يتسبب التدخين سنويا في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بمعدل يقارب 45 وفاة يومية، يروح ضحيتها شباب وكهول بسبب تلك السيجارة السامة والتي تتسبب في الكثير من الأمراض أخطرها سرطان الرئة، هذا ما كشف عنه، مؤخرا، أطباء من مصلحة طب القلب والشرايين من مستشفى بني مسوس خلال ندوة صحفية للتحسيس بمخاطر التدخين وذلك بالمكتبة العمومية الحامة.

وكشفت نوال بن دادة مختصة في طب القلب والشرايين أن 25 من المائة من الوافيات التي يتسبب فيها التدخين هم شباب، موضحة أن هذه الآفة باتت تهدد كذلك الأطفال لاسيما وأن الظاهرة أخذت منعرجات خطيرة بعد حمل أطفال دون سن عشر سنوات للسيجارة وهذا ما تشهده بعض المدارس الابتدائية في السنوات الأخيرة.

وأشارت المختصة أن عدم وضع استراتيجية وطنية حقيقية بهدف محاربة هذه الآفة سوف تتسبب في مشاكل لنصف سكان الجزائر خصوصا وأنها تشهد ارتفاعا محسوسا في كل مرة وهي الأرقام التي تستدعي حقيقة دق ناقوس الخطر بشأنها لتحقيق تراجع في حصيلة الوفيات بسببها.

وأكدت المتحدثة أن 10 من المائة من إجمالي عدد المدخنين هم إناث، كذلك من سن المراهقة والشباب، وهذا نظرا لبعض الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها تلك الفئة كغالبية المدخنين الذين تدفعهم إلى تجربة التدخين إحدى المشاكل الاجتماعية أو العاطفية أو المالية.

على صعيد ثان، أوضح عباس بارودي من نفس المصلحة أن أكثر من 650 ألف حالة وفاة تسجل على مستوى إجمالي المصالح في الجزائر لأشخاص مصابين بأعراض التدخين المفرط لكنهم غير مدخنين ولم يحملوا السيجارة يوما في حياتهم وهذا بسبب ما يعرف بالتدخين غير المباشر أو التدخين السلبي بسبب تواجد الفرد غير المدخن أمام مدخن واستنشاق الدخان الذي يطرحه ويلوث به الهواء المحيط، فارضا على غيره استنشاقه وتعريض صحته للخطر، داعيا في هذا الصدد إلى تفعيل قوانين صارمة في هذا الإطار لردع التدخين في الأماكن العمومية لاسيما المغلقة، ومنعها أيضا على سائقي الوسائل العمومية هذا حفاظا على صحة المحيطين وضمان سلامة المحيط، حيث قال: "لقد تسبب التدخين في أماكن مغلقة غير مهواة وغير مراعية لمعايير التهوية العالمية خصوصا داخل الشركات أو في مصانع أو كذا في الحدائق العامة إلى نشوب حرائق تتسبب في كوارث حقيقية".

في الأخير أكد الدكتور أن التدخين هو من بين أسباب الوفاة الواضحة والتي يمكن تجنبها في العالم، وهذا بالابتعاد تماما عن هذه الآفة وتبني بدلها أسلوب حياة صحي أكثر بممارسة أنشطة رياضية في الهواء الطلق فضلا على حمل ثقافة استهلاكية رشيدة متنوعة ومتزنة والابتعاد قدر الإمكان عن المدخنين وتفادي التوافد على الأمان العمومية المغلقة التي يكثر بها المدخنين كبعض المقاهي.