الدكتورة فاطمة بن سعد دوسو في دورة تكوينية:

أخلاقيات المهنة والتمكّن من تكنولوجيات الإعلام هو من يصنع الصحفي

أخلاقيات المهنة والتمكّن من تكنولوجيات الإعلام هو من يصنع الصحفي
  • القراءات: 611
لطيفة داريب لطيفة داريب

طالبت الدكتورة في علوم الإعلام والاتصال، فاطمة بن سعد دوسو، بضرورة تكيّف الصحفي مع التحوّلات التكنولوجية التي غزت العالم الرقمي، كما ألحت على أهمية أن يتمسك بأخلاقيات المهنة التي تفصل بينه وبين وسائط إعلامية أخرى، تهتم جميعها بجلب المعلومة ونشرها. نشطت الدكتورة التونسية، فاطمة بن سعد دوسو، دورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة، أمس بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، بعنوان "تحدي الإعلام للتحولات التكنولوجية، ما مكانة أخلاقيات المهنة؟". وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة أن الصحفي تواجهه تحديات كبيرة، أولها تقاسم جهات أخرى لمهامه المتمثلة في تقديم المعلومة ونشرها، باعتبار أن العديد من شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائط في عالم الانترنت تقوم بنفس المهمة، إضافة إلى أن هذه الأخيرة تقدم هذه الخدمة، مجانا، كما أنها سريعة في نقل المعلومة وتجديدها في عالم دمقرطة وسائل الاتصال.

وتساءلت الدكتورة عن تعريف الصحفي في المرحلة الراهنة خاصة أنه في وقت من الأوقات كانت هذه المهنة توصف بالسلطة الرابعة، لتجيب أن أفضل تعريف للصحفي يرتبط بتحليه بأخلاقيات المهنة التي لا تتصف بها الوسائط التي تسبح في الانترنت، مشيرة إلى أن أخلاقيات المهنة تُطبق على ثلاثة مستويات وهي: القواعد، أي القوانين التي يجب على الصحفي أن يحترمها ومن ثم تمسكه أيضا بالأمور المتعارف عليها وفي الأخير تكيّفه مع كل الممارسات المتغيرة التي تحدث في المجتمع. وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة بن سعد على أهمية أن يتحرى الصحفي معلوماته وأن يقوم بالتحقيق الميداني، وهو ما لا تقوم به الوسائط التي تجلب المعلومة وتنشرها عبر الأنترنت، كما أن هذه الأخيرة تبقى مجهولة المصدر كما لا يمكن في أغلب الأحيان معرفة دوائر الاهتمام التي تحركها ولا هوية المستفيد منه، إضافة إلى أن الكثير من مستخدمي الأنترنت لا يظهرون بهويتهم، بل يستعيرون أسماء وهمية.

وحثت الدكتورة، الصحفي على التكيف مع التحولات التكنولوجية التي تطرأ على الإعلام من خلال التكوين، وأن يتحكم في التقنيات الجديدة، بدلا من الخضوع لها، كما يجب أن يهتم بتوفير معلومات دقيقة للمواطن. وطرحت الدكتورة عدة تساؤلات من بينها، إمكانية اعتماد الصحفي على أخبار يجدها في الانترنت أو لا وكذا إشكالية نشرها من دون أخذ إذن صاحبها باعتبار أنها ملكية عامة، لتشير إلى أن أكبر خطر يمكن أن يهدد في هذا المجال، يتمثل في الخلط بين ما هو صحيح وما هو خاطئ في المعلومة في حد ذاتها، أمام الكم الهائل من المعلومات التي لا تنكفئ أن تتكاثر وتتسارع بدرجة رهيبة. كما اعترضت الدكتورة على مصطلح الصحفي المدني، حيث اعتبرت أن الصحافة مهنة لها ضوابطها وقواعدها، بل اعتبرت أنه يجب أن نطلق تسمية التعبير المدني  على مهمة من يقدم المعلومة في الأنترنت من غير الصحفي.