معالم وهران الأثرية مهملة

الملاجئ والأنفاق بحاجة إلى رد الاعتبار

الملاجئ والأنفاق بحاجة إلى رد الاعتبار
  • القراءات: 822
خ. نافع خ. نافع

تأسّف مدير ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية وحمايتها بوهران، السيد ماسينسا أورابح، تجاهل السلطات المحلية للعديد من المناطق والمعالم الأثرية المهملة بمدينة وهران، التي تحتاج إلى ردّ الاعتبار واستغلالها في الترويج للسياحة الأثرية، على غرار مغارات ما قبل التاريخ المتواجدة بغرب الولاية، التي تعتبر متحفا إيكولوجيا مفتوحا على الطبيعية، مزوّد بلافتات تعريفية عن كل مغارة تحمل تاريخ نشأتها وخصائصها، كانت خلال فترة الاستعمار الفرنسي مقصد العائلات الأوروبية للنزهة والترفيه.

تطرق السيد أورابح أيضا لوضعية الأنفاق والملاجئ التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، والمتواجدة بالعديد من أحياء المدينة، على غرار حي سيدي الهواري العتيق، وبمحاذاة محطة القطار بحي بلاطو ومقر الولاية، حيث كان يلجأ إليها السكان الأوروبيون خلال الحرب العالمية الثانية، وهي مجهّزة كمدينة تحت الأرض وفوقها ملاجئ أخرى متواضعة خصّصت للأهالي أو السكان الأصليين لمدينة وهران، تكوّن حواجز بشرية، وتفتقد حاليا للإنارة، حيث يصعب التجوال على مستواها، إلى جانب  غيرها من المعالم والكنوز الأثرية الكثيرة التي لا تزال مهملة، وحان وقت ـ كما قال ـ نفض الغبار عنها ورد الاعتبار لها لاستغلالها، كأحد روافد إنعاش القطاع السياحي الذي تعوّل عليه بلادنا كبديل عن المحروقات، لإخراجها من الأزمة التي تعيشها حاليا.

كما كشف ماسينيسا عن تبني مشروع بسيط للتعريف بهذه الملاجئ، من خلال تنظيم زيارات سياحية لفائدة المواطنين وتلاميذ المؤسّسات التربوية على مستوى ملجأ سيدي الهواري الذي تمّ تنظيفه، والاستعانة بأضواء الهواتف النقالة لإنارة المكان وإعطاء شرح مفصل للزوار حول تاريخ إنشاء الملجأ خلال الحرب العالمية الثانية، ومشاركة الجزائر فيها كمستعمرة فرنسية، وهو ما يحبّب لدى الزوار من طلبة وغيرهم، مثل هذه الزيارات الاستكشافية للمواقع الأثرية ويساهمون في الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تواصلهم مع أصدقائهم سواء داخل أو خارج الوطن.

بالمناسبة، وجّه المتحدّث دعوة لمدّ يد المساعدة من قبل التجار وكلّ من يستطيع التبرع ولو بمادة واحدة من مواد التنظيف، لتمويل الحملات التطوعية التي أطلقها منذ سنوات ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بهدف تنظيف المواقع والمعالم الأثرية من مساجد وحصون، حتى لا تتدهور وضعيتها، على غرار منارة محمد عثمان الباي الكبير بسيدي الهواري المهددة بالانهيار، حيث لا تزال النوافذ بها مفتوحة تتطلب الغلق، منوّها في نفس السياق بالاستجابة الواسعة للمواطنين خلال كلّ حملة تنظيف يعلن عنها، آخرها كانت عملية تنظيف مسجد الباشا بسدي الهواري، الأسبوع الفارط.