خام برنت يقارب 75 دولارا

ارتفاع أسعار النّفط بسبب التوترات في الشرق الأوسط

ارتفاع أسعار النّفط بسبب التوترات في الشرق الأوسط
  • 196
 حنان. ح    حنان. ح  

قفزت أسعار النّفط في آخر يوم من تداولات الأسبوع إلى قرابة 75 دولارا للبرميل نتيجة للأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، ويعد هذا الارتفاع الأكبر من نوعه منذ مارس 2022، ـ وفقا للخبراء ـ الذين استبعدوا رغم ذلك تكرار سيناريو المائة دولار للبرميل.

سجلت أسعار النّفط مكاسب هامة بسبب التخوفات من التداعيات التي قد يشكلها التوتر الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط على خلفية النزاع الدائر بين إيران والكيان الصهيوني، والتي تهدد بتعطيل إمدادات النّفط الخام في المنطقة، وارتفع نفط برنت إلى أعلى مستوياته خلال اليوم الأخير من تداولات الأسبوع، عند 74,59 دولارا للبرميل بارتفاع نسبته 10 بالمائة، فيما ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 8 بالمائة إلى 73,48 دولارا للبرميل، واختلفت آراء المحللين الدوليين حول التطورات القادمة، لكن أغلبهم قلل من أهمية هذا الانتعاش معتبرين أنه مؤقت وظرفي، وهو ما أشار إليه محللو "سيتي بنك" الذين قالوا إن الارتفاع كان مدفوعا إلى حد كبير بتغطية صفقات البيع، ما يشير إلى أن هناك مجالا محدودا لمزيد من الارتفاع ما لم يمتد الصراع إلى حرب إقليمية وما لم تستهدف البنية التحتية لقطاع الطاقة في إيران، من جهته استبعد خبير اقتصادات الطاقة مستشار تحرير منصة "الطاقة" العالمية أنس الحجي، أن تؤدي التوترات الحالية بالمنطقة إلى ارتفاع أسعار النّفط إلى مستويات كبيرة، أو إلى تكرار سيناريو 100 دولار للبرميل، متوقعا تراجع الأسعار في الأيام المقبلة، في حال لم تطرأ تغييرات على أساسيات السوق بسبب وفرة المعروض وتسجيل مخزونات الخام الصينية لمستوى قياسي.

كما ذكر بأن 8 دول من تحالف (أوبك+) ستعيد إلى السوق 411 ألف برميل يوميا في جويلية المقبل، ومن المتوقع الاتفاق على زيادة الإنتاج بـ411 ألف برميل إضافية في أوت ـ حسب الخبير ـ الذي اعتبر أنه حتى إذا فقدت السوق كامل الصادرات الإيرانية المقدرة بنحو 1,7 مليون برميل يوميا، فمن الصعب بلوغ أسعار النّفط لمستويات جد مرتفعة كما في السابق، لكن البعض يرى في التهديدات التي أطلقتها إيران بغلق مضيق هرمز، عاملا قد يعزّز من إنتعاش أسعار النّفط في الأيام المقبلة، بسبب تأثر حركة السفن خاصة وأن المضيق يعد القناة الوحيدة بين الخليج وبحر عمان وبحر العرب يمر عبره 20 مليون برميل من النّفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة يوميا، بجانب 11 مليار قدم مكعب من الغاز المسال، الذي قد تتأثر أسعاره هو الآخر وتتجه نحو الصعود وفقا للمحللين.

ويدعم تصريح فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، التوقعات بعدم تسجيل طفرة كبيرة في أسعار النّفط، حيث أكد في تغريدة بموقع "إكس" استعداد الوكالة للتحرك ودعم السوق بإمدادات طارئة من احتياطي النّفط الإستراتيجي بهدف "حماية الاقتصاد العالمي"، كاشفا أن احتياطيات نظام أمن النّفط التابع للوكالة تضم ما يزيد عن 1,2 مليار برميل. لكن الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنّفط "أوبك" هيثم الغيص، اعتبر أنه من السابق لأوانه الحديث عن استخدام الاحتياطات الاستراتيجية للوكالة، منتقدا تصريحات بيرول، التي اعتبرها "إنذارات خاطئة ومغلوطة" تعزّز تقلبات السوق بصورة مبكرة وسابقة لأوانها.