قال إن المجال الاقتصادي يتيح فرصا هامة للتكامل واستغلال المزايا.. غريب:

اعتماد إعلان شراكة استراتيجية بين الجزائر وفيتنام

اعتماد إعلان شراكة استراتيجية بين الجزائر وفيتنام
الوزير الأول السيد سيفي غريب - رئيس الوزراء لجمهورية فيتنام الاشتراكية السيد فام مينه شينه
  • 194
زين الدين زديغة زين الدين زديغة

❊ اغتنام فرصة الإصلاحات الكبرى لإطلاق مشاريع شراكة واستثمار

❊ المنتدى الاقتصادي فرصة لاستكشاف فرص التعاون 

❊ إرث مشترك في الدّفاع عن قيم الحرية والعدالة وبناء نظام دولي عادل

❊ إحياء التعاون جنوب ـ جنوب كفضاء خصب لبلورة الرؤى المشتركة

❊ الشراكة الاستراتيجية صفحة جديدة على درب توثيق العلاقات ودفع التعاون

❊ تكثيف التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي على جميع المستويات

❊ رئيس الوزراء الفيتنامي: إنجازات الجزائر تدفع إلى تعميق علاقات التعاون 

أكد الوزير الأول السيد سيفي غريب، أمس، التزام الجزائر الحثيث بترقية التعاون مع الحكومة الفيتنامية إلى مصاف الشراكة ـ الاستراتيجية، مشيرا إلى أن إعلان إقامة هذه الشراكة يفتح آفاقا واعدة لترقية العلاقات الثنائية والتعاون في كافة المجالات، بما فيها المجال الاقتصادي الذي يتيح فرصا هامة للتكامل واستغلال المزايا التي يمنحها كل طرف.

قال الوزير الأول، في كلمة له بمناسبة الجلسة الموسعة للمشاورات مع رئيس الوزراء لجمهورية فيتنام الاشتراكية السيد فام مينه شينه، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، إن الجزائر وفيتنام قطعتا أشواطا كبيرة للرقي بعلاقات التعاون في مختلف المجالات إلى مستوى التاريخ النّضالي المشترك لشعبيهما والطموحات التي تحدو قيادتيهما لبناء مستقبل أفضل.

واعتبر أن البلدين حققا مكاسب هامة في مسار التحوّل الاقتصادي، ما مكنهما من لعب دور هام على صعيد التنمية والاندماج في فضاءاتهما الجيوسياسية ومجموعات انتمائهما، وهو ما يتطلب وضع أطر مناسبة لتحويل هذه الخبرة والمكاسب المحققة إلى روافد حقيقية لتعزيز التعاون وتعظيم فرص الشراكة، معربا عن ارتياحه البالغ للنتائج الهامة التي توجت أشغال الدورة 13 للجنة المشتركة الجزائرية ـ الفيتنامية التي التأمت أشغالها في الجزائر خلال اليومين الماضيين.

وتابع غريب، قائلا "إن ارتياحنا لمستوى التعاون واستمرار التواصل يدفعنا إلى رفع سقف طموحاتنا من أجل بناء شراكة مثمرة وأكثر تنوّعا، وهو ما سنقف عليه سويا بكل فخر واعتزاز من خلال اعتماد إعلان إقامة شراكة استراتيجية بين بلدينا"، داعيا المؤسسات ورجال الأعمال الفيتناميين لاغتنام فرصة الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي شرعت فيها الجزائر بغية إطلاق مشاريع شراكة واستثمار تمكنهم من استغلال المزايا الكثيرة التي يتيحها مناخ الأعمال في الجزائر، من حيث وفرة المواد الأولية وقلّة أسعار التكلفة والقرب من الأسواق الأوروبية والإفريقية.

وأشار سيفي غريب، إلى أن انعقاد المنتدى الاقتصادي الجزائري ـ الفيتنامي فرصة لرجال الأعمال من البلدين لاستكشاف فرص التعاون الممكنة وبناء شراكات منتجة ومربحة، بما يسهم بشكل فعّال في تجسيد المسعى المشترك لترقية العلاقات الثنائية، لافتا إلى أن الجزائر وفيتنام يتقاسمان إرثا مشتركا في مجال الدّفاع عن قيم الحرية والعدالة، والمرافعة من أجل ضمان احترام القانون الدولي وبناء نظام دولي عادل ومنصف، يفرض عليهما مواصلة العمل بشكل منسّق وفعّال من أجل الدّفاع عن النظام متعدد الأطراف وحماية القيم المركزية التي تحكم العلاقات الدولية، من أجل ضمان حقوق جميع الشعوب في تقرير المصير والعيش في السلام والاستفادة بشكل متكافئ من فرص التنمية والرقي.

وأبرز الوزير الأول، أهمية إحياء التعاون والتنسيق في إطار جنوب ـ جنوب باعتباره فضاء خصبا لبلورة الرؤى المشتركة والدّفاع عن الانشغالات العادلة والمشروعة لشعوبنا لضمان مكانة مرموقة ضمن الأمم المتقدمة، وكسر القيود المالية والتقنية والتكنولوجية التي تحول دون استغلال أمثل لفرص التنمية ونتائج البحث العلمي وتكافؤ الفرص في الحصول على التمويل والولوج إلى الأسواق، فضلا عن المساهمة في صناعة السياسات الدولية لمواجهة التحدّيات التي تواجه البشرية في مختلف المجالات الصحية والبيئية.

وفي تصريح للصحافة بالمناسبة أعرب سيفي غريب، عن ارتياحيه لنتائج هذه الزيارة الهامة التي توّجت باعتماد إعلان إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، تفتح صفحة جديدة على درب توثيق العلاقات وتجسد إرادة قوية للدفع قدما بالتعاون الثنائي في كافة المجالات، مؤكدا حرص رئيس الجمهورية، على ترقية التعاون مع جمهورية فيتنام الصديقة ضمن مقاربة متجددة لبناء شراكة قوية ومتنوعة ترقى لمستوى العلاقات التاريخية بين شعبينا الصديقين. وأوضح أنه تم تدعيم الإطار القانوني للتعاون بين البلدان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات، مشيرا إلى أن المحادثات سمحت بإجراء تقييم شامل لواقع العلاقات بين الجزائر وفيتنام، واعتماد جملة من التدابير العملية لتعزيز التعاون الثنائي.

ومن بين أهم هذه الإجراءات تكثيف التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي على جميع المستويات، تعزيز التعاون في مجالات الدّفاع والأمن ومكافحة التهديدات غير التقليدية وفي مقدمتها الجريمة العابرة للحدود، وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري من خلال دعم الشراكات بين المؤسسات الاقتصادية في البلدين، وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين على استكشاف واستغلال فرص الاستثمار وإقامة شراكات مربحة لاسيما في قطاعات المحروقات والطاقات المتجددة والزراعة والصناعة والبنى التحتية.

كما تم التوافق يتابع غريب، على مواصلة التنسيق في المحافل الدولية والإقليمية لدعم الجهود الرامية إلى إرساء نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا، قائم على احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في شؤون الدول وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، معبّرا عن ثقته بأن طلب الجزائر الحصول على صفة "شريك حوار قطاعي" لدى منظمة "الآسيان" سيحظى بدعم فيتنام باعتبارها أحد الأعضاء البارزين في هذه المنظمة.

من جهته ثمّن رئيس الوزراء الفيتنامي، الإنجازات التي حققتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، معتبرا أنها تساهم في خلق قوة مشتركة ودفع التعاون من أجل تحقيق مصالح البلدين، وأكد أن البلدين توصلا إلى توافق عال بشأن المبادئ والإجراءات الرامية إلى تعزيز علاقاتهما، مع الاتفاق على الارتقاء بهذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية تعكس مستوى الثقة السياسية العالية على جميع المستويات، وتوسع نطاق التعاون في كافة المجالات.

يذكر أن رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية، السيد فام مينه شينه، توجه أمس، إلى مقام الشهيد في الجزائر العاصمة، حيث وقف دقيقة صمت ووضع إكليلا من الزّهور أمام النّصب التذكاري المخلّد لشهداء الثّورة التحريرية المجيدة، وعقب ذلك قام بزيارة المتحف الوطني للمجاهد، حيث قدمت له شروحات حول مختلف المراحل التاريخية للجزائر لا سيما الثّورة التحريرية المجيدة.