باتنة

”نقطة تحول”.. دعوة للضمير العربي

”نقطة تحول”.. دعوة للضمير العربي
  • القراءات: 825
ع. بزاعي ع. بزاعي

عطرت جمعية ”شباب أصدقاء بلدية باتنة”، خشبة مسرح باتنة الجهوي، فلم يكن تواجدها للاستعراض، بل حملت رسالة سلام وحب وتواصل إلى كل من يحب السلام، ودعوة صريحة لإيقاظ الضمير العربي، وتكثيف فرص التضامن لنصرة القضيتين الفلسطينية والصحراوية.

استمتع الجمهور بملحمة ”نقطة تحول” للمخرج القدير لحسن شيبة، وإنتاج جمعية ”شباب أصدقاء بلدية باتنة”، في تناول رائع لحركة التحرر والانعتاق من الاستعمار، ومزج رائع للقضيتين الفلسطينية والصحراوية مع قناعات الشعب الجزائري الراسخة في التضامن والوقوف إلى جانب كل القضايا الإنسانية العادلة، لاسيما تلك التي لها علاقة بمكافحة الظلم والاستعمار، والتي ليست وليدة اللحظة أو مقرونة بالمصالح والحسابات السياسوية.

الملحمة ترسم التواجد العربي في القضيتين، وكانت ساعة ونصف الساعة من الزمن، كافية لتقديم لوحات فنية سردت تاريخ الجزائر طوال نحو قرن من الزمن، وتضحياته الكبيرة ومواقفها الثابتة من القضايا العادلة، من الأمير عبد القادر إلى استقلال الجزائر.

أوضح مخرج الملحم لحسن شيبة أنها تمثل رمزية الثورة المظفرة، كمصدر إلهام للحركات التحررية في العالم، وتجديد مواقف الجزائر الثابتة حول القضايا العربية، ويضيف محدثنا، أن المعادلة كانت ممتعة ومسلية ومحركة للشعور العربي، كما أعطت دفعة معنوية لفكرة الوحدة العربية التي تحتاجها البلدان العربية، على ما يبدو، لتلحم وجدانها وهويتها، خصوصا في ظل الوضع الراهن.

لقد اعتمدت الفرقة في مشاهد العرض، على التناغم بين الكلمات والحركات، لشد الأنظار إلى القضيتين الصحراوية والفلسطينية، وقدمت لذلك، أنماطا كثيرة ومتنوعة من الحركات الإيقاعية المتوازية بين طرفي النزاع على الخشبة، التي استحضرت الوحدة العربية النموذج بإبداع، عندما خاضت في لب الموضوع.

”مجازفة فنية” قال شيبة الذي وفق في مزجه التراث، لإضفاء حركية في لمسة فنية تمجد الجزائر، تثمينا لدورها في بعث الآمل. مضيفا أن العمل أنجز باحترافية كبيرة، اعتمادا على النوع الذي يزخر به التراث الجزائري، واصفا إياه بالمدرسة التي لا تزول.

صمم الفنان المخرج المسرحي لحسن شيبة العرض الكوريغرافي، بمشاركة ممثلين أدوا أدوارهم بامتياز، والعرض الكامل على صعيد تطبيق هذا المضمون الحكائي فنيا وأدائيا، تألق واستطاع أن يأخذ من التراث ما يمكن أن يساهم في تنوير ما هو أساسي في التكوين الإنساني، وفي خامته الأولى، باعتماد نص بأسلوب الجذب والتحسيس بالقضيتين الفلسطينية والصحراوية.