طباعة هذه الصفحة

المنشد البريطاني علي كيلر لـ”المساء”:

الإنشاد رسالة للسلام

الإنشاد رسالة للسلام
  • القراءات: 1565
❊حاوره زبير.ز ❊حاوره زبير.ز

يرى المنشد البريطاني علي كيلر، رئيس فرقة «الفردوس» الإسبانية، أنّ الإنشاد فن عالمي وهو يخاطب كلّ الناس بدون استثناء، كما يعتبره وسيلة لدعوة الناس إلى الدين والهداية، لذلك يختار الكلمات الطيبة والجميلة التي تتغنى بحب الله ورسوله. ويؤكّد في هذا اللقاء مع «المساء» على هامش المهرجان الدولي للإنشاد في طبعته السابعة، التي احتضنتها ولاية قسنطينة مؤخرا، أن التنوّع في الإنشاد أمر ضروري.

❊ كيف جاءت دعوتك لزيارة الجزائر؟

❊❊ جئنا بدعوة كريمة من محافظة المهرجان الدولي للإنشاد، حتى نشارك في الليلة الأخيرة من المهرجان التي تتزامن مع حفل الاختتام، ونتأسف أننا لم نحضر كل فعاليات هذه التظاهرة الفنية الجميلة التي تروّج لفن يعد من أرقى الفنون الغنائية.

❊ ماذا قدمتم للجمهور القسنطيني؟

❊❊— قدمنا مزيجا من الأناشيد، تصب في بوتقة واحدة وهي التراث الإسلامي، حيث نوّعنا بين التراث السوري إلى المغربي، وسافرنا بالحضور إلى التراث الأندلسي، الذي هو أقرب لفرقتنا بما أننا نقيم في إسبانيا، حيث قدمنا وصلات إنشادية ممزوجة بموسيقى الفلامينكو، كما حاولنا تقديم عمل خاص من خلال مزج الإنشاد بالموسيقى التي تشتهر بها بعض مناطق بريطانيا على غرار موسيقى «السلتيك»، هذه النغمة المنتشرة بإيرلندا وأدينا أنشودة «طلع البدر علينا»، كما قدمنا أنشودة «الله نور السموات والأرض» بطريقتنا الخاصة وترتيب موسيقى جديد.. وكانت الفرصة سانحة لتقديم وصلات «طاب لي» وفي مقام الحجاز قدمنا قصيدة «أتيناك بالفقر يا ذا الغنى» للإمام الشوشتري وختمناها بنغمة جزائرية من موسيقى أغنية «قم ترى» وأنشودة «لا إله إلا الله» والتي وجدت تجاوبا كبيرا من طرف الحضور.

❊ هل تتواصلون بفنانين برزوا في الإنشاد؟

❊❊— بالطبع، نعرف بعض الأسماء المتميزة، ولنا شرف أن نكون مع هؤلاء الفنانين في مثل هذه التظاهرات، حيث يكون الاحتكاك مع مختلف الجنسيات ومن بلدان مختلف، كانت لنا الفرصة للاحتكاك بمنشدين من الجزائر بدار الغرناطية بغرناطة، كما التقينا بمنشدين من تونس، المغرب وتركيا، ولدينا أصدقاؤنا في مختلف أنحاء أوروبا وعلى رأسها ألمانيا، أظن أن هذا الأمر مهم لأي فنان يريد أن يصل بفنه إلى العالمية لأن التنوع مهم في الإنشاد حتى تصل الموسيقى إلى كل الشباب في العالم.

❊ منشد بريطاني ومجموعة مغاربة ومصريين تقيم بإسبانيا، كيف كان اللقاء؟

❊❊— هي الأقدار التي جمعتنا، أنا قدمت من بريطانيا إلى إسبانيا وبالتحديد إلى غرناطة، ومع الوقت بدأت معالم الفرقة تظهر في ظل وجود اهتمام مشترك بين أعضائها، عزفنا لوقت مع بعضنا قبل أن تتبلور الفكرة إلى تأسيس فرقة فنية التي لم تدم طويلا، إلى أن تم تأسيس فرقة «الفردوس» على أنفاض الفرقة الأولى مع بقاء عدد من الأعضاء القدامى.

❊ لماذا اخترتم فن الإنشاد بدل طبوع فنية أخرى منتشرة في أوروبا؟

❊❊— اخترنا الإنشاد، كوننا مسلمون وهذا الفن يعبّر عن مدى تعلقنا بديننا وحبنا لله والرسول صلى الله عليه وسلم، أظن أن الإنشاد لديه معاني روحية كبيرة منها التصوف وقد شربنا من هذا الطريق، شخصيا تعلمت الموسيقى قبل أن أسلم وبعد إسلامي قررت استعمال هذا الفن في نشر الدين ومخاطبة مختلف الثقافات عبر العالم من خلال الموسيقى التي لا تقتصر على لغة ولا على ثقافة واحدة فهي عالمية، وأنا على يقين أن الفن لغة البشر، فهو بالنسبة لي غذاء روحي ونور ووسيلة للهداية والسلام.

❊ هل تجاوب الجمهور الإسباني مع فن الإنشاد؟

❊❊— لم نقدم حفلات كثيرة في إسبانيا، فأكثر حفلاتنا كانت خارج إسبانيا، حيث تجولنا عبر مختلف ربوع العالم وبمختلف القارات من بريطانيا إلى أمريكا فكندا وتركيا، وأينما حللنا كان هناك تجاوب كبير من طرف الجمهور الذواق.

❊ كيف هي أجواء رمضان بإسبانيا؟

❊❊— أظن أن نكهة رمضان تبقى مميزة في العالم العربي والإسلامي على عكس أوروبا، لكن هذا لا يمنع أن هناك حرية للعبادة في إسبانيا، وكمسلمين لا نجد أي مشكل مع الإسبان أو مع السلطات، بالعكس هناك اهتمام بكل الجاليات من دون تفريق، وهو ما تم مؤخرا حيث تم تنظيم إفطار جماعي على شرف السكان المسلمين من طرف بلدية غرناطة وكانت فرصة للتعريف بهذا الدين، أما في مجال الصوم فهناك بعض الصعوبات بالنظر إلى وجود عدد كبير من الناس يعيشون في محيطك ولا يصومون ولكن الحمد لله هناك مسلمون معنا في إسبانيا وهناك العديد من التقاليد الإسلامية التي تبقى متواجدة حتى في البلدان الأوروبية.

❊ ما هي أكلتك المفضلة في رمضان؟

❊❊— شخصيا أنا أتناول طبق «الحريرة» التي يجتهد أخواننا من المغرب في تحضيرها، علما أن هذا الطبق موجود في الجزائر خلال شهر رمضان، وبالتالي فإن هذا الطبق لا يفارق مائدتنا طيلة الشهر الفضيل.

❊ وماذا عن العبادات في هذا الشهر؟

❊❊— هي موجودة ولكن ليست مثلما هي عليه بالدول العربية والإسلامية، فكل واحد بإسبانيا أو بباقي الدول الأوروبية لديه مشاغله وعمله الذي يربطه، وإذا أردتم وصفا لهذا فأستطيع القول أن الحياة عادية في إسبانيا خلال شهر رمضان، لا يوجد تغيير في البرنامج الدراسي أو برنامج العمل، لكننا نحن كمسلمين نحرص على أداء عباداتنا وتقاليدنا ومنها الحرص على أداء صلاة التراويح فهي فرصة للاستماع للقرآن من جهة ومن جهة أخرى ملاقاة الأحباب والأصدقاء.

❊ كلمة أخيرة

❊❊— الحمد لله بفضل هذه المناسبات نتمكن من الالتقاء بإخوان لنا من العالم العربي والإسلامي، ولا يسعني في هذا المقام ومن خلال منبر «المساء» إلا أن أتمنى رمضان كريم لكل الشعب الجزائري وكل العالم الإسلامي.