بنسبة 36% وعبر 147 دولة لأول مرة في تاريخها

ارتفاع قياسي لصادرات الجزائر خارج المحروقات

ارتفاع قياسي لصادرات الجزائر خارج المحروقات
  • القراءات: 746
حنان. ح حنان. ح

* الخبير هادف: الجزائر تمتلك الميزات التنافسية لمضاعفة صادراتها

أكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمان هادف امتلاك الجزائر لميزات تنافسية هامة، تمكنها من الاندماج في سلسلة القيم العالمية وتعزيز صادراتها خارج المحروقات الى المستوى الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لافتا إلى أن مؤشرات هذا التوجه بدت واضحة في أرقام التجارة الخارجية لسنة 2022، حيث حقّقت الجزائر رقما قياسيا بقيمة 6,06 مليار دولار، صادرات خارج المحروقات.

قال الخبير في تصريح لـ"المساء" غداة الإعلان عن ارتفاع قياسي في مستوى الصادرات خارج المحروقات بنسبة 36 من المائة مسجلة أكثر من 6 ملايير دولار في 11 أشهر الأولى من 2022، أن التصدير الذي أصبح ضمن الأهداف الاستراتيجية للجزائر يمكن تعزيزه بالاعتماد على مشروع التحول الاقتصادي الذي يرتكز خصوصا على تحويل واستغلال الثروات الوطنية محليا وبالتالي رفع القدرات الإنتاجية المحلية، وكذا الاندماج في سلسلة القيم العالمية من خلال "الشراكات" و"تجارة خارجية فعالة". وأعرب محدثنا عن اقتناعه بأن الجزائر خطت اليوم "خطوات مهمة" في إعادة تنظيم التجارة الخارجية، بفضل تنظيم نشاطات الاستيراد والتصدير والعمل على تسهيل إجراءات التصدير وتحسين البيئة والأطر القانونية لعملية التصدير، وهو ما انعكس على النتائج المسجلة في العام الماضي.

وبرأيه فإن الفرصة اليوم مواتية أكثر من أي وقت مضى لأخذ حصص هامة في الأسواق الجهوية والعالمية، بالنظر إلى الوضع العالمي الراهن المتميز بالحرب في أوكرانيا وتداعياتها لاسيما على السوق الطاقوية والغذائية العالمية، ما يتيح للجزائر "ميزات تنافسية" يمكن توظيفها للانتشار في الخارج، شريطة "تكثيف الجهود لتحقيق هذا التوجه".وسجل الخبير عبد الرحمان هادف أن المؤشرات الإيجابية التي برزت في العام الماضي، تدفع نحو التفاؤل، مشيرا إلى أن هيكل الصادرات خارج المحروقات تميز بتنوّع، حيث تعدّدت بين الصناعات التحويلية في الحديد والصلب ومواد البناء كالحديد والاسمنت والسيراميك والصناعات الصيدلانية وأيضا الخدمات. كل هذا، مثلما لفت إليه، يعني الاتجاه نحو ترقية الصادرات بشكل كبير.

في هذا الصدد، دعا الخبير إلى الإسراع في تجسيد مضمون القانون الخاص بالمناطق الحرة الذي صدر السنة الماضية، مذكرا بأنه ينصّ على إنشاء مناطق حرة على مستوى المناطق الحدودية، حيث شدّد على أن إنشاء هذه المناطق سيكون له أثر كبير على ترقية الصادرات خاصة على المستوى الجهوي. وتسمح الآليات الموجودة خاصة اتفاقات التبادل الحر العربية والافريقية بدعم هذا التوجه، حيث تعول الجزائر، وفقا لمحدثنا، على سوق غرب إفريقيا بشكل خاص لتسويق منتجاتها وبعث شراكات حقيقية، نظار لتوفر المقومات والإمكانيات التي تسمح بولوج هذه السوق الافريقية الهامة، وهو ما تعكسه البعثات الاقتصادية العديدة المنظمة إلى هذه المنطقة في السنوات الأخيرة، فضلا عن المعارض والصالونات المقامة هناك والتي سمحت بالترويج للمنتجات الوطنية. وشدّد الخبير على أن رهان الجزائر اليوم لتحقيق هدف 15 مليار دولار من الصادرات خارج المحروقات، هو "رفع وتحسين نوعية الإنتاج وتطوير تنافسية المؤسسات الاقتصادية"، التي عليها كما قال - أن تقوم بالاستثمارات اللازمة عبر شراكات مع مؤسسات تتقاسم معها نفس التوجهات والمصالح سعيا لتحقيق "الاستدامة والتنوع" في الصادرات.

للتذكير، حققت الجزائر 6.06 ملايير دولار من الصادرات خارج المحروقات في 11 شهرا الأولى من سنة 2022 مقابل 4.5 ملايير دولار في نفس الفترة من سنة 2021. وشملت الصادرات 147 دولة، تتصدرها الدول الأوروبية مثل فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، اضافة الى الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد هام من الدول الإفريقية مثل كوت ديفوار، النيجر، غانا، السنغال، ناهيك عن الدول العربية كتونس، الأردن، سوريا والعراق. وتقدمت الأسمدة بـ 1.7 مليار دولار (زيادة 28%)، الاسمنت بـ 400 مليون دولار (زيادة 93%)، الحديد والصلب بـ 500 مليون دولار (زيادة 30%)، ولوحظ بروز شعبة "مواد التنظيف" التي حصدت مليون دولار، إضافة إلى تحقيق أرقام لافتة في شعبتي التغليف والكرتون (9 ملايين دولار) والمياه المعدنية والغازية (17 مليون دولار).