الإعلامي عبد الوهاب بوكروح:
الإعلام الجواري مهمّش رغم كثرة العناوين

- 525

يعترف الإعلامي عبد الوهاب بوكروح بأن الإعلام الجواري يمكن اعتباره مهمشا في أجندة الصحافة الوطنية، فما عدا تجربة القنوات الإذاعية المحلية التي موّلتها الدولة، التي غطت نوعا ما النقص الحاصل، فإن باقي العناوين ـ رغم كثرتها ـ لا تستثمر في هذا الجانب، مشيرا إلى أن الإعلام الثقيل المتمثل في التلفزيون العمومي، يُفترض به أن يلعب دوره، على اعتبار أن القنوات الفضائية الخاصة غير مجبَرة على ذلك، لكونها تُعتبر قنوات أجنبية مادامت لم تحصل على الاعتماد.. كما يتطرق محدثنا في هذا الحوار المقتضب، لنقاط تتعلق بالطرق التي يمكن بواسطتها تطوير هذا النوع من الإعلام.
كيف ترون واقع الإعلام الجواري في ظل الانفتاح الإعلامي في بلادنا؟
❊ لاحظنا أن الإعلام الجزائري، سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي، له اهتمام قليل جدا بالمعلومة الجوارية، وأن تجربة تعميم القنوات الإذاعية المحلية التي موّلتها، غطت نوعا ما هذا النقص فيما يخص الجانب المتعلق بالسمعي البصري وأن التلفزيون العمومي معني بتغطية هذا النقص، لأنه لا يمكن أن نطالب القنوات الفضائية الخاصة (التي تُعتبر أجنبية مادامت لا تملك اعتمادا كقنوات جزائرية) بالاهتمام بالإعلام الجواري.
أما بالنسبة للصحافة المكتوبة فنرى أنه بالرغم من التنوع الهام وثراء الساحة الكبير بالعناوين، إذ يوجد حاليا حوالي مائة عنوان (إذا ما استثنينا الجرائد التي تأثرت بالأزمة المالية وزالت من السوق)، وهذه العناوين بها صفحات تغطي أخبار الولايات والشأن المحلي، لكن عندما نتفحص هذه الأخبار جيدا نجدها غير كافية وليست بالشكل المطلوب من حيث المساهمة في التنمية الحقيقية وتنوير المواطن بكيفية المشاركة في الشأن التنموي بمنطقته وبلده.
لكن ما سبب ذلك؟ هل هو ناتج عن توجهات أصحاب المؤسسات الإعلامية، أم لأنهم أدركوا أن القارئ الجزائري تربى على نمط معيّن من المقروئية؟
❊ في اعتقادي أن هناك إهمالا من طرف أصحاب هذه الجرائد والعاملين في حقل الإعلام الجزائري عموما، ويجب أن يكون هناك استثمار في الجانب البشري المكلف بالقسم الجواري.. فلا يمكن الاعتماد اليوم على شاب متخرج حديثا من الجامعة كي يبدع في هذا المجال الذي له رجاله وخبراؤه من ذوي التجربة، الذين لهم إلمام حقيقي بالمواضيع التنموية والمعلومة الجوارية. كما أن وزارة الاتصال اليوم تقوم بدورات لتعريف الجمهور بوسائل الإعلام، وهو ما يتيح الفرصة أيضا للإعلاميين، للاطلاع على الأدوار التي يمكن أن تلعبها وسائل الإعلام في هذا الشأن.
ما المطلوب اليوم من الصحافة الجزائرية للاهتمام بالإعلام الجواري وتطويره؟
❊ المطلوب من الجميع: وسائل الإعلام، المهنيين والحكومة، الاهتمام أكثر بهذا الجانب، والاستثمار في الجانب البشري، الذي يمكنه أن يتناول هذا النوع ويطرح الحلول مع المختصين، وأن يكون حلقة ربط وهمزة وصل بين الخبراء المختصين في التنمية المحلية والاقتصاد ومختلف الفاعلين. أما بالنسبة للحكومة فإنها عن طريق وزارة الاتصال ومن صميم عملها، القيام بتشجيع الإعلام الجواري، وتمكينه من حمل الانشغالات للحكومة، كما يجب على وسائل الإعلام أن توفر حيزا كافيا لهذا النوع من الموضوعات.
لكن نجد الإطار البشري (الصحفيين) يواجهون صعوبات في الحصول على المعلومات، وأداء مهامهم جراء الانغلاق الإداري وعدم التواصل المؤسساتي؟
❊ صحيح، هذا عائق رئيس، لأننا في الكثير من الأحيان كمهنيين، نلاحظ أن الوصول إلى المعلومة يمثل حاجزاً حقيقيا ومشكلا رئيسا في طريق الصحفي، لكن اليوم أعتقد أنه بالنظر إلى الجهود التي تبذلها الوزارة الوصية في ضبط القطاع فإن للإعلاميين الحجة في المساهمة في تطوير وتحسين الإعلام الجواري.
لكن ما الفائدة إذا ضبطنا القطاع وشجعنا المؤسسات الإعلامية على الاهتمام بذلك إذا كانت الإدارات العمومية والهيئات والمؤسسات تتكتم عن مد الصحفي بأبسط المعلومات، فما بالك إذا تعلق الأمر بمواضيع حساسة؟
❊ أظن أن الكرة في ملعب الإعلاميين.
كيف ذلك ونحن نجد أن قانون الإعلام لا يلزم المؤسسات والإدارات بتقديم المعلومات، ولا يعاقب من يمتنع عن تقديمها لأصحاب المهنة؟
❊ نحن نعلم أن القانون يضمن للصحفي الوصول إلى مصدر المعلومة، ولذلك يجب أن نندد بالتصرفات التي تعيق الصحفي.
قانون الإعلام فيه فجوات، ولا يوجد تفصيل في هذا الجانب؟
❊ نعم القوانين مطاطية، ويمكن التصرف فيها أو تفسيرها كما يريد المسؤول، ولا توجد حقيقة قوانين صارمة تُلزم المسؤول بإعطاء المعلومة أو تحاسبه على تقصيره.