بعد أن بلغ سعرها 400 دينار للكلغ.. مختصون يطالبون:

إحصاء منتجي الدواجن للقضاء على "البارونات" وضبط السوق

إحصاء منتجي الدواجن للقضاء على "البارونات" وضبط السوق
  • القراءات: 497
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

بلغت أسعار اللحوم البيضاء خلال الأيام الأخيرة 400 دينار للكلغ الواحد، مقابل متوسط سعر بلغ 320 دينار للكلغ خلال الأسابيع الماضية، بعدما أمر الوزير الأول الشهر الماضي، بضرورة إغراق السوق بالمنتوجات التي مسّتها المضاربة وعلى رأسها اللحوم البيضاء. واستدعى الاضطراب الملحوظ في هذه الأسعار من وزارة الفلاحة اتخاذ إجراءات استعجالية لتسقيف هذه الأسعار المنتوجات ذات الاستهلاك الواسع، حفاظا على القدرة الشرائية للمواطنين.

قال مدير الديوان والأمين الوطني بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين عصام بدريسي في اتصال هاتفي مع "المساء"، أنه بفضل تعليمات الوزير الأول الخاصة بإغراق السوق بالمواد الاستهلاكية التي مسّتها المضاربة شهدت أسعار الدجاج خلال الشهر الماضي استقرارا ملحوظا دام لأسابيع نتيجة ضخ كميات كبيرة من هذه المادة من قبل الديوان الوطني لتغذية  الأنعام  وتربية الدواجن.

واستغرب بدريسي، الارتفاع المفاجئ للأسعار خلال الأيام القليلة الأخيرة دون مبرر، مرجعا ذلك إلى غياب التنسيق بين وزاتي الفلاحة والتجارة، إضافة إلى الوسطاء والدخلاء على شعبة تربية الدواجن، داعيا إلى ضرورة تنقية السوق من هؤلاء المتطفلين.

وقال الأمين الوطني للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، إن "مربي الدواجن ليست لديهم مبررات لرفع الأسعار نظرا للتحفيزات التي قدمتها الدولة لهم من إلغاء للضريبة على القيمة المضافة وربط المستثمرات الفلاحية بالكهرباء وذلك في إطار دعم أسعار اللحوم البيضاء في السوق.".

وأما بخصوص لجوء وزارة الفلاحة إلى تسقيف الأسعار في غضون أسبوعين، والتي ستحدد على أساس التكلفة الحقيقية للإنتاج، مع هوامش ربح معقولة سواء للمربين أو المذابح أو بالنسبة لبائعي التجزئة، يرى محدثنا صعوبة في تجسيد القرار ميدانيا، كون ذلك لا يخدم" الشعبة  ولا يخدم الاستثمار في المجال الذي يتطلب التنافسية" .

وتساءل بدريسي عن كيفية تطبيق هذا القرار، داعيا إلى البحث عن الخلل الذي يميز الشعبة مع إيجاد الآليات التي تنظم السوق، على غرار إحصاء إمكانيات الجزائر من اللحوم البيضاء واحتياجاتها الوطنية، إضافة إلى تفعيل دور الدواوين خلال الأزمات والتحكم في سعر الكتاكيت والبيض.

من جهته يرى رئيس جمعية أمان لحماية المستهلك حسان منور، بضرورة تسقيف أسعار الأعلاف عوض أسعار اللحوم البيضاء والعمل على التخلص من الاعتماد على استيراد الأعلاف والكتاكيت التي تعد سببا رئيسيا في تذبذب السوق الوطنية، سيما وأن الأخيرة تخضع لأسعار البورصة العالمية.

وفي ظل غياب خريطة فلاحية توضح عدد المنتجين، قال منور لـ"المساء "إن السوق ستعرف تذبذبا من فترة إلى أخرى، وسيظل البارونات يتحكمون فيها". وقال إن من بين الحلول التي ستساهم في تخفيف الضغط على شعبة الدواجن، التقليل من استهلاك اللحوم البيضاء سيما و أنها تحتوي على أمراض عديدة واستبدالها بلحم الماعز والإبل، خاصة وأن الجزائر تحتوي على ثروة حيوانية متنوعة .

فكرة تنويع استهلاك اللحوم جاءت حسب رئيس جمعية "أمان" لحماية المستهلك تبعا لدراسات علمية دقيقة، أكدت أن الاعتماد على أنواع اللحوم المختلفة في النظام الغذائي، يساعد في تأهيل الثروة الحيوانية من جهة، ويساهم من جهة أخرى، في تقوية الجسم والرفع من مناعته، والتقليل من الأمراض التي قد تصيبه.