المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة البحيرات الكبرى:

الاتحاد الإفريقي لم ينجح في دور الوساطة في أزمة ليبيا

الاتحاد الإفريقي لم ينجح في دور الوساطة في أزمة ليبيا
  • 854
اعتبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة البحيرات الكبرى، سعيد جنيت، أن الاتحاد الإفريقي لم ينجح في مهمة الوساطة التي قام بها في تسوية الأزمة في ليبيا، مبرزا أهمية تفضيل الحوار في جميع الظروف.
وفي حديث خص به يومية ”الوطن” في عددها الصادر اليوم الاثنين، قال السيد جنيت ”أنا لا أقول أن الاتحاد الافريقي فشل بل أقول أنه لم ينجح في تحقيق المسعى الذي بادر به” لحل الأزمة في ليبيا.
وبالفعل فقد أنشأ الاتحاد الافريقي لجنة رؤساء الدول الذين اقترحوا حلا سلميا يتطلب مرحلة انتقالية على حد قوله.
وأردف يقول إن ”هذا البلد يشهد انقساما أكثر من أي وقت مضى”، مذكرا بتصريحات رئيس النيجر السيد ايسوفو الذي قال ”سنشهد صوملة ليبيا” (نسبة للوضع في الصومال).
غير أن السيد جنيت أعرب عن ”ارتياحه” للمبادرة الأخيرة التي اتخذتها كل من الجزائر ومصر وبلدان الجوار الأخرى في محاولة للمساعدة على تحقيق الاستقرار في ليبيا موضحا أنه ”كلما حققنا الاستقرار في ليبيا كلما سيكون ذلك أفضل بمنطقة المغرب العربي وشمال افريقيا وافريقيا عموما”.
من جهة أخرى، أوضح المتحدث أن التدخلات العسكرية لا يمكنها أن تحمل حلا لتسوية النزاعات مشيرا إلى أن المهمة الاولى لأي دبلوماسي تكمن في ”الوقاية من النزاعات لتفادي استعمال السلاح”.
في نفس الاطار، أوضح السيد جنيت أنه ”اذا استعمل السلاح فذلك يعني أننا لم ننجح في تفاديها من قبل
وبمجرد استعمالها نسعى رغم كل شيئ للعودة الى طاولة المفاوضات”.
كما اعتبر ذات المسؤول أن إفريقيا تعد ”قارة تشهد مرحلة انتقالية وهذا الانتقال طويل الامد ويستلزم عشرات السنين لأن الامر يتعلق بانتقال سياسي واقتصادي وديموغرافي، حيث سيتميز بعدم استقرار نسبي يتعين مرافقته والتحكم فيه تفاديا لحدوث انزلاقات” يقول نفس المتحدث.
وبغض النظر عن التدخلات الخارجية ”التي غالبا ما تحركها الغاية في استغلال ثروات” إفريقيا فإن الطريقة الوحيدة لتفادي هذا الخطر ”هي أن نتأكد من أن بيتنا موحد ومتضامن” حسب قوله.
وبخصوص دور الجزائر في القارة عموما وبمنطقة الساحل خصوصا ثمن السيد جنيت التزام الجزائر بالقضايا القارية والعالمية.
في هذا الشأن، صرح المتدخل أن ”الموقع الجغرافي الاستراتيجي يضع الجزائر في دور الجسر الرابط بين أوربا وإفريقيا (...) وعليه فإن الجزائر مدعوة إلى لعب دور الزعامة الافريقية والرابط بين القارتين الأوربية والافريقية”.
وفيما يتعلق بدور الزعامة الافريقية، ذكر السيد جنيت بمبادرة الجزائر التي تتوفر منذ سنوات عديدة على وزارة منتدبة مكلفة بالشؤون المغاربية والافريقية مما يجسد على حد قوله ”التزام الجزائر الافريقي وهي التي قامت بتعبئة جميع الوسائل من أجل الاشراف على الحوار المالي”.
واسترسل يقول إن ”الجزائر ضمنت مسار المفاوضات الشامل بما أن جميع الأطراف المالية حلت بالجزائر وكذا كل الافاعلين الاقليميين والدوليين”.