نصّب واليي قالمة وعنابة والوالي المنتدب لبئر العاتر.. سعيود:
التسيير التشاركي لدعم الحركة التنموية والتكفّل بالمواطن
- 246
وردة زرقين – سميرة عوام
أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل السعيد سعيود أول أمس، على تنصيب واليي قالمة وعنابة والوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئر العاتر بتبسة، الذين تم تعيينهم في إطار الحركة الجزئية التي أجراها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مؤخرا في سلك الولاة والولاة المنتدبين، حيث شدّد بالمناسبة على ضرورة التكفل بانشغالات المواطن والعمل التشاركي في التسيير من خلال التواصل مع الفاعلين المحليين، بما فيهم المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب..
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم تنصيب جمال بوجزة واليا منتدبا للمقاطعة الإدارية بئر العاتر والتي جرت بالمعهد الوطني المتخصّص في التكوين المهني "الشهيد العربي بن مهيدي"، بحضور والي تبسة أحمد بلحداد والسلطات المحلية المدنية والعسكرية والمنتخبين وأفراد الأسرة الثورية وممثلين عن المجتمع المدني، أكد الوزير أن ترقية بئر العاتر إلى مقاطعة إدارية يندرج ضمن برنامج عمل الدولة الذي يهدف إلى تقريب الإدارة من المواطن، مبرزا المقومات التنموية للمقاطعة بالنظر للموقع الجغرافي الإستراتيجي وما تزخر به من مناجم وموارد طبيعية، حيث ذكر بمنجمي الفوسفات بمنطقتي جبل العنق وبلاد الحدبة، مشيرا إلى أن هذا الأخير سيدخل حيز الاستغلال خلال السداسي الأول من السنة المقبلة، إضافة إلى مشروع عصرنة خط السكة الحديدية الرابط بين بلاد الحدبة وميناء عنابة.
واعتبر سعيود تعيين الوالي المنتدب لهذه المقاطعة الإدارية "تجسيد للرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية الهادفة إلى تكريس مبدأ التوازن التنموي عبر جميع ربوع الوطن، مع الحرص على تعزيز فعالية التسيير المحلي والمساهمة النوعية في تحسين الخدمات التي يتم توفيرها للمواطنين". وحث على التكفل بانشغالات المواطنين بصفة جماعية تشرك كل الفاعلين، منها المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب وغيرها، تجسيدا لمبدأ الديمقراطية التشاركية.
الجزائر تشهد ديناميكية كبيرة في مختلف المجالات
وخلال إشرافه على تنصيب سمير شيباني واليا جديدا لقالمة خلفا لحورية عقون التي تم تعيينها في نفس المنصب بولاية البويرة، أبرز وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل بأن الحركة الجزئية في سلك الولاة والولاة المنتدبين التي أجراها رئيس الجمهورية تأتي في مرحلة تشهد فيها الجزائر ديناميكية كبيرة في مختلف المجالات لتعطي دفعا جديدا للتنمية وتعزيزها والمحافظة عليها لتحسين الإطار المعيشي للمواطن الذي هو أساس كل سياسة عمومية.
وأشار إلى أن ولاية قالمة تشهد من سنة إلى أخرى تطوّرا كبيرا في مجال المرافق وهياكل الاستقبال حولتها إلى قطب سياحي متكامل. كما ذكر الوزير بأن قالمة تزخر بمؤهلات كبيرة في المجال الفلاحي جعلتها تساهم في تغطية جانب كبير من الإنتاج الوطني في مختلف الشعب الفلاحية، ما مكنها من احتلال مكانة هامة في مجال الصناعة الغذائية.
وأشار إلى مشروع أشغال الربط البعدي بمحطة تحلية مياه البحر بالدراوش بولاية الطارف بحصة تقدر بـ40 ألف متر مكعب يوميا من المياه لفائدة 10 بلديات. كما ذكر الوزير بانطلاق اشغال الشطر الثاني من مشروع محطة النقل البري التي دخلت الخدمة هذه السنة، إضافة إلى مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 20 بين مجاز عمار والحدود الإدارية لقالمة مع قسنطينة ومشروع دراسة وإنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 16 بين الحدود الإدارية مع سوق أهراس ومحول الطريق السيار شرق -غرب على طول 42 كلم. وجدد سعيود التأكيد على "ضرورة اعتماد مقاربة حديثة في تسيير الشأن العام المحلي، قائمة على العمل الميداني والمتابعة المستمرة والإصغاء الدقيق لانشغالات المواطنين وتجسيد ديمقراطية تشاركية حقيقية".
ارتداء القبعة الوطنية خدمة للوطن والمواطن
وخلال إشرافه على تنصيب عبد الكريم لعموري واليا لعنابة، أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، أن المرحلة المقبلة تقتضي التحرر من القناعات والانتماءات السياسية الضيقة، قائلا في هذا الصدد "علينا أن نخلع القبعة السياسية ونضع مكانها القبعة الوطنية، خدمة للوطن والمواطنين، وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية".
أوضح الوزير أن هذه الحركة تأتي في ظرف تعرف فيه الجزائر نموا اقتصاديا وتنمويا ملحوظا، ما يستدعي، حسبه، مواصلة الجهود لتثمين المكتسبات وتعزيزها، تحقيقا لالتزامات رئيس الجمهورية الرامية إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطن وتكريس العدالة المكانية. كما أشار إلى أن ولاية عنابة تعد من الأقطاب الاقتصادية والسياحية الكبرى، لما تزخر به من إمكانات بشرية وثقافية واستثمارية واعدة، إضافة إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجعلها مركزاً تجاريا ومينائيا هاما، مستعرضا المشاريع المهيكلة التي عرفتها الولاية، وساهمت في تعزيز مكانتها الاقتصادية، من بينها مشروع توسعة ميناء عنابة – الرصيف المنجمي، ازدواجية خط السكة الحديدية بين رمضان جمال وعنابة، مشروع ازدواجية الطريق الوطني 21، إنجاز القنوات ومحطات الضخ والخزانات، وإنجاز 4 مستودعات جوارية لتخزين الحبوب بعين الباردة والتريعات.
ودعا سعيود إلى تكثيف الجهود تحت إشراف الوالي الجديد والتعاون مع المنتخبين وفاعلي المجتمع المدني، قصد استكمال المشاريع المسجلة وتعزيز الجاذبية الاقتصادية للولاية، مشدّدا على ضرورة اعتماد مقاربات تشاركية في تسيير الشأن المحلي، تقوم على العمل الميداني والإصغاء للمواطن.