عميد جامع الجزائر يبرز بأكسفورد فكر مؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة
إرث الأمير عبد القادر يظل صالحا للتعامل مع التحدّيات
- 341
ي. س
ألقى عميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، أول أمس، بجامعة أكسفورد البريطانية محاضرة حول الفكر العالمي للأمير عبد القادر وأهميته في عالم اليوم، حيث ركّز خلال مداخلته على نظام القيم والمواقف التي وجّهت حياة ومسيرة الأمير عبد القادر، مؤكدا أن فكر الأمير عبد القادر يظل صالحا لشرح كيفية التعامل مع تحديات عصرنا في عالم غير متزن ويعجّ بالأزمات.
كما تطرّق مطوّلا إلى "أهمية تجربة الأمير عبد القادر كمصدر إلهام لاستخلاص عناصر بارزة وجوهرية" في إطار مقاربة استقرائية وأخلاقية وروحية للسلام كمفهوم شامل". وبعد أن استعرض مسيرة الأمير عبد القادر الفريدة والمسار المميز لحياته خاصة رحلاته إلى المشرق، ذكر عميد جامع الجزائر بأن "قدره لم يكن فقط أن يكون مجرد عالم أو مفكر أو صوفيا بل كان أيضا قائدا حربيا واستراتيجيا بارزا في سياق ملحمة مقاومة الغزو الفرنسي". كما أوضح أن الأمير عبد القادر "أدرك منذ البداية أن مقاومة الاحتلال ليست فقط معركة عسكرية بل هي أيضا مقاومة روحية وأخلاقية وثقافية.. وكان يؤمن بأن "النصر لا يتحقق بالقوة فقط، بل أيضا بالعدالة والانضباط والتحكّم في عناصر التفوّق".
وأشار عميد جامع الجزائر إلى أن إصرار الأمير على المعاملة الإنسانية للسجناء واحترام غير المسلمين وحماية المدنيين في أوقات الحروب، أثار إعجاب كل من عرفوه بشكل مباشر أو من خلال السمعة التي كان يتمتع بها سيما خصومه الأوروبيين، مؤكدا أن احترامه للقانون الإنساني حتى قبل وجود هذا المفهوم في القوانين الدولية الإيجابية الحديثة أكسبه مكانة بارزة في الوعي التاريخي. ليعرب في ختام مداخلته عن قناعته بأن "إرث الأمير عبد القادر في بناء السلام لا يزال ذا أهمية لافتة لعالمنا المعاصر".