الرئيس بشار الأسد يستقبل عبد القادر مساهل
التأكيد على الحل السياسي لأزمات العالم العربي
- 499
م. خ
أبلغ وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية السيد عبد القادر مساهل أمس، الرئيس السوري بشار الأسد تهاني رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء الذكرى السبعين للعيد الوطني السوري، كما أبلغه تحيات الرئيس بوتفليقة وتمنياته للشعب السوري بتحقيق الأمن والاستقرار. جاء ذلك خلال الاستقبال الذي حظي به وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية من قبل الرئيس السوري، مجددا "مساندة الجزائر للشعب السوري في مكافحة الإرهاب والتصدي له، للحفاظ على استقرار سوريا وأمنها ووحدة أبنائها وانسجام شعبها". مساهل أطلع أيضا الرئيس السوري على تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب في الاستقرار، مع التأكيد على الحل السياسي للأزمات التي يعيشها العالم العربي.
الرئيس بشار الأسد قدم من جهته شكره للتهاني التي وجهها له رئيس الجمهورية وعن مساندة الجزائر وتضامنها مع بلده في مواجهة التحديات التي يفرضها عليها الإرهاب، كما أبدى عزمه وإصراره على دعم التعاون بين البلدين في شتى المجالات. كما تطرق الرئيس بشار الأسد إلى مراحل المفاوضات الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة، معربا عن إرداته في حل الأزمة القائمة بسوريا. وكلف الرئيس السوري من جانبه، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بنقل تحيات الأخوة والامتنان إلى الجزائر رئيسا، شعبا وحكومة. رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي استقبل أيضا وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية. وتناول اللقاء القضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية وسبل تدعيمها، فضلا عن التطرق إلى تطورات الوضع في سوريا بما في ذلك مجريات حوار جنيف بين الفرقاء السوريين. من جهة أخرى، تم أمس التوقيع على محضر اجتماع الدورة الثانية للجنة المتابعة الجزائرية - السورية في اختتام أشغالها. ووقع المحضر وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، همام الجزائري.
اللجنة التي انعقدت تحضيرا للجنة العليا الجزائرية ـ السورية المرتقبة بالجزائر، حددت المحاور الأساسية للتعاون الثنائي في مختلف المجالات وإيجاد السبل الكفيلة بضمان انطلاقة نحو آفاق واعدة ووضع خريطة للعمل المستقبلي للإرتقاء بمستوى التعاون الثنائي بما يخدم المصلحة المشتركة. مساهل تطرق في الكلمة التي ألقاها لدى ترؤسه اجتماع اللجنة إلى ظاهرة الإرهاب، مشيرا إلى أن مكافحتها تتطلب تضافر الجهود داخليا بالحفاظ على الانسجام الاجتماعي وتجنيد جميع الطاقات الوطنية وخارجيا، باتخاذ التدابير اللازمة من قبل المجموعة الدولية عن طريق فض النزاعات بالطرق السلمية. الوزير أشار إلى أن الجزائر اكتوت بنيران الإرهاب لأكثر من عقد وأعرب عن تضامن الجزائر مع سوريا التي تواجه عدوانا إرهابيا طال جميع شرائح المجتمع وحتى إن اختلفت أسماؤه فإنه يستهدف تدمير مقومات وركائز الدولة والاستيلاء على الحكم بالقوة وترويع المواطنين والنسيج الوطني.
مساهل قال إنه "انطلاقا من تجربتنا، فإن حل الأزمة السورية لا يتم إلا بإرادة الشعب السوري عبر حوار وطني شامل يضع حدا للعنف ويضمن الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وانسجام شعبها مما يحميها من التدخل الأجنبي". وبعد أن أكد أن الجزائر تتابع باهتمام بالغ مراحل الحوار السوري تحت رعاية الأمم المتحدة، قال السيد مساهل "إننا على يقين بأن بلدكم سيتجاوز لا محال المحنة التي يمر بها وستواصل سوريا مسيرة البناء والازدهار بما يحقق تطلعات شعبها في كنف الأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية". كما أكد مساهل أن الجزائر ستظل متمسكة بالحقوق المشروعة للدولة السورية في استرجاع كامل الجولان المحتل إلى خط الرابع جوان 1967، مجددا موقف الجزائر الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في ندوة صحفية نشطها أمس رفقة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، همام الجزائري، أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية أن علاقات الجزائر مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية "متميزة" و أن هذين البلدين يظلان شريكان للجزائر وذلك عند التطرق إلى الوضع الذي تعيشه المنطقة وخاصة الوضع بسوريا، مضيفا في هذا الصدد "إننا نعيش أيضا في منطقة بها نزاعات سواء فيما تعلق بليبيا المجاورة أو بالساحل (جنوب) ولقد تأقلمنا مع هذه القضايا". مساهل جدد موقف الجزائر القاضي بعدم التدخل في شؤون الغير وعدم التدخل بالمقابل في شؤونها الداخلية، مضيفا أن "الجزائر دولة قوية بمؤسساتها وفي نفس الوقت دولة عادلة تهتم بهموم المواطنين". من جهته، أكد وزير الاقتصاد السوري والتجارة الخارجية أن التجربة الجزائرية مع المصالحة "غنية جدا"، موضحا "أننا اليوم في سوريا أكثر ثقة في التفاعل مع الأزمة". و أبرز السيد همام أهمية "التواصل الإعلامي الذي يعد مسألة مهمة تضمن كيف نعكس للعالم الواقع الذي تعيشه سوريا".