طباعة هذه الصفحة

خلال ندوة حول «رشيد ميموني» ببومرداس

جوهر امحيس تقدم مؤلفها الجديد

جوهر امحيس تقدم مؤلفها الجديد
  • القراءات: 863
حنان.س حنان.س

 نشطت الكاتبة جوهر امحيس، مؤخرا، بدار الثقافة لمدينة بومرداس، ندوة عن حياة وأعمال الروائي رشيد ميموني الذي اعتبرت مساره الأدبي ثريا ومميزا، حيث قدمت قراءات عن أهم رواياته، يأتي في مقدمتها «النهر المحول».. ورحلت بضيوفها لأكثر من ساعة عبر فضاء الأدب الجزائري الذي ربطته بثورة نوفمبر التي حررت الفرد، مستعرضة مؤلفات أخرى ساهمت في تحرير العقول، مقدمة بذات المناسبة كتابها المعنون «رشيد ميموني..الكاتب، الشاهد والضمير».

قدمت الكاتبة جوهر امحيس مؤلفها الأخير بعنوان «ميموني..الكاتب، الشاهد والضمير» بدار الثقافة لبومرداس التي تحمل اسم هذا الروائي الكبير، وكان ذلك بمناسبة الذكرى الـ23 لرحيله، حيث تحدثت عن مسار هذا الروائي المتميز الذي كرّس حياته للكتابة والبحث في تاريخ الجزائر وربطه بأهم التحولات التي عاشتها.

تناولت الكاتبة المسيرة الحافلة لرشيد ميموني قائلة «كتب روايات ترجمت مواقفه الجريئة في شتى القضايا السياسية والاجتماعية والتي كانت تعكس انشغالات الجزائريين منذ الاستقلال، وذلك في قالب سردي فذ وأسلوب سلس، معتبرة رواية «النهر المحول» التي صدرت في 1984 من أشهر أعماله الفنية، لدرجة أنها وصفت بـ»الكتاب المفتاح».

تحدثت ضيفة بومرداس مطولا عن هذا المؤلف الذي اعتبرته معبّر حقيقي للواقع الجزائري المعاش لفترة ما بعد الاستقلال، مشيرة إلى أن الرواية تجاوزت زمانها وكأن رشيد ميموني تنبأ بما كان سيحدث من أزمات سياسية واجتماعية لاحقا، وهو ما حصل فعلا خلال سنوات المأساة الوطنية منذ أحداث أكتوبر 1988.

في نفس السياق، أقرت المتحدثة أن الأعمال الروائية لرشيد ميموني كانت مستوحاة من بيئته، وأنه كان يشدّد على أهمية استذكار جذور الجزائريين وتاريخهم، وأنه من لا يستذكر تاريخه وهويته لا مستقبل له، ولن يتمكن من التموقع ضمن الواقع الراهن، داعية إلى تكثيف الندوات لاستذكار كبار الروائيين الجزائريين وحث الشباب على المقروئية معتبرة «الأفكار تترسخ مع التذكير المستمر، هذا من واجب الجميع لأن الشباب اليوم في صراع مع العصرنة»، في إشارة منها إلى هيمنة التكنولوجيات الحديثة التي استحوذت على عقول الشباب بما يهدد مستقبل المقروئية والمطالعة في مجتمعنا.

كما تحدثت الكاتبة عن رواية «حزام الغولة» و»طومبيزا» وعن «شرف القبيلة». وكشفت أن في كل كتاباته كان ميموني يشرح الواقع الجزائري عبر مراحله المختلفة ما بعد الاستقلال، عبر إسقاطات سياسية واجتماعية مستوحاة من الواقع دونما تزييف «وهذا مهم ورمزي من الناحية الأدبية».

أشارت المحاضرة إلى أنها خصصت مؤلفها الأخير لهذه الجانب من شخصية الروائي ميموني وعنونت كتابها بـ»ميموني..الكاتب، الشاهد والضمير»، وشرحت ذلك بقولها «مهم جدا أن يتحلى الكاتب بالضمير حينما يسرد شهاداته في روايات ومؤلفات، ورشيد ميموني كان شاهدا ذو ضمير سرد الواقع الجزائري عبر مختلف مراحله التاريخية بواقعية كبيرة دون تزييف».

أما النقاش، فقد دار عموما حول التأكيد عن عبقرية الروائي رشيد ميموني الذي استطاع عبر مؤلفاته تقديم مقاربة ذكية للواقع الجزائري سواء خلال فترة الاستعمار الفرنسي، أو أثناء الثورة التحريرية، ثم فترة ما بعد الاستقلال، وكيف كانت عبقرية ميموني تحاول في كل مرة استقراء المستقبل والنأي بالجزائر أولا عن كل المخاطر التي قد تكون لها عواقب وخيمة، وهي دعوة وجهتها الكاتبة جوهر امحيس للجميع سواء للسلطات أو للأفراد، علما أن المطالعة والمعرفة أحسن تحصين، مستبعدة عائق اللغة كون رشيد ميموني كان يكتب بالفرنسية وقالت إن الترجمة قد استطاعت تقديم الروائع بكل اللغات.