بوتين يهدد بقطع التموين بالغاز عنها

أوروبا تبحث عن بدائل لتفادي شتاء بارد

أوروبا تبحث عن بدائل لتفادي شتاء بارد
  • القراءات: 325
ح. ح ح. ح

هدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، بوقف بيع النّفط والغاز الروسيين للبلدان التي تلجأ إلى تسقيف أسعارهما، مفندا لجوء بلاده إلى استعمال ورقة الطاقة كسلاح في وجه الدول الأوروبية المتخوفة من حدوث ندرة في هاتين المادتين الاستراتيجيتين خلال فصل شتاء قادم، تشير أولى بوادره أنه سيكون شديد البرودة. ووصف الرئيس بوتين، خلال منتدى اقتصادي نظم بمدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا، سعي الدول الأوروبية لتسقيف أسعار الغاز والنفط الروسي بـ"الغبي"، مهددا بقطع إمدادات بلاده بمجرد سريان مثل هذا القرار.

وأوضح بوتين، أمام المشاركين في هذا المنتدى، أن موسكو لن تبيع أي شيء خارج اطار العقود التي وقعتها مع الدول المستوردة، وأن "الذين يحاولون فرض أي شيء علينا لا يستطيعون إملاء إرادتهم علينا في الوقت الحالي"، داعيا  القادة الأوروبيين إلى "التعقل" وتفادي الوقوع في مثل هذا الخطأ. وراح الرئيس بوتين يسدي نصائحه لرؤوساء الدول الأوروبية، مؤكدا لهم أن  الحل الوحيد  لارتفاع أسعار الطاقة، يمر حتما عبر حلين اقتصاديين وهما، إما دعم أسعار الطاقة أو تقليل الاستهلاك دون أن ينفي خطرهما من الناحية الاجتماعية، لأنهما قد يقودان الى انفجار اجتماعي خطير. وهو ما جعله يعود ليؤكد أن الأفضل بالنسبة للدول الأوروبية هو "احترام التزاماتها التعاقدية والقواعد الحضارية"، لأن تجاهل القوانين الاقتصادية "الموضوعية"، سيؤدي الى "انفجار".

وجاءت تحذيرات الرئيس الروسي ردا على اقتراح طرحته أمس، أرسيلا فان دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية على الدول الأعضاء لتسقيف أسعار الغاز  الروسي لتقليص مداخيل روسيا  التي توجهها لتمويل الحرب في أوكرانيا. وقالت فان دير لاين، إنه مع بداية الأزمة الأوكرانية كان الغاز الروسي يمثل 40 بالمائة من إجمالي الكميات المستوردة واليوم لم يعد يمثل سوى 9 بالمائة". وفي ظل هذه الأجواء المشحونة ردت موسكو بغلق أنبوب الغاز "نور ستيرم" الذي يزود ألمانيا ودولا أوروبية أخرى لـ"أسباب تقنية"، حيث أكدت شركة "غازبروم أن الأنبوب في حاجة إلى إصلاح إحدى توربيناته الرئيسية لمدة لم تحددها، وهو ما جعل الأوروبيين يتخوفون من إقدام روسيا على غلق حنفيات الغاز بصفة كلية مع اقتراب فصل الشتاء.

وسارع الرئيس بوتين، إلى نفي ذلك  مشددا القول إن العقوبات الغربية المفروضة على بلاده هي السبب في هذا الإجراء، وقال مخاطبا قادة أوروبا " اعطونا توربينة وسنقوم بإعادة تشغيل نور ستريم غدا". وتحسبا لأي طارئ بدأت دول أوروبية في التخطيط لمواجهة الوضع الجديد، حيث أعلنت وزارة الانتقال الطاقوي الإيطالية عن مخطط لترشيد استعمال الطاقة الذي يتضمن مقترحات من الاتحاد الأوروبي، ولاسيما تخفيض استخدام التدفئة خلال فصل الشتاء.

ويهدف المخطط الى تقليص الاستهلاك الطاقوي بـ15 بالمائة بداية من الفاتح أوت الماضي والى غاية 31 مارس المقبل، حيث تمت الدعوة الى خفض الحرارة الى 17 درجة مئوية في المباني الصناعية، و19 درجة في باقي البنايات مع تقليص فترة استخدام التدفئة بـ15 يوما سنويا وبساعة واحدة يوميا. ودقت الكونفدرالية الأوروبية للنقابات أمس، ناقوس الخطر، مشيرة الى أن ملايين العمال عاجزون اليوم عن دفع فواتير الكهرباء والغاز بعد ارتفاع نسبة التضخم الى أكثر من 9 بالمائة في منطقة الاورو شهر أوت الماضي.