حمّل الشباب والأجيال القادمة مسؤولية كتابته من جديد
الباحث رابح زغدان يؤكد على أهمية تسجيل التاريخ
- 1266
ص/محمديوة
أكد رابح زغدان، باحث في الحركة الوطنية ومدير الثقافة السابق أمس، أنه إذا لم يتم تسجيل التاريخ على شكل أفلام وأشرطة ومسرحيات ووثائق تاريخية فإنه سيبقى بعيدا ولن يحظى باهتمام الشباب والأجيال الذين دعاهم لكتابة التاريخ وقراءته من جديد بشكل يدعم أكثر ويعزّز وحدتنا الوطنية.
وقال خلال محاضرة نشطها أمس، بالمركز الثقافي الإسلامي حول «نضال وإسهامات المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية: شايب دزاير أول شهيدة في الثورة نموذجا»، أن الشباب هو عماد الأمة ويمكن الاستثمار فيه من أجل الحفاظ على تاريخ بلادنا وبناء هذا الوطن.
وأكد على أهمية أن تنظر كل الجهات في هذا الجانب المهم والحساس، مثمّنا في هذا السياق عمل الدولة ومن خلالها وزارة المجاهدين التي أطلقت مبادرات جمع أكبر عدد ممكن من الشهادات الحيّة لمن عايشوا مختلف جوانب الثورة وتسجيلها وتقديمها للمختصين من مؤرخين وكتّاب ومبدعين لكتابة التاريخ.
وقال إن ما هو موجود حاليا مادة أولية وشهادات حيّة وبعض الكتابات بما يتطلب إعادة التدقيق وفتح المجال أمام أقلام جديدة والمبدعين لتفجير طاقاتهم وإمكانياتهم خدمة لهذا الوطن والحفاظ على هويته وذاكرته. وتطرق مدير الثقافة السابق، في محاضرته إلى إسهامات المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية وحتى منذ الوهلة الأولى من احتلال فرنسا للجزائر بدء من أم البنين زوجة الأمير عبد القادر وصولا إلى فاظمة لالا نسومر. وذكر أن المرأة تحررت من بعض ما وصفه بالحبس في بعض القناعات التي شجعها فيها مفكرون أمثال أحمد أمين والشيخ عبد الحميد بن باديس.وعرّج على بعض بطولات المرأة في منطقة جرجرة والونشريس مرورا بمظاهرات الثامن ماي 1945 وصولا إلى سقوط أول شهيدة في الثورة التحريرية في 18 نوفمبر 1954، وهي الشهيدة دزاير شايب، التي سقطت في معركة بوشقوف بقالمة بقيادة باجي مختار.ونقل الأستاذ المحاضر شهادات لمجاهدين عايشوا تلك المعركة وكانوا من النّاجين، حيث أكد أنها تبقى من أوثق ما يمكن الاعتماد عليه في تلك المناسبات والوقائع لنقل تاريخ الثورة بصفة خاصة وتاريخ الجزائر عموما.
وذكر ببعض الحقائق منها التحاق أكثر من 400 طالبة ممن تركن مقاعد الدراسة استجابة لإضراب الطلبة بصفوف جيش التحرير الوطني بالجبال إضافة إلى نضال الكشافة الإسلامية والعمال وغيرها من محطات الكفاح التي ساهم فيها كل أفراد الشعب الجزائري دون استثناء، والتي يجب أن تبقى راسخة في أذهان شباب اليوم وجيل المستقبل.