مطالبون بالثقة في النفس لرفع التحدي
أزيد من 700 ألف مترشح يجتازون اليوم «البكالوريا»

- 1175

يجتاز 709448 مترشحا امتحانات البكالوريا لدورة جوان 2018 التي تشرف وزيرة التربية، نورية بن غبريط، على إعطاء إشارة انطلاقها الرسمية، اليوم، من تبسة وخنشلة وتمتد على مدار 5 أيام، في ظل إجراءات مشددة لتأمين هذا الموعد الوطني الهام الذي تجندت عدة قطاعات حكومية لضمان نجاحه.
وقد أعربت المسؤولة الأولى عن القطاع، أمس، عن قناعتها التامة بخصوص السير الجيد لهذا الاستحقاق المصيري الذي يسمح للتلاميذ بالالتحاق بمقاعد الجامعة، مؤكدة بأن هذه الدورة لن تشهد تسريبا للمواضيع بالنظر إلى الإجراءات البيداغوجية والأمنية التي تم اتخاذها في سبيل الحفاظ على مصداقية شهادة البكالوريا.
وأوضحت بن غبريط لدى استضافتها في برنامج «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة، أنه تم تأمين وحماية الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات حيث يتم إعداد المواضيع، فضلا عن تأمين الموقع الإلكتروني لمركز طباعة ومراكز حفظ مواضيع الامتحان من خلال وضع أجهزة تشويش على الانترنيت وكاميرات مراقبة، زيادة على تأمين مسار هذه المواضيع.
ولفتت، بالمناسبة، إلى خفض مراكز حفظ المواضيع من 414 إلى 66 مركزا من أجل التحكم فيها وتفادي سيناريو دورة جوان 2016، مبررة في سياق متصل إجراء قطع الانترنيت خلال الساعة الأولى لكل امتحان، حيث ذكرت بأن الإجراء معمول به لدى العديد من الدول وليس مقتصرا على الجزائر.
وإذ اعتبرت الإشكال الحقيقي الذي يبقى مطروحا في الجانب التأميني للامتحانات يتعلق بالمتدخلين من خارج مراكز الإجراء «الذين يرسلون الأجوبة للممتحنين وليس في تسريب المواضيع»، أوضحت الوزيرة بأن هذه الإجراءات ليست نهائية وإنما جاءت لمقتضيات الظرف الراهن من انتشار للتكنولوجيا والاستخدامات الواسعة لمواقع التواصل الاجتماعي، مشددة على أن حرص الدولة على مبدأ تكافؤ الفرص وتوفير نفس الظروف لجميع المترشحين، دفعها إلى إقرار منع إدخال الهواتف النقالة إلى مراكز الإجراء من قبل الاساتذة والمؤطرين أو الممتحنين، مع وضع كاشف معادن على مستوى مراكز الإجراء.
40 بالمائة أحرار و400 من ذوي الاحتياجات الخاصة
استنادا إلى إحصائيات وزارة التربية الوطنية، فقد سجل تعداد المترشحين لامتحانات شهادة البكالوريا هذه السنة، مسجلا انخفاضا بنسبة 7,3 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية (761701) مترشحا، فيما تم تجنيد نحو 260 ألف مؤطر على مستوى مراكز الإجراء والتجميع للإغفال والتصحيح للدورة الحالية، وهذا ضمن 600 ألف مؤطر مجند للامتحانات الوطنية الثلاثة ما بين إداري وأستاذ وعامل مهني موزعين على أكثر من 18500 مركز.
ويمثل المترشحون الأحرار في امتحان البكالوريا حوالي 40 بالمائة من مجموع المترشحين، حسب وزيرة التربية، التي أعلنت بأنه سيتم تقديم اقتراح للحد من عددهم في المستقبل.
وعللت الوزيرة هذا الاقتراح بالحاجة إلى تنظيم أكبر لهذه الامتحانات الوطنية، حيث سيتم تمكين هؤلاء المترشحين من اجتياز البكالوريا مرتين فقط والحد من نسبة التسجيل انطلاقا من المحاولة الثالثة، مشيرة إلى أنه تبين بأن نسبة تغيب هذه الفئة «جد هامة وتتراوح ما بين 30 بالمائة و35 بالمائة». وأضافت السيدة بن غبريط أنه من بين هؤلاء المترشحين «هناك من يجتازون شهادة البكالوريا للمرة العاشرة أو الخامسة عشر، «في حين يجتاز آخرون شهادة البكالوريا للمرة الثانية للحصول على الاختصاص الذين يرغبونه».
ولم تخف الوزيرة في حديثها عن هذه الفئة، بأن هناك «من بين هؤلاء المترشحين، موظفين يسجلون أنفسهم لاجتياز الامتحان من أجل الترقية وبعضهم من أجل الاستفادة من 5 أيام عطلة».
كما يشارك في دورة جوان 2018، حسب السيد بن غبريط، 400 مترشح من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم 216 مكفوفا و169 معاقا حركيا.
وعلى عكس امتحانات شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط حيث ترتفع نسبة الممتحنين من المدارس الخاصة، تنخفض نسبتهم في امتحان شهادة البكالوريا، حيث تم إحصاء 3339 مترشحا من المدارس الخاصة لبكالوريا دورة جوان 2018.
مراكز الامتحان لن تفتح بعد الثامنة والنصف
وردا على سؤال حول إمكانية اللجوء إلى دورة ثانية على غرار الدورة السابقة التي أقرها الرئيس بوتفليقة بعد تسجيل عدد معتبر من الغيابات بسبب التأخر، أوضحت السيدة بن غبريط أن استدعاءات بكالوريا 2018، تضمنت معطيات دقيقة، بما فيها توقيت غلق أبواب مراكز الإجراء على الثامنة صباحا، وسيتم فتحها للمترشحين المتأخرين بين الـ8 صباحا والثامنة والنصف، في حالات استثنائية للمتأخرين بمبرر، مع أخذ كل المعلومات عن المترشح وتقييدها في سجل .
مشروع إصلاح نظام البكالوريا لايزال قائما
ونفت وزيرة التربية الوطنية رفض الحكومة مشروع إصلاح نظام البكالوريا ومقترح تخفيض عدد أيام البكالوريا من 5 أيام إلى 3 أيام، موضحة أنه يجب إصلاح الطور الثانوي، قبل أي إعادة تنظيم عميقة لامتحان شهادة البكالوريا التي يجب إعادة النظر فيها.
وأضافت المسؤولة ذاتها أن مصالحها تهدف إلى الوصول إلى شهادة بكالوريا ذات مصداقية ونتاج عمل وجهد مستمر وليس عن طريق الحظ أو الغش، من خلال اعتماد المراقبة المستمرة التي تبدأ من السنة الثانية ثانوي، حيث أشارت في هذا الإطار إلى أن هذا الإجراء سيكون جاهزا خلال سنة 2020 إذا ما تم مباشرته خلال 2019 وحظي بموافقة الحكومة.
نجاح المترشح مرهون بالتحلي بالهدوء والثقة بالنفس
عشية انطلاق الامتحانات، دعت وزيرة التربية الوطنية المترشحين لنيل شهادة البكالوريا الى التحلي بالهدوء والثقة بالنفس ونبذ كل الانحرافات والسلوكات التي تتعارض مع مبدأ بذل الجهد من اجل النجاح. وأوضحت بن غبريط في رسالة وجهتها للمترشحين، نشرتها على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) أن «هذا الامتحان يحمل في طياته بعض المخاوف والتأثير لكنه في نفس الوقت يحمل معه الكثير من الايجابيات بالنسبة لمستقبل التلميذ»، داعية الجميع الى التحلي بالهدوء والثقة بالنفس.
كما شددت الوزيرة على ضرورة ابتعاد المترشحين عن كل «الانحرافات والسلوكات التي تتعارض مع مبدأ بذل الجهد والعمل الجاد «الذي يعتبر الضامن الوحيد للنجاح والاستحقاق».
وبعدما ذكرت بالصعوبات التي عاشتها المدرسة هذا الموسم بسبب الإضراب أشادت السيدة بن غبريط بتجند اعضاء الجماعة التربوية خاصة أولياء التلاميذ وتمسكهم بالحفاظ على المدرسة باعتبارها ملكية جماعية ينبغي حمايتها، مجددة بالمناسبة التأكيد على أن كل الظروف مهيأة لاجتياز التلاميذ هذا الامتحان في جو ملائم يسمح بتكريس مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص.