بدوي خلال إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف:

التعاون الجزائري - التونسي يستمد قوته من عمق الروابط التاريخية

التعاون الجزائري - التونسي يستمد قوته من عمق الروابط التاريخية
  • 684

أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أمس، بساقية سيدي يوسف أن التعاون الجزائري - التونسي يستمد قوته من عمق الروابط التاريخية والقيم الثقافية التي نسجها الانتماء الجغرافي والحضاري المشترك.  وأوضح السيد بدوي في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى الـ58 لأحداث ساقية سيدي يوسف بحضور وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، وسفير الجزائر بتونس، عبد القادر حجار، وكذا وزيري الدفاع والداخلية التونسيين فرحات الحرشاني والهادي مجدوب، أنه ينبغي على البلدين "استخلاص الدروس من هذه الأحداث التاريخية لمجابهة التحديات الراهنة". 

وأضاف أن ذلك "لا يمكن بلوغه إلا بتضافر الجهود لتحقيق ما نصبو إليه من تنمية وأمن وتحديات باتت من الأولويات الملحة للنهوض بالمنطقة الحدودية والتكفل بمتطلبات سكانها".  وبعد أن أشار إلى "المشاكل" التي تواجهها المنطقة من "الجريمة المنظمة وخرق الحدود وتهديد البلدين من خلال الإرهاب وجماعات التهريب والمتاجرة غير الشرعية بالأسلحة وترويج المؤثرات العقلية"، شدد السيد بدوي على ضرورة "توحيد الجهود من خلال تفعيل الآليات الموجودة واستحداث ميكانيزمات جديدة تتماشى واستفحال الظاهرة الإجرامية العابرة للأوطان". وفي هذا السياق، فإن تأمين الحدود يشكل —كما أضاف الوزير— "مسؤولية مشتركة إذا تم اعتمادها من طرف البلدين وإدراجها كأولوية لترقية المناطق الحدودية". مذكرا بأن الجزائر "حرصت منذ الاستقلال على إيلاء المناطق الحدودية المزيد من العناية والرعاية". 

ودعا وزير الداخلية كل الفاعلين إلى "تكثيف الجهود للنهوض بالمنطقة الحدودية وتنميتها وفق مقاربة جديدة وأهداف واقعية مبنية على المنفعة المتبادلة من خلال إشراك مواطني الولايات الحدودية في تنمية منطقتهم واستغلال ما تزخر به من خيرات لخلق ثروات جديدة واستحداث فرص عمل أخرى". من جهته، دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني إلى "الحفاظ على رسالة الشهداء من خلال العمل بإخلاص وصدق وتفان لبناء الجزائر وتونس وتطويرهما". معتبرا ما قدمه الشعبان في ساقية سيدي يوسف "رمزا للأخوة الصادقة" بين البلدين.  وأضاف السيد زيتوني أن "التلاحم الذي وقع بين الجزائريين والتونسيين خلال أحداث ساقية سيدي يوسف يعد من الخصال النادرة التي جمعت الشعبين الشقيقين في التضحية"، حاثا على "الدفاع عن مستقبل الدولتين بالعلم والعمل والمحبة الصادقة التي تنمي روابط الإخاء". 

من جهتهما، أكد وزيرا الدفاع والداخلية التونسيان "حرص" حكومة بلدهما على "دعم الاتصال والتشاور مع الجزائر حول جميع القضايا المشتركة وتعزيز روابط التعاون لاسيما على الشريط الحدودي الذي هو في حاجة إلى دعم تنموي ينهض بالمواطن ويقضي على بعض الظواهر الاجتماعية الخطيرة كالإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة". وثمن الوزيران "دعم الجزائر لتونس في مواجهة كل ما يستهدف أمنها وكذا تفاعلها مع المرحلة التي تستوجب التنسيق المحكم في المجال الأمني لاسيما في مجال مراقبة الحدود المشتركة"، وهو ما "تجسد على ارض الواقع وأكسب المنظومة الأمنية المشتركة النجاعة في مواجهة الأخطار المهددة لأمن المنطقة".  يذكر أنه تم بهذه المناسبة التوقيع على اتفاقية توأمة وتعاون لامركزي بين بلدية الحدادة الجزائرية وساقية سيدي يوسف التونسية من طرف رئيسي البلديتين رغبة منهما في "تعزيز أواصر الأخوة والصداقة وفي تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين".  وترمي هذه الاتفاقية إلى حماية المحيط وتبادل الخبرات لتحسين الخدمات المحلية إلى جانب ترقية التعاون في المجال الفلاحي والطب البيطري والصحة النباتية وتطوير برامج مشتركة للتهيئة الغابية وتشجيع الاستثمار السياحي. 

وعقب ذلك، توجه وفدا البلدين إلى مكان النصب التذكاري المخلد لشهداء أحداث ساقية سيدي يوسف، حيث تم وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الذين سقطوا في هذه الأحداث. وبالمناسبة، قامت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس بتدشين مركز اجتماعي للمساعدات الإنسانية ببلدية الحدادة الجزائرية يتولى تقديم الخدمات للمواطنين القاطنين بالمنطقة، سواء كانوا جزائريين أو تونسيين، وذلك في إطار التضامن بين الشعبين الشقيقين.  وأوضحت السيدة بن حبيلس في تصريح لـ(واج) أن هذه المبادرة "تعد الأولى من نوعها تجسيدا للإرادة السياسية للدولة الجزائرية". مشيرة إلى أن هذا المركز "مجهز بأحدث الوسائل الضرورية خدمة لشعبي البلدين".