بعد غار جبيلات مشاريع منجمية تعزز قدرات التصدير الوطنية

10 مشاريع إستراتيجية ستغير وجه الجزائر قريبا

10 مشاريع إستراتيجية ستغير وجه الجزائر قريبا
  • القراءات: 3340
أسامة. ب أسامة. ب

تحمل أجندة الحكومة العديد من المشاريع الإستراتيجية التي ستغير وجه الجزائر كلية وتحقق قناعة رئيس الجمهورية بالوصول إلى جزائر جديدة متحررة من قيود الريع النفطي، ومتمكنة من تحقيق ذاتها اقتصاديا في جميع المجالات، خاصة ما تعلق بقطاع الطاقة والمناجم بفرعيه التقليدي والمتجدد. وبعد إطلاق مشروع غار جبيلات للحديد واستيقاظ عملاق الحديد النائم، تستعد الحكومة لإطلاق عدد من المشاريع، ويعتبر مشروع التحويل الكيميائي للفوسفات، الذي يجمع المجمعين الجزائريين، أسمدال، (شركة فرعية لسوناطراك) والمجمع الصناعي مناجم الجزائر من جهة، وشركتين صينيتين من جهة أخرى، أحد المشاريع التي تؤكد أن قطار الجزائر الاقتصادي أقلع ولن يوقفه أحد.

فالاستثمار في هذا المشروع الذي يصل إلى 7 ملايير دولار، يشمل مشاريع البنية التحتية ذات الصلة، اللازمة لمواكبة مشروع الفوسفات المدمج، والتي تقدر قيمتها بـ5 الى 6 مليار دولار. كما تحمل حقيبة وزارة الطاقة، "مشروع الفوسفات المتكامل" ومشروع تصنيع المنتجات الفوسفاتية لتغذية الحيوان والنبات، أما الأول فيشكل فرصة حقيقية للاقتصاد الوطني، إذ يهدف إلى تطوير الموارد الفوسفاتية الطبيعية المتواجدة بمكمن بلاد الهدبة بمنطقة جبل عنق.

ويشمل المشروع ثلاث مراحل، بداية من مرحلة التحضير، إلى الاستخراج، وصولا إلى المعالجة وتثمين خام الفوسفات المستخرج، لإنتاج حامض الفوسفوريك وحمض السولفيريك، وأيضا إنتاج الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية وأخيراً تسويق المنتجات النهائية لتلبية احتياجات السوق الوطنية والدولية، ويعتمد مخطط المشروع المراد إنجازه على ثلاث مراحل مدة كل مرحلة منها خمس  سنوات.

وحسب وثيقة لوزارة الطاقة، فالمرحلة الأولى تتضمن إنتاج 3 ملايين طن من الفوسفات التجاري واستثمار 3 مليارات دولار، أي ما يعادل 50٪ من المشروع الأولي، أما المرحلة الثانية، فتضمن إنتاج 1.5 مليون طن من الفوسفات التجاري واستثمارات إضافية بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي. سيتم تمويل هذه المرحلة من خلال التدفق النقدي المتولد خلال المرحلة الأولى، أما المرحلة الثالثة من المشروع فترمي الى تحقيق إنتاج 1.5 مليون طن من الفوسفات التجاري واستثمار إضافي بقيمة 1 مليار دولار أمريكي. سيتم تمويل هذه المرحلة من أرباح المرحلة الثانية.

كما تحمل حقيبة المشاريع الاستثمارية، مشروع تصنيع المنتجات الفوسفاتية لتغذية الحيوان والنبات "الذي شكل مضمون توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء الشركة يتضمن هذا المشروع تصنيع منتجات التغذية النباتية والحيوانية بالعوينات بولاية تبسة، ويتعلق الأمر بإنتاج 200 ألف طن، من فوسفات الكالسيوم الأحادي والثاني لتغذية الحيوانات، وإنتاج 120 ألف طن سنويا من ثلاثي سوبر فوسفات لتغذية النبات.

وحسب المشروع، فسيتم توجيه جزء من الإنتاج نحو السوق المحلية وجزء كبير نحو التصدير مما "سيجعل الجزائر أحد اهم المنتجين والمصدرين للأسمدة الفوسفاتية على المستوى الدولي، ويقدر رأس المال الضروري للمشروع، بـ396 مليون دولار أمريكي ومن المتوقع أن يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 260 مليون دولار أمريكي، ويمكن المشروع من خلق 700 فرصة عمل أثناء البناء و300 وظيفة أثناء التشغيل.

كما من المقرر إطلاق العديد من المشاريع الأخرى من قبل مجمع مناجم الجزائر، منها مشروع البانتونيت في حمام بوغرارة(مغنية) ويتمثل المشروع في إنشاء مصنع طحن البانتونيت المستعمل في عدة مجالات، لاسيما صناعة الصلب وحفر آبار النفط والآبار الهيدروليكية تبلغ الطاقة الإنتاجية 120 ألف طن / سنة، ومشروع الدولوميت في تايوالت (أم البواقي).

كما تحمل أجندة قطاع الطاقة، إنشاء مصنع جديد لتكليس الدولوميت وتحويله إلى مسحوق فائق الدقة موجه لصناعة الفولاذ والزجاج، بطاقة إنتاجية تقدر بـ120 ألف طن / سنة الى جانب مشروع كربونات الكالسيوم في سيق بولاية معسكر، وستضمن بناء مصنع جديد لصناعة كربونات الكالسيوم، مسحوق فائق الدقة متعدد الاستعمالات، وخاصة في الطلاء والبلاستيك، ومشروع الدياتوميت بولاية معسكر دائما ويتمثل المشروع في بناء مصنع طحن الدياتوميت المستعملة في الزراعة وصناعة الأغذية.

هذه المشاريع في مجال الفوسفات وغيرها تأتي لتؤكد أن الجزائر بوابة إفريقيا لكل من يريد دخول هذه السوق الواعدة، خاصة وأن محفظة سوناطراك تحمل برنامجا استثماريا، خلال الفترة 2022-2026، بما يعادل 39 مليار دولار، منها 70 بالمائة لقطاع التنقيب والإنتاج (27 مليار دولار) و20 بالمائة منها للتكرير والبتروكيماويات أي ما يعادل 8 مليارات دولار.

ويتضمن البرنامج مجموعة من المشاريع الهيكلية ذات حجم عالمي منها ما هو قيد الإنجاز أو الدراسة، أهمها المصفاة الجديدة بمنطقة حاسي مسعود بقدرة إنتاجية 5 مليون طن وقد خصص مبلغ 3,7 مليار دولار لإنجاز هذا المشروع، ومحطة تحويل زيت الوقود بمصفاة سكيكدة بقدرة انتاجية 4,6 مليون طن وقد خصص لها مبلغ 1,4 مليار دولار، ومشروع  MTBE بمنطقة أرزيو من أجل تثمين الميثانول وجزء من البوتان بطاقة إنتاجية 200 ألف طن وقد خصص مبلغ 520 مليون دولار لإنجاز هذا المشروع.، ومشروع "ألكيل بنزان الخطي"  بسكيكدة من أجل استبدال الواردات المستخدمة كمادة أولية لإنتاج المنظفات وتثمين الكيروسين والبنزين لإنتاج 100 كيلو طن وقد خصص مبلغ 460 مليون دولار لإنجاز هذا المشروع.

ومشروع آخر إزالة الهيدروجين من البروبان وإنتاج البروبيلانبارزيو بالشراكة مع شركة توتال بقدرة إنتاجية 550 ألف طن / السنة وقد خصص لهذا المشروع مبلغ 1,4 مليار دولار، وكذا مشروع الميثانول ومشتقاته بمنطقة أرزيو من أجل التسويق دوليا مع أولوية تموين السوق الوطني بقدرة إنتاجية 720 ألف طن وقد خصص لهذا المشروع مبلغ 6,3 مليار دولار. مشاريع قطاع الطاقة والمناجم تعززها الشراكات الإستراتيجية الجديدة التي نسجها رئيس الجمهورية مع عدد من الدول الأوربية على شاكلة إيطاليا وتركيا ودول افريقية وعربية وخليجية لتستعيد بذلك نفوذها ومكانتها كدولة محورية وقوة اقليمية في المنطقة.