رؤساء وقادة في رسائل ومكالمات اطمئنان ودعم مع الرئيس تبون

إقرار بالثقل الدبلوماسي للجزائر

إقرار بالثقل الدبلوماسي للجزائر
  • القراءات: 603
مليكة. خ مليكة. خ

❊تبديد للإشاعات.. وتعزيز للعلاقات الثنائية والتعاون المشترك

حملت رسائل الاطمئنان التي تلقاها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تباعا في ظرف أسبوع، من رؤساء الدول الصديقة والشقيقة الكثير من الأبعاد السياسية التي أكدت على المكانة التي تحظى بها الجزائر على المستوى الاقليمي والجهوي، حيث لم تقتصر هذه الرسائل على التعبير عن مشاعر الغبطة بعد تماثل الرئيس تبون، للشفاء وتغلبه على "كوفيد 19"، بل إنها عززت ملامح التعاون بين الجزائر وشركائها في الفترة المقبلة، على ضوء التحديات التي تعرفها منطقة المتوسط والعالم أجمع.

ويرسم تصريح رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، الذي يؤكد وقوف ألمانيا وأوروبا بكل ثبات إلى جانب الجزائر، الكثير من أبعاد الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، والتي ستكون بداية بتضافر الجهود للتغلب على الجائحة حتى يتسنى التفرغ للتحديات المقبلة على غرار الجانب الأمني و الاقتصادي.

وليست هذه المرة الاولى التي تؤكد فيها ألمانيا وقوفها إلى جانب الجزائر، حيث سبق للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، أن وصفت الجزائر في إطار احدى زياراتها إلى المنطقة المغاربية بالشريك الأكثر أهمية، بالنظر الى وزنه على المستوى الاقليمي وامكانياته الاقتصادية .

وذهبت رسالة رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في نفس المنحى، حيث أشار الى حزمة الإصلاحات الهامة التي ميزت السنة الاولى من انتخاب رئيس الجمهورية، على غرار مراجعة الدستور، بعث الشراكة بين البلدين والتي ميزها التبادل الاستثنائي للزيارات السياسية بالجزائر وروما على حد سواء.

وكانت الاشارة هنا إلى نجاح الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لويجي دي مايو، والتي توجت بتوقيع البلدين على مذكرة تقضي بإرساء حوار استراتيجي حقيقي حول العلاقات الثنائية والمسائل السياسية والأمن الشامل.

كما رسم الدبلوماسي الايطالي معالم التعاون الثنائي للسنة المقبلة، التي وصفها ب"المفصلية" بالنسبة للمجتمع الدولي، مما يحتم على البلدين رفع التحديات المشتركة  كالصحة والتغيرات المناخية والإنعاش الاقتصادي وحتى القضايا الإقليمية بدءا بالمتوسط وليبيا ومنطقة الساحل"، مؤكدا رغبة إيطاليا في إقامة شراكة جديدة مع إفريقيا ومقاربة متجددة للاتحاد الأوروبي نحو القارة والمتوسط المجاور.

وعلى الصعيد الثنائي، برزت الإرادة الإيطالية الملحة للمضي قدما بالتعاون بداية من الأشهر الاولى للسنة المقبلة، من خلال عقد الاجتماع الرابع للندوة الحكومية المشتركة الثنائية لمنتدى الأعمال خلال الثلاثي الأول من سنة 2021، في حال سمحت الظروف الصحية بذلك.

كما عكست رسائل الإطمئنان التي تلقاها رئيس الجمهورية، من قادة ورؤساء الدول العربية على غرار فلسطين، سوريا، قطر والصحراء الغربية، الكثير من معاني التضامن العربي بالنظر إلى الوزن الاقليمي للجزائر في المنطقة العربية، حيث أكدوا على إرادتهم لتوطيد علاقات الأخوة والصداقة بين الشعوب العربية، والعمل على مواجهة التحديات والتهديدات التي تستهدف المنطقة خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية.

وحددت مضامين هذه الرسائل رهانات المرحلة المقبلة، من خلال تنسيق التعاون بخصوص المسائل ذات الاهتمام المشترك، حيث وجه أمير دولة قطر، في هذا الاطار دعوة للرئيس تبون، لزيارة قطر بعد تعافيه وعودته إلى أرض الوطن .

وعلى ضوء ما يحدث في المنطقة العربية من هرولة وتطبيع مع الكيان الصهيوني، كانت للرسالة التي بعث بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقع خاص على نفوس الجزائريين، كونها تعد بمثابة عرفان وتقدير للموقف الثابت للجزائر في دعم القضية الفلسطينية والذي  تجلى خصوصا في غرس مؤسسة "سيّدة الأرض" الفلسطينية، شجرة زيتون في أعلى منطقة بالقدس بجبل الزيتون، باسم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

وبلاشك برأي مراقبين، فإن هذه الرسائل لم تضع حدا للإشاعات التي أطلقها البعض حول مرض رئيس الجمهورية فحسب، كونها ركزت على مرحلة ما بعد الشفاء، بل إنها حددت أيضا معالم جديدة للتعاون في شتى القطاعات في المستقبل القريب، فضلا عن مجابهة التحديات الجيو استراتيجية  التي يمر بها العالم، على ضوء إفرازات الجائحة العالمية التي تؤشر لبروز تحالفات جديدة في سياق تغيير موازين القوى.

كما يرى مراقبون انطلاقا من الرسائل التي تلقاها الرئيس تبون، ايضا الثقل الدبلوماسي الذي أضحت تتمتع به الجزائر في المنطقة المغاربية والمتوسطية، باعتبارها بوابة إفريقيا وركيزة أساسية في المنطقة العربية، مما يجعلها محل اهتمام كبير من قبل القوى الكبرى.