الكاتب تقي الدين مدور لـ “المساء”:

”نور على نور”... وصفة للتغيير السويّ

”نور على نور”... وصفة للتغيير السويّ
  • القراءات: 581
لطيفة داريب لطيفة داريب

كشف الكاتب تقي الدين مدور لـ “المساء”، عن صدور كتابه الجديد “نور على نور” (التغيير الآمن انطلاقا من نور العقل ونور الوحي) عن دار النشر أدليس بلزمة، بعد أن صدرت له، آنفا، مجموعة من الكتب، هي: “كيف يعمل القرآن؟” و"أن تولد من جديد” و“الذكاء العاطفي على ضوء القرآن والسيرة النبوية”.

تقي الدين مدور كاتب جزائري ومهندس معماري، ولج الكتابة منذ ثماني سنوات، وأصبح عاكفا عليها بشكل دائم. تخصص في الكتابة حول الفكر الإسلامي والتنمية الذاتية. كما يكتب على عدة منصات عربية: (الجزيرة بلوق، أراجيك، ساسة بوست، مجلة الرجل)، علاوة على كونه صاحب موقع “عالم تعلم” الذي نشر عليه أزيد من 3000 مقال طيلة 7 سنوات، والحاصل على أزيد من 9 ملايين قراءة للمقالات.

وصدر للكاتب حديثا كتاب “نور على نور”، قال عنه صاحبه إنه يعتبره بحثا مصغرا لفهم العلاقة بين العقل والنفس والتغيير من جهة، ومن جهة أخرى علاقة النور الإلهي (الوحي) بتحقيق ما نصبو ونطمح إليه.

وبمعنى أدق، يهدف الكتاب - حسب تقي الدين - إلى عرض الطريقة التي يكون فيها التغيير الآمن، لأن كل ما يُعرض في أساليب التنمية البشرية وغيرها، غير مضمون، وفي معظمه لا يمس سوى السطح، ويغفل عن الأعماق، وربما يظن الإنسان أنه قد حقق التغيير الحقيقي فعلا، ولكنه في نهاية الأمر يكتشف أنه اختار طريقا خاطئة، ليست ضمن اهتماماته أصلا.

وأكد المتحدث أن الشيء الذي يتعلمه القارئ من خلال هذا الكتاب، هو أن التغيير الوحيد المضمون ـ لتهدئة النفس، وامتلاك قوة الشخصية، والتخلص من اليأس والقلق والاكتئاب... ـ ينطلق من نور القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى يكون تغييرا متكاملا، يمس جوانب عديدة بشكل مترابط؛ العقل، والنفس، والقلب، والبدن، بإسقاطات في مواضيع مختلفة، تأخذنا إلى أسهل طريقة آمنة ـ ولكنها تبقى صعبة ـ لتحقيق التغيير المنشود.

واعتبر تقي الدين أن كتابه هذا عبارة عن دراسة مصغرة، عالج فيها حقيقة التغيير انطلاقا من دراسات علم النفس، وإسقاطات دينية؛ بمعنى دراسة جمعت علم النفس، وكتب التنمية البشرية، وتجارب، وتأصيلا من القرآن والسيرة، فلم يرغب في أن يبدو كتابه كتابا في التنمية البشرية، حتى لا يفقد روحه وفكرته الأساسية.

أما عن اختياره عنوان “نور على نور”، فقال تقي الدين إنه اقتبسه من الآية القرآنية  “نورٌ على نور”، للإشارة إلى وجود نورين. كما اختار من تفاسير الآية ما ورد في تفسير ابن كثير، أنها تعني: نور القرآن ونور الإيمان، ليتوصل إلى نتيجة خلاصتها أن التغيير الآمن لا ينفصل عن الوحي، أي أن التغيير الذي يبدأ من عقل الإنسان لا يتم إلا بنور الوحي، وكلا النورين مصدرهما الله عز وجل، لذلك فهما متكاملان “نور العقل ونور الوحي”، فجاء العنوان “نور على نور” (التغيير الآمن انطلاقا من تكامل نور العقل ونور الوحي).

كما تحدّث تقي الدين عن أهم المصادر التي استقاها لكتابة كتابه الرابع، وهي: القرآن الكريم والسيرة النبوية، ودراسات علم النفس، ومجموعة من أشهر كتب التنمية الذاتية، وكتب الزهاد والصوفية، وتجارب شخصية، وخلاصة تقريبا 8 سنوات من المحاولة في التحسن والبحث عن التغيير الحقيقي الذاتي وتزكيتها، وبعض الكتب الفكرية. وتطرق تقي الدين لكتابته في مواضيع مختلفة تماما عن تخصصه الجامعي، فهو مهندس معماري إلا أنه يكتب في مجال آخر تماما، في حين أكد عدم إيجاده صعوبة نشر كتابه مع دار النشر أدليس بلزمة، مشيرا إلى أن المشكل الكبير الذي قد يعاني منه المؤلف، يتمثل في ارتفاع ثمن الطباعة بسبب ارتفاع ثمن الورق.

وبالمقابل، تناول تقي الدين في حديثه إلى “المساء”، حيثيات تأسيسه جمعية “ملهمون الثقافية”، فقال : “قمنا بتأسيس هذه الجمعية حتى تكون منبرا ثقافيا فريدا، حيث نختلف عن باقي الجمعيات في اقتصارنا على نشر ثقافة الكتاب، وتشجيع الكتّاب الناشئين، ورفع المستوى الثقافي للمدينة بدون استغلالها تجاريا من أجل المال، فبرزت هذه الفكرة مع أخي العزيز وسيم شعبان صاحب مكتبة “مكتبتي” (والذي يعتبر مسوقي الوحيد) في مدينة عين التوتة، على تأسيس الجمعية، التي ضمت نخبة المجتمع من كتّاب وشعراء ومثقفين، وكان أول نشاط لها تظاهرة ثقافية ـ وهي معرض كتاب نوعي لأربعة أيام ـ صنعت ضجة ثقافية في المدينة، والحمد لله. ونسأل الله أن يوفقنا لإكمال مسارنا ومسعانا، وتحقيق أهدافنا”.