رضا مالك يكشف في ملتقى تضامني مع الشعب الفلسطيني:

إسرائيل أرسلت 200 مقاتل إلى الجزائر قبل الاستقلال

إسرائيل أرسلت 200 مقاتل إلى الجزائر قبل الاستقلال
  • القراءات: 1651
مليكة. خ مليكة. خ

كشف رئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك، أمس، أن الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها مناحيم بيجن، أرسلت 200 مقاتل إلى الجزائر بغرض تنفيذ عمليات إرهابية قبيل الاستقلال في إطار حرب العصابات، مشيرا إلى أن المنظمة الصهيونية التي يطلق عليها اسم "ارجون" قامت بالعديد من الكمائن عبر ولايات الوطن إلى جانب المنظمة السرية.

مداخلة السيد رضا مالك التي جرت في إطار اللقاء التضامني مع الشعب الفلسطيني بحضور السفير لؤي عيسى، أكدت أن مواقف بلادنا المعادية لإسرائيل لا تنطلق من فراغ، بل لها من الأسباب ما يجعلها تؤكد ضرورة التصدي للمد الصهيوني الذي لا يخدمه استقرار المنطقة العربية.

في هذا الصدد، عرج رضا مالك على الموقف الإسرائيلي من الثورة التحريرية ومساندته للمستعمر بتحريضه على عدم منح الاستقلال للجزائر، لدرجة دفعت برئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون سنة 1960 إلى تقديم اقتراح للجنرال ديغول مفاده ترحيل الجزائريين الذين كانوا تحت قانون "الانديجينا" إلى منطقة الهضاب العليا ،مقابل الاحتفاظ بالمناطق الساحلية و الجنوب  للفرنسيين، غير أن ديغول - مثلما يضيف رضا مالك – رفض ذلك تفاديا للمزيد من التعقيدات.

يرى رئيس الحكومة الأسبق أن معاناة الشعب الجزائري من الأساليب الاستعمارية الوحشية، شكلت ابرز دوافع التضامن مع الكفاح الفلسطيني قبل الثورة وبعدها. وأوضح في هذا الصدد أن الرئيس الراحل هواري بومدين هو أول من بادر بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية خلال قمة الرباط سنة 1974، في حين رفضت الدول العربية الأخرى الفكرة، قبل أن يؤيدها الملك فيصل، لتصبح المنظمة فيما بعد الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

كما أشار رضا مالك إلى أن الجزائر كانت محطة أخرى لمنعرج هام في القضية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية بقصر الأمم نادي الصنوبر عام 1988.

من جهته، حيا السفير لؤي عيسى المواقف الثابتة للجزائر مع القضية الفلسطينية، داعيا إلى ضرورة الاستلهام من مبادئ الثورة التحريرية التي نجحت بفضل التفاف الشعب الجزائري حول جبهة التحرير الوطني، داعيا الفلسطينيين أيضا توحيد الصفوف من أجل مواجهة العدو الصهيوني.


 

 رضا مالك لـ "المساء":

سأزور غرداية للقاء الأعيان وممثلي المجتمع المدني

أكد رئيس الحكومة الأسبق، رضا مالك أمس، أنه يعتزم قريبا زيارة ولاية غرداية من أجل لقاء الأعيان وكافة ممثلي المجتمع المدني لحملهم على زرع روح التضامن والوحدة بين شباب المنطقة المنحدرين من المذهبين المالكي والإباضي، مضيفا أنه من واجب الجميع التحرك لوضع حد للفتنة التي يحاول البعض إثارتها بهدف زعزعة الاستقرار في البلاد. في تصريح لـ"المساء"، على هامش اللقاء التضامني الذي نظمته جمعية 8 ماي 1945 مع سفارة فلسطين بالجزائر، قال السيد رضا مالك إنه "لا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي إزاء محاولات المتربصين للعب على المعطى المذهبي"، مشيرا "إلى أن الجزائر تشهد تنوعا ثقافيا ولغويا منذ عقود، إلا أن ذلك لم يؤثر على الوحدة التي دافع من أجلها الشعب الجزائري في كفاحه ضد المستعمر الفرنسي". 

رئيس الحكومة الأسبق، أعطى في هذا الصدد مثالا عن محاولات فرنسا الاستعمارية للعب على وتر الأقليات بتقديم الإغراءات، مثلما كان الحال مع سكان منطقة القبائل والتوارق، مشيرا إلى أنها لم تفلح في ذلك حيث اصطدمت بمقاومة الثوار الأشاوس الذين لم يروا بديلا عن الاستقلال والوحدة الوطنية.

كما أوضح أن أبناء غرداية سبق لهم أن رفضوا المخطط الفرنسي القاضي بعزلهم عن بقية مناطق الوطن، مما يؤكد أن مشكل الإباضية والسنّة لم يكن مطروحا البتة، مذكرا في هذا الصدد بالزيارة التي قام بها العلامة عبد الحميد بن باديس إلى المنطقة، حيث التقى الشيخ بيوض إثر إيفاد الجنرال ديغول، رئيس ديوانه، أوليفيي بيشار لطرح فكرة إنشاء دولة خاصة بمنطقة بني ميزاب، غير أن الشيخ بيوض ـ يؤكد رضا مالك - عارض ذلك بشدة وطمأن ابن باديس بأن أهل المنطقة لا يقبلون فكرة الانفصال. رضا مالك شدّد على ضرورة الدفاع عن المكاسب التي دافعت من أجلها الثورة التحريرية المظفرة التي وحدت الشعب وحققت السيادة التامة، داعيا الشباب إلى الاستلهام من هذه الدروس.

من جهة أخرى، اقتربنا من ويرو يحيى باكير، رئيس فرع 8 ماي 45 بغرداية التي تحصلت على الاعتماد منذ 10 أيام فقط، فأكد على تحسن الأوضاع في المنطقة، كما أشار إلى عدم تسجيل أي اشتباكات منذ شهر رمضان الماضي، مما يعني أن المياه عادت إلى مجاريها الطبيعية. في هذا الصدد، دعا يحيى باكير، المنحدر من منطقة القرارة إلى ضرورة تجاوز الخلافات والالتفاف حول الوحدة الوطنية للتصدي للمتربصين الذين يريدون زرع التفرقة بين المذهبين السني والإباضي، مستطردا بالقول "سنظل نتمسك بالجزائر ووحدة الصف و لايستطيع أي أحد منا الاستغناء عن الآخر"، وذلك بأن يقوم كل واحد بدوره وعدم الاكتفاء بدور المتفرج.