قال إنه يقلّص من تحويلات المرضى بين الولايات ونحو الخارج.. بلحاج لـ"المساء":

التكوين الطبي المتواصل خيار استراتيجي

التكوين الطبي المتواصل خيار استراتيجي
  • 240
 أسماء منور  أسماء منور

أكد رئيس الأكاديمية الجزائرية لتطوير علوم الطب الشرعي، البروفيسور رشيد بلحاج، أن التكوين المستمر للأطباء يعد الركيزة الأساسية لبناء منظومة صحية متينة، خاصة وأن تخصص الطب يشهد تطوّرات متسارعة، تفرض على الطبيب الجزائري مواكبتها محليا، بدلا من البحث عنها في الخارج، مشيرا إلى أن التكوين المتخصّص الذي باشرته الوزارة لفائدة أطباء الهضاب العليا والجنوب، من شأنه تعزيز التغطية الطبية للمرضى وتقليص التحويلات بين الولايات، ونحو الخارج للحالات المستعصية.

قال البروفيسور في اتصال مع "المساء"، أمس، إنّ الاستثمار في التكوين الطبي المتواصل، من شأنه إعطاء دفع حقيقي للمنظومة الصحية، من خلال رفع مستوى التشخيص وتوفير العلاج المناسب للمرضى خاصة الحالات الحرجة منها، لتفادي إرسالهم إلى الخارج لتلقي العلاج الذي يمكن توفيره على مستوى المؤسّسات الصحية في الجزائر، ليصبح بذلك التكوين المستمر رهانا استراتيجيا للنهوض بالمنظومة الصحية.

ولفت المتحدث إلى أن لجوء وزارة الصحة، إلى اعتماد نظام التكوين المتخصص، للأطباء العامين، ساهم بشكل فعّال في تقليص النقص المسجل للأطباء المتخصّصين في بعض مناطق الوطن، وسمح بتوفير أطباء مختصين في اختصاصات لم تكن تدرس من قبل في كليات الطب، على غرار الاستعجالات الطبية، التي تعتبر واجهة المستشفيات الأولى وأكثر المصالح ارتيادا من قبل المرضى. وشدّد البروفيسور بلحاج، على أن الجزائر مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وضع إستراتيجية وطنية شاملة للحفاظ على كفاءاتها الطبية، مشيرا إلى أن الأطباء الجزائريين يمتلكون من الكفاءة والخبرة ما يؤهّلهم  إلى توفير خدمات صحية بأعلى المستويات.

في هذا الخصوص، أكد محدثنا على أهمية التكوين في الرقمنة وكيفية استخدام التكنولوجيات الحديثة في الكشف الطبي، من خلال نقل الخبرات إلى الجزائر، موضحا أنها باتت رهانا أساسيا في إصلاح المنظومة الصحية، خاصة فيما يتعلق بتسريع التشخيص والعلاج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي  من شأنه التقليص بشكل كبير من نسبة الأخطاء الطبية. وأضاف أن الرقمنة من شأنها توفير بنوك بيانات وطنية تسمح للسلطات الصحية بمتابعة مؤشرات انتشار الامراض، وتعزيز جاهزية المستشفيات في حال وقوع أوبئة، بالإضافة إلى تعزيز أقسام الاستعجالات بعد اطلاق النظام الجديد الخاص بها، والذي ينصّ على ضرورة تنفيذ مخطط محلي للتكوين المتواصل لمستخدميها يتلاءم مع خصوصياتها ومع تسيير المريض.