اليوم الثاني من اقتراع الجالية بليون
إجماع على حسن التنظيم وشفافية الانتخاب

- 2347

شهدت مراكز الاقتراع بالمقاطعات الخامسة بمدينة ليون الفرنسية في اليوم الثاني، إقبالا متزايدا من قبل الجالية الوطنية لأداء واجبها الانتخابي رغم أن ذلك صادف عطلة نهاية الأسبوع. ورغم أن أغلبية الناخبين كانوا من فئة المسنّين لكن ذلك لم يحجب إقبال الشباب أيضا للإدلاء بأصواتهم لأول مرة، آملين في أن يسهم ذلك في تلبية مطالبهم وإيصال انشغالاتهم عبر البرلمان.
في انتظار استئناف العملية الانتخابية يوم الخميس المقبل، أغلقت مراكز الاقتراع ابوابها في اليوم الثاني من انطلاق الانتخابات التشريعية لصالح الجالية الوطنية بالمهجر مع تزايد نسبة المشاركة مساء.
خلال زيارتنا الميدانية لمراكز الاقتراع بفينسيو، وفونفولان وليون الثامنة ومنطقة ايونا الواقعة بين الحدود الفرنسية والسويسرية والبعيدة عن ليون بـ50 كلم، حيث لاحظنا التفاوت في إقبال المواطنين على مراكز التصويت، فبينما شهدت فنفولان كثافة المشاركة خلال الصبيحة، فضّل أبناء الجالية القاطنون بفنيسيو التوجه إلى مراكز الاقتراع مساء بعد قضاء حاجياتهم اليومية صباحا.
الجولة التي قادتنا إلى هذه المراكز مكّنتنا من الاطلاع على حيثيات العملية عن قرب، فضلا عن أخذ آراء ممثلي الأحزاب والملاحظين وحتى المواطنين الذين تفاجأوا لوجود صحافة وطنية جاءت من الجزائر لتغطية الحدث.
منطقة أيونا كانت من أكثر المدن «الليونية» التي لفتت انتباهنا كونها تضم عددا قليلا من المغتربين الجزائريين، ورغم ذلك سجلنا في هذه المنطقة القريبة من جنيف أكثر من ليون، مشاركة عالية لأبناء الجالية الوطنية من مختلف الأعمار.
أول متحدثة لـ»المساء» كانت فضيلة بعزيز ممثلة عن التجمع الوطني الديمقراطي بمركز فنيسيو، التي أشادت بمستوى التنظيم والشفافية التي ميّزت عملية الانتخاب، مشيرة إلى عدم تسجيل أي تجاوزات، في وقت أقرت بارتفاع مستوى المشاركة التي عرفت تزايدا بخلاف اليوم الأول.
ولم تخالف فايزة بيطاط ممثلة «الأرندي» بفونفولان زميلتها حول طبيعة التنظيم الذي ميّز عملية الانتخاب، مشيرة إلى أن إجراء الاقتراع عبر المراكز الـ15، سهل على المواطنين التنقل لا سيما فئة المسنّين الذين كانوا يذهبون بصعوبة إلى ملعب جيرلان.
ممثل عن الحركة الشعبية الجزائرية عميروش كريم، أقر بالشفافية التي سادت أجواء الاقتراع، مضيفا أنه تخوّف في البداية من وجود بعض الاختلالات التي ميّزت الاستحقاقات السابقة غير أن الأمور جرت بصفة محكمة ـ يضيف محدثنا ـ الذي أعرب عن ارتياحه لعدم تكرار الأخطاء السابقة.
هو ما ذهب إليه رابح ناصر خوجة، عن التحالف الوطني الجمهوري الذي يقيم بفرنسا منذ 50 عاما، إذ يرى أن أجواء الاستحقاق كانت مغايرة عن السابق، لاسيما من حيث استشارة ممثلي الأحزاب عن مختلف القضايا المتعلقة بسير الانتخاب.
توفيق ماني، ملاحظ عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لاحظ ارتفاع نسبة المشاركة خلال اليوم الثاني، مشيدا بمستوى التنظيم الجيّد الذي ميّز الاقتراع، مضيفا أن هناك بعض المواطنين الذين أخطأوا في التوجه إلى عناوين المراكز غير المسجلين فيها بعد اعتماد النظام الجديد المتمثل في لامركزية الاقتراع من خلال توزيع مراكز الانتخاب عبر الأحياء.
مواطنو المهجر: التصويت هو التزام تجاه الجزائر
المواطنون الذين التقيناهم عبر مراكز الاقتراع المختلفة أشاروا إلى أن خروجهم للتصويت يعد التزاما تجاه بلادهم، مثلما عبّر عنه الزوجان محمد محمدي المتقاعد وعقيلته منقور فاطمة الماكثة في البيت، كما لفت انتباهنا مجيء الطالبة هاجر محداني رفقة والدتها، إذ عبّرتا في هذا الصدد عن فخرهما للقيام بعملية التصويت، آملتان في تغيير الأوضاع إلى الأحسن لا سيما فيما يتعلق بحماية حقوق المهاجرين.
رابح بوشناق المقيم بفرنسا منذ سنة 1957 أوضح أنه لم يتخلّف يوما عن أداء واجبه الانتخابي، مؤكدا أنه يساند حزب جبهة التحرير الوطني منذ أن كان في سن الـ14، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى الاستجابة لانشغالات المغتربين الذين يعانون من مشاكل كغيرهم من الجزائريين في أرض الوطن.
شد انتباهنا أيضا مجيء امرأة في الثمانين تنقلت بصعوبة من مقر سكناها رفقة إبنها لأداء الواجب الانتخابي، معربة عن فخرها الكبير للقيام بالواجب الوطني، في حين اصطحب رجل حفيدته ليس بغرض تلقينها هذا الواجب فحسب وإنما للحفاظ على رابط التواصل مع موطنها الجزائر.