أكد وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، أن المشاريع الكبرى في إفريقيا تحتاج إلى رؤية تمويلية مبتكرة تتجاوز التمويل التقليدي، وتقوم على تقاسم المخاطر وتعزيز التعاون بين البنوك، الحكومات والقطاع الخاص.

وأوضح رزيق، في كلمة ألقاها خلال ندوة نظمها البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد حول "تمكين المقاولين الأفارقة: تسريع تطوير البنية التحتية في إفريقيا" أمس، خلال معرض التجارة البينية الإفريقية بقصر المعارض، أن الورشات التي ينظمها البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد أفريكسيمبنك" تكتسي أهمية خاصة في هذا المجال كونها تتيح للشركات فضاء للتواصل وتبادل الخبرات وبناء التحالفات، والاستفادة من حلول تمويلية مبتكرة تعزز قدرتها على دخول سوق المشاريع الكبرى بثقة وكفاءة. وأشار رزيق، إلى أن "أفريكسيمبنك" برهن أنه ليس مجرد ممول تقليدي، بل فاعل استراتيجي في تمويل التجارة البينية الإفريقية ورافعة حقيقية لتحويل الأفكار إلى مشاريع تنموية ملموسة.

وأشار الوزير، أن معرض التجارة البينية الذي يختتم غدا يشكل محطة محورية وفضاء للحوار والتبادل لفتح أفاقا جديدة وفرصا لتجسيد أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية "زليكاف" ودفع مسار التكامل الاقتصادي الذي تتطلع إليه شعوب القارة، مضيفا أن الجزائر تطمح أن تشكل هذه التظاهرة خطوة نوعية تضع أسس تعاون متين بين البلدان الإفريقية، وتفتح أفاقا رحبة لقارة إفريقية متكاملة ومزدهرة اقتصاديا.

وثمّن رزيق، مبادرات البنك الإفريقي الرامية إلى دعم الشراكات الإفريقية في مجال الهندسة والمشتريات والإنشاءات، سواء عبر التمويل أو عبر إنشاء المنصات التعاقدية التي تفتح المجال أمام شراكات ناجحة ومستدامة. وعرفت الندوة توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة مع مؤسسات إفريقية تتجاوز قيمتها المالية 300 مليون دولار، وجرت الاتفاقية الأولى بين شركة "تافاديس" فرع "مدار" والشركة الليبية لتسويق السكر المكرر بالجزائر، بقيمة مالية تقدر بـ180 مليون دولار على مدار سنة.

فيما وقعت شركة "كوندور" على ست اتفاقيات مع تونس، ليبيا، مصر، السنغال، موريتانيا، وكوت ايفوار من أجل تصدير منتوجات كهرومنزلية بقيمة مالية تقدر 80 مليون دولار سنويا. كما أمضى مجمع "حولسيم الجزائر" اتفاقية تعاون لتصدير الإسمنت إلى ليبيا بقيمة 51 مليون دولار سنويا.