قايد صالح محذرا مُعطّلي المساعي الخيّرة:

البقاء في الشرعية الدستورية والعودة إلى الصناديق

البقاء في الشرعية الدستورية والعودة إلى الصناديق
الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي
  • القراءات: 820
م. خ م. خ

أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، أمس، أن الحوار ينبغي أن يعمل على إيجاد كل السبل للبقاء في نطاق "الشرعية الدستورية والعودة بأسرع وقت ممكن إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب رئيس جديد وفقا للإرادة الشعبية الحرة"، مضيفا أن من يسعى إلى تعطيل مثل هذه المساعي الوطنية الخيرة، "هم أشخاص وأطراف تعمل بمنطق العصابة وتسير في سياق أبواقها وأتباعها الهادفة دوما نحو المزيد من التغليط والتضليل".

ونبه الفريق قايد صالح في كلمة توجيهية بمدرسة أشبال الأمة بتمنراست في اليوم الثالث من زيارته الى الناحية العسكرية السادسة، إلى خطورة سعي البعض إلى تأزيم الوضع وإطالة عمر الأزمة، معتبرا أن "من يبحث عن التأزيم ويبحث عن إطالة أمد هذه الأزمة هو من يتعمّد نشر الإشاعات والأخبار المزيفة والأكاذيب بطريقة مستمرة عبر عديد الوسائط الإعلامية".

وإذ أشار إلى أن هؤلاء "يتعمّدون انتهاج هذا السبيل، على الرغم من أنه كان بوسعهم اكتساب مصداقية أكثر، من خلال التركيز على نقل الأحداث الحقيقية عوض تعمد تضليل الرأي العام من خلال صناعة الأكاذيب والسيناريوهات غير الحقيقية والمغلوطة التي يتم نسبها لشخصيات ومراكز اتخاذ القرار.."، أضاف الفريق بقوله بأن "كل ذلك يأتي من خلفية وجود مخططات مدروسة، تم إعدادها بمكر شديد قصد التشكيك في أي فعل يهدف إلى تهدئة وطمأنة الشعب ويعمل على البحث على إيجاد الحلول الملائمة للأزمة الحالية التي تمر بها البلاد"، معتبرا أن الغرض من كل هذا "واضح" وهو "الوقوف أمام إيجاد أي مخرج للأزمة وتعطيل كل مسعى خير ووطني للحوار والتشاور بين مختلف الأطراف".

أكد نائب وزير الدفاع الوطني، أن ذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال المساهمة في  خلق مناخ ملائم للتفاهم المتبادل أو حتى من أجل حوار هادئ ورصين، مستطردا في هذا السياق "وهذا يعني أن من يلجأ إلى مثل هذه الممارسات هو ضد إجراء حوار جاد وجدي، وتلكم أهداف غير بريئة تماما يتحمل أصحابها تبعاتها أمام الله والشعب والتاريخ".

على الإعلام بكل تفرعاته التجنّد لخدمة الجزائر 

لإفشال هذه المساعي غير البناءة والمثبطة للعزائم، فإنه يتعين اليوم حسب نائب وزير الدفاع الوطني، "أن يمضي الشعب الجزائري رفقة جيشه نحو رفع كافة التحديات المعترضة وتقديم الولاء كل الولاء للوطن دون غيره"، مضيفا أن "الولاء للوطن يقتضي بأن يتجند الجميع كل في مجال عمله ونطاق مسؤولياته لاسيما قطاع الإعلام بكافة تفرعاته لخدمة الجزائر".

وأوضح بهذا الخصوص أنه يتعين على الإعلام أن يكون "مرآة عاكسة للمطالب الفعلية والحقيقية للشعب الجزائري ومطالب بأن يكون لسان صدق لشعبه، يقول الحقيقة ويقوم بتبليغ مطالبه دون تشويه أو تزييف أو استغلال أو تسخير لأغراض أخرى غير خدمة الوطن"، مؤكدا في هذا الصدد بأن المصالح المادية لا يمكنها إطلاقا أن تكون بديلا للوطن، "فهي تزول ويبقى الوطن وتبقى الجزائر".

وبعد أن أشاد بعبقرية الشعب الجزائري "التي تظهر جلية أكثر قوة خلال الشدائد والمحن، حيث تزداد اللّحمة بين كافة أطياف الشعب ويزداد عمق التضامن وتبرز كل معاني التضحية والفداء من أجل الوطن"، أكد الفريق قايد صالح أن "من يقرأ التاريخ الوطني وما تخلله من تحديات يدرك أن عبقرية الشعب الجزائري هي خاصية متميزة من خصائصه كشعب مقاوم وأصيل ومحب لوطنه، بل هو شعب نبيل في مواقفه ومسلكه، عادة ما يقدم مصلحة وطنه على مصلحته الشخصية".

وأضاف أن هذه الخصال تظهر أكثر فأكثر أيام العسر والشدة، قائلا "في مثل هذه الأيام تزداد اللحمة بين كافة أطياف الشعب ويزداد عمق التضامن وتضافر الجهود النيّرة وتبرز كذلك كل معاني التضحية والفداء من أجل الوطن، ولا شك أن أصدق مثال على ما أقول هو ذلك التلاحم المنقطع النظير الذي كان يربط الشعب الجزائري المقاوم مع جيش التحرير الوطني الثوري أثناء الثورة التحريرية المباركة"، ليخلص إلى أن "هذا التضامن وهذا التلاحم أنجب قوة عارمة نسفت الاستعمار الفرنسي من أساسه وقوضت أركانه بطريقة لا رجعة فيها".