يهيمن الغاز الطبيعي والنفط على مزيج الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يمثلان أكثر من 90% من إجمالي توليد الكهرباء. ووفر الغاز الطبيعي وحده في 2024، 70% من الكهرباء المنتجة في بلدان هذه المنطقة، من ضمنها الجزائر.

حلل تقرير "مستقبل الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة، الخيارات المتاحة من جانب العرض، مع مراعاة موارد كل دولة ومنطقة على حدة، بالإضافة إلى أصول قطاع الطاقة الحالية المتاحة، بالتركيز على 17 دولة، من بينها الجزائر. وأشار إلى أن سبع دول من بينها الجزائر تجاوزت نسبة 95% في الاعتماد على الطاقات الأحفورية لإنتاج الكهرباء، كما أنها تعد من الدول الأكثر اعتمادا على الغاز الطبيعي بالخصوص في توليد الطاقة.

كما تحدث التقرير عن الجهود التي تبذلها الجزائر لإنتاج وتوفير الكهرباء للمواطنين، مسجلا أنها تعد من ضمن 11 دولة في المنطقة التي تخصص دعما كبيرا للطاقة يصل إلى 10% مقارنة بالناتج الداخلي الخام، حيث توجد الجزائر ضمن 7 دول رائدة في هذا المجال وبلغت قيمة دعم الكهرباء الاجمالي فيها أكثر من 80 مليار دولار أمريكي سنويا. 

وتوقع التقرير أن يشهد استهلاك الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاعا حادا في السنوات المقبلة، ما يضطر دول المنطقة إلى العمل على تنويع مصادرها للطاقة. وأشار إلى أن الطلب على الكهرباء تضاعف ثلاث مرات بين 2000 و2024 مع ارتفاع عدد السكان ومستويات الدخل، ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الكهرباء في المنطقة بـ50% أخرى بحلول 2035.

 وأرجع الارتفاع في الطلب على الكهرباء الذي وصل إلى ذروة غير مسبوقة بالجزائر تجاوزت حدود 19 ألف ميغاواط خلال الصيف الماضي، إلى عوامل طبيعية منها النمو الديمغرافي القوي وكذا ارتفاع درجات الحرارة، وعوامل اقتصادية تتعلق خصوصا بزيادة استخدام المبردات وكذا مضاعفة مشاريع تحلية مياه البحر في مواجهة التغيرات المناخية التي نتج عنها شحّ في الأمطار، مشيرا إلى أن مشاريع تحلية المياه تزداد في جميع أنحاء المنطقة.