المسرحي مختار حسين في نادي صدى الأقلام

”مسرح القوس” من قبو إلى فضاء مسرحيّ بامتياز

”مسرح القوس” من قبو إلى فضاء مسرحيّ بامتياز
المسرحي مختار حسين
  • القراءات: 1094
لطيفة داريب لطيفة داريب

لم يبق مختار حسين مكتوف اليدين أمام حبه الجارف للمسرح، بل حَوّل رفقة أصدقاء له، قبوا بمعسكر إلى قاعة صغيرة للمسرح، يقدم فيها نشاطاته السنوية، وعددها ثلاثة، إضافة إلى كونه فضاء يجتمع فيه المسرحيون؛ سواء للتكوين أو لتحضير أعمالهم المسرحية.

نزل المسرحي الشاب مختار حسين ضيفا على نادي صدى الأقلام، أول أمس، وتحدّث عن تجربته في مجال المسرح الحر، وبالأخص عن القبو الذي حوّله إلى قاعة صغيرة للمسرح بـ 63 مقعدا تحت اسم مسرح القوس، فقال إن هذا الفضاء الذي يضم أيضا مرقدا ومطبخا، يحتضن ثلاث تظاهرات سنوية، متمثلة في عروض مسرحية خاصة بالأطفال أيام العطل المدرسية، وليلة للارتجال، يقدم فيها فنانون فرادى أو جماعات لا يتعدى أعضاؤها ثلاثة، عروضا طيلة الليلة إضافة إلى عروض تقدَّم في رمضان. وأضاف مختار الذي قدّم عدة أدوار مسرحية إضافة إلى انشغاله بكتابة النصوص والإخراج، أن هذا القبو يقع تحت جسر بمعسكر، تم تحويله إلى قاعة صغيرة للمسرح سنة 2013، وأنه يمثل أيضا فضاء يحتضن مسرحيين يقدمون من كل مكان، ليجتمعوا فيما بينهم، ويحتكوا بتجارب بعضهم البعض. كما يتدربون فيه ويشاركون في تكوينات، وحيث ينامون ويأكلون، ليكون بحق فضاء مسرحيا بامتياز. وتطرق مختار لتجربته التكوينية في تونس، وبالضبط في مسرح الحمراء، معتبرا أن تونس تعرف تكاثرا في المسرح الحر الذي يموله أصحابه، ويقدمون من خلاله إنتاجات كثيرة، ولا يحتاجون إلى تمويل الدولة إلا في التظاهرات الكبرى؛ أي الخارجة عن برنامجهم السنوي، كما أن هذه المسارح الحرة توظف، وهو ما لا نجده في الجزائر.

أما عن المسرح الحر في الجزائر ـ يضيف المتحدث ـ فهو حصيلة جهود البعض الذين يقومون بعمل تطوعي، مضيفا أنه يتلقى دعوات تعاون من المؤسسات الرسمية، إلا أنه يرفضها خشية خسارة مصداقيته مع الفنانين، ومع ذلك طالب بأهمية إزالة القطيعة بين المسرح الحر والمؤسسات. وبالمقابل أكد مختار أن التخلي عن الجماليات في العروض المسرحية وارتداء الشعبوية، قد يجلب بعض الجمهور ولكن بشكل مؤقت، معتبرا أن تدريس المسرح في المدارس سيكوّن جمهورا على المدى الطويل، يعشق المسرح، وربما يمارسه أيضا. وفي هذا السياق، تطرق مختار لأهمية الفن الرابع في جس نبض الأمراض التي تصيب المجتمع وقد تنخر عظامه. والبداية بالمدارس، حيث يمكن أن يؤدي طفل دور أب، ويتصرف وفق تصرفات والده في البيت، وهنا يمكن لوالده أن يخرج باستنتاجات كثيرة حول تعامله مع أفراد عائلته، وحتى كيفية تصحيح ما يرى على أنه عطب، ومواصلة الجيد من المعاملة، مضيفا: حتى للمختصين في علمي الاجتماع والنفس نصيب من الاستنتاجات من هذه العروض المسرحية العفوية، ومن ثم تشكيل دراسات عنها.

وطالب مختار حسين بتوفير الحماية للفنان، خاصة المسرحي منه؛ باعتبار أنه ابن الفن الرابع. كما تحسر على غياب الثقة بين الفنانين، قائلا إنه من المستحيل أن يقدم تضحيات أزيد من تلك التي قدمها في السابق، والتي دفع فيها من ماله وصحته مع أناس قد خانوا القضية، مضيفا أن العديد ممن شاركوا في الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة الثقافة في عهد الوزيرة السابقة مرداسي، تحصلوا على مشاريع؛ فهل سيشاركون في وقفة أخرى مع فنانين آخرين؟ حتما لا، لقد غابت المصداقية، وأخذت معها الثقة.