ثقافته الجامعة بين المحارب والمفكر أكسبته تقدير خصومه.. بوشامة:

الأمير عبد القادر شخصية سلمية عالمية فذة

الأمير عبد القادر شخصية  سلمية عالمية فذة
الأمير عبد القادر
  • القراءات: 613
و. أ و. أ

أكد الكاتب والسفير والوزير السابق كمال بوشامة، أول أمس، من البليدة أن الأمير عبد القادر "شخصية سلمية عالمية فذة، تمكن بفضل خصاله الدينية السمحاء من كسب احترام كافة الشعوب والأمراء والسلاطين". وأوضح الكاتب الذي نشط لقاء ضمن "مقهى أدبي" تناول فيه شخصية وحياة الأمير عبد القادر أمام جمهور من المثقفين والجامعيين والباحثين في التاريخ، أن الأمير عبد القادر تمكن بفضل ثقافته الجامعة بين المحارب والمفكر من نيل الإعجاب والتقدير حتى من طرف خصومه.

واستعرض صاحب كتاب "الأمير عبد القادر وعائلته، الخطوة الأخيرة في الشرق"، الصادر باللغة الفرنسية عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية سنة 2019، تفاصيل حياة الأمير ونضاله الطويل ضد المستعمر الفرنسي والذي بدأه وعمره لم يتعد 23 سنة وصولا إلى منفاه ببلاد الشام. كما عرج الكاتب والسفير السابق للجزائر بسوريا استنادا على الدراسات والوثائق والأرشيف الذي اطلع عليه وكذا احتكاكه بأفراد من عائلته عن تفاصيل حياة الأمير عبد القادر بسوريا ودفاعه عن المسيحيين سنة 1860 "والذي أكسبه شعبية كبيرة واعترافا سيما من خصومه على غرار الإمبراطور نابليون". وقال في هذا الصدد "إن الأمير، الإنسان المتسامح وصاحب القيم الإنسانية ومن خلال هذا التصرف مع المسيحيين، أضحى شخصية عالمية فذة لها صوت مسموع وصيت في مختلف دول العالم، على غرار روسيا وإيطاليا وهولندا والمجر  أمريكا والهند وغيرها من الدول.

كما استعرض الكاتب مختلف الجوانب التاريخية التي عاشها الأمير عبد القادر وعائلته في المنفى والظروف القاسية التي كان يعيشها والتي تسببت في وفاة 25 فردا من عائلته. ولم يغفل السيد بوشامة الحديث عن شخصية الأمير الثقافية "والتي كانت حافلة بالكتابات الشعرية والأدب، مستدلا في ذلك بعديد الأبيات الشعرية التي كتبها. في الأخير، دعا المتحدث إلى ضرورة الحفاظ على تاريخ الجزائر وكتابته كتابة صحيحة، بعيدا عن أي مزايدات ومغالطات، مبرزا ضرورة ترسيخ حب التاريخ والشخصيات التاريخية في نفوس الأجيال الصاعدة من خلال إدراجها ضمن المنهاج الدراسي "حتى تكون لنا ذاكرة جيدة". للإشارة فقد شكلت هذه المناسبة فرصة للمثقفين والجامعيين الحاضرين في اللقاء لطرح العديد من الأسئلة ضمن نقاش موسع عن حياة الأمير عبد القادر وخصاله، والتي لا يزال التاريخ يحفظها له عن ظهر قلب وهو ما يتجسد في كل مرة في إطلاق اسمه بمختلف شوارع والساحات العمومية عبر العالم.