوحة (نفيسة) للفنان الفريد. دولوب، لوحة (الضيف) للفنان بول أنجر، لوحة (طفلة تركية) للفنان شارل جيليان ولوحة (قطف الأزهار) للفنان جون لويس. إضافة إلى لوحتين رسمهما بعنوان: (الفارس) و(مسلمان صينيان). وإن حقق عيسى حلمه في التخصص في رسم الطائرات فإنه لم يستطع أن يحقق حلم الطفولة المتمثل في صنع الطائرات في حد ذاتها، نظرا لانعدام الإمكانيات ولا حتى في قيادة طائرات قديمة، خاصة التي صنعت في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي.

لطيفة داريب