الذكرى الـ465 لمعركة مزغران
إبراز دور النخب في صون الوحدة الوطنية

- 389

أبرز مشاركون في الملتقى الوطني المنظم بمناسبة الذكرى الـ 465 لمعركة مزغران الشهيرة في 26 أوت 1558، المنظم أمس، بمستغانم، دور النخب العلمية والدينية في صد ومقاومة العدوان الإسباني على السواحل الجزائرية في القرن الـ16 وصون الوحدة والسيادة الوطنية.
وقال رئيس اللجنة العلمية للملتقى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة "ابن خلدون" لتيارت، محمد بليل، إن "النخب العلمية والدينية في القرن السادس عشر كان لها دور بارز في مقاومة محاولات الجيش الإسباني للسيطرة على السواحل الجزائرية بما في ذلك معارك مستغانم الثلاث (1542 و1547 و1558) وتعبئة طلبة العلم والقبائل المحلية لتحرير وهران الأول والثاني (1792)".
وكان للمدارس العلمية بمازونة وقلعة بني راشد ومستغانم وللزوايا الدينية المتواجدة بغرب البلاد آنذاك دور كبير في إحباط الأطماع الإسبانية والمغربية وصون الوحدة والسيادة الوطنية ـ يضيف ذات المتحدث ـ.
ومن خلال تطرقه إلى قصيدة "سبيكة العقيان" للشيخ بن حواء التوجيني المستغانمي أكد أستاذ التاريخ حسني بليل، من جامعة وهران 1 "أحمد بن بلة" أن العلماء والقضاة والفقهاء خلال هذه الفترة التاريخية (9 إلى 11 هجري) كانوا ظهيرا قويا للمقاومة الشعبية وسدا منيعا لكل محاولات الاختراق الشمالية والغربية وهو ما يتطلب التعريف بمسيرتهم العلمية وإسهاماتهم في هذا المجال.
ومن جهته اعتبر مدير مخبر تاريخ الجزائر بجامعة وهران 1 عبد القادر بوباية أن "المؤرخين والباحثين مدعوون لتعميق الأبحاث العلمية حول هذه الحقبة التاريخية ولاسيما بالاستعانة بالوثائق والأرشيف".
وإلى جانب هذه الندوة، تم في إطار برنامج إحياء ذات الذكرى التاريخية والمسطر من طرف بلدية مزغران بمستغانم بالتنسيق مع قطاع الثقافة والفنون للولاية تنظيم ركب (وعدة) معركة مزغران على أن تقام المسيرة الثقافية السنوية التي تجوب شوارع مدينة مزغران إلى غاية المعلم المخلد للذكرى (حوض الدوم) مساء اليوم.
للتذكير وقعت معركة مزغران الشهيرة -حسب المصادر التاريخية- بعد محاولة جيش الاحتلال الإسباني بقيادة الكونت ألكوديت الاستيلاء على مدينة مستغانم بين 22 و26 أغسطس سنة 1558.
وتمكن سكان المنطقة من مجاهر ومغراوة وسويد رفقة العثمانيين من الانتصار على الجيوش الإسبانية التي حاصرت مدينة مستغانم برا وبحرا بعد فك الحصار وملاحقة المعتدين.