في سبر للآراء أجرته منظمة "نبني"
أحلام الجزائريين في 2016 كبيرة رغم الأزمة

- 829

الجزائريون يحلمون كبيرا.. هي النتائج التي خرجت بها عملية سبر للآراء أجرتها منظمة "نبني" في صائفة 2015، أن أحلام الجزائريين أضحت كبيرة تتمحور حول 14 نقطة أساسية أبرزها انتقال الجزائر إلى المرتبة 17 من بين اقتصاديات الدول القوية وتصدرها إفريقيا والدول العربية من حيث النجاعة، بلوغ مليوني سائح في 2030 وأربعة ملايين في آفاق 2040 بالاضافة إلى التمكّن من بلوغ مستوى الصفر من صادراتنا الخاصة بالمحروقات وتعويضها بتصدير مختلف المنتجات لا سيما الفلاحية بعد استغلال الذهب الأخضر، وتحويل صحرائنا إلى جنّة فوق الأرض واستغلال حرارتها في إنتاج الطاقة.. وأبرز ما يحلم به الجزائريون هو العيش بدون خوف أو ضغط وتجربة انتخاب امرأة رئيسا للجمهورية، وأن يفخر 100 بالمائة من الجزائريين بانتمائهم لهذا الوطن مطلع 2030..
العملية أجريت في أوت 2015، أي في عز الحديث عن أزمة البترول وتراجع مداخليه، ورغم ذلك فإن أحلام الجزائريين لم تتوقف بل ولم تتراجع بل بالعكس أخذت حجما كبيرا تجاوز حدود الوطن، على اعتبار أن أغلب المشاركين والمستجوبين في العملية يريدون أن ينظر العالم إلى الجزائر نظرة محترمة تليق بما ستؤول إليه على المدى المتوسط والبعيد بتصدرها اقتصاديات العالم وإفريقيا بشكل خاص وهي التي ستكون بلدا ناشئا بامتياز. الدراسة تؤكد أن الحلم في جزائر 2016 المتأزمة ليس طوباويا ولا هو ترفا، بل على العكس من ذلك تماما فالحلم أصبح ضرورة رغم أن الجزائر تواجه حاليا العديد من التحديات التي تتطلب تغيير مسارها بشكل جذري وفق رؤية صحيحة لتغيير المسار والشروع في "التحوّل الكبير"، والذي لا يتحقق إلا بإعطاء طموح جماعي محفّز لخلق زخم في الجزائر التي أرهقها التشاؤم المتزايد.
نتائج عملية سبر الآراء كانت منطلقا لورشة عمل فتحتها "نبني" بمشاركة أكاديميين ومختصين وفنانين ورجال أعمال، وحضرتها نخبة من المجتمع ووزراء على غرار وزير المالية الذي استمع باهتمام للنقاش وسجل أهم النقاط والأفكار التي طرحت للنقاش. المتدخلون أجمعوا أن الجزائري معروف بميوله القوي للحلم وأكبر حلم صعب حققه هو الاستقلال الذي كان يبدو مستحيلا، لكنه تحقق وبفضله توحد الشعب والنخب بل وألهم العالم كله. بعد الاستقلال تاه الشعب الجزائري في مختلف مراحل التخطيط الاستراتيجي التي لم يكن لها مشروع موحد، وهو ما جعل لكل جزائري حلمه الخاص به مما حال دون تجسيد أي منها، وهو ما ذهب إليه الدكتور ناصر جابي، المختص في علم الاجتماع السياسي في تحليله لموضوع "بماذا يحلم الجزائريون"، داعيا الى ضرورة الاتفاق أو تشكيل تصور لحلم جماعي يشمل كل الجزائريين الذين قال إنهم حاليا متخوّفون من الحلم خوفا من استحالة تجسيده للظروف التي تمر بها البلاد.
ويضيف المسؤول أن نسبة عالية من الجزائريين لا تريد تجسيد أحلامها في بلدها والأمر لا يتعلق بفئة أو شريحة عمرية محددة بل بالصغار كما الكبار والفقير والغني، واستشهد المتحدث بمؤشرات هجرة الجزائريين نحو كندا مثلا مبررا ذلك بالمراحل الصعبة التي عاشها الجزائريون وبالأخص العشرية السوداء التي حوّلت وغيّرت مسار حلم الجزائريين نحو الخارج ..الدكتور جابي انتهى إلى خلاصة أن مبدأ الحلم يعتمد على تفكير جماعي والأشكال المطروح هو غياب مؤسسات ونخب تفكر في أحلام الجزائريين، ورغم ذلك فالكثير من الأحلام تحقق في جزائر اليوم. المتدخلون أجمعوا على ضرورة إعادة بعث حلم جزائري جديد ينسجم مع تحديات القرن 21، ومن شأنه أن يحث الجزائريين على البقاء في وطنهم ويحث على عودة المهاجرين إلى البلاد، كما يشجع الأجانب على القدوم للاستثمار والكل يعيشون معا بشكل متناغم وقد يلهم ذلك دولا أخرى كما فعلت بهم ثورة نوفمبر.. وكما قال المهندس النمساوي فريدنسرايش "عندما يحلم رجل واحد فذلك مجرد حلم، ولكن عندما يحلم العديد من الرجال معا فذلك بداية لواقع جديد" ...