”ماكياج ” بمسرح ”الفرقاني”

”ماكياج ” بمسرح ”الفرقاني”
  • القراءات: 668
ق.ث ق.ث

احتضن المسرح الجهوي ”محمد الطاهر الفرقاني” بقسنطينة، أول أمس، العرض الشرفي الأول لإنتاجه المسرحي الجديد بعنوان ”ماكياج”، أدته مجموعة من الكوميديين، وسط حضور اقتصر على بعض الفنانين والإعلامين بسبب تفشي جائحة ”كورونا”.

تتناول هذه المسرحية التي ألفها وأخرجها كمال الدين فراد، على مدار ساعة ونصف الساعة، ظاهرة الاقتباس وسرقة أفكار الغير، جسدها في فلسفة اجتماعية تبرز حب السيطرة وغريزة التملك والصراع بين الخير والشر، لتجد مسرحية ”ماكياج” سبيلاها للتعبير على هذا الهاجس الإنساني والثقافي المعيش، لتبقى علامة الاستفهام سيدة الموقف في الأخير في عملية مستمرة وصراع قائم بين الطبيعة والبشر.

فوسط إنارة خافتة تتخللها إيقاعات موسيقية حزينة، تروي المسرحية قضية جوهرية تتمثل في ”الاقتباس وسرقة معارف الآخرين”، وتوظيفها في أعمال، حيث صورت المشاهد الفنان عادل حملاوي في دور الكاتب والفنانة عتيقة بلزمة التي مثلت دور زوجته، حيث كان سباقا في الاقتباس الحرفي بدعم منها لمدونات العديد من العلماء، على غرار أرسطو طاليس وكذا العالم جابر بن حيان الملقب بأبو الكيمياء.

تتجسد أفكاره من شخصية وهمية إلى شخصية حقيقية في الواقع، تمثل دور الريح التي تمتزج تارة بين شخصية الفنان زهير تركي وكذا دمية متحركة، لتحكم على أعمال هذا الكاتب وزوجته وسرقاتهما اللامسؤولة لمختلف المؤلفات، في مشاهد تصف حجم حب التملك والعظمة لدى الإنسان، فتقام لهما محكمة افتراضية على سوء نواياهما.

كما تميز هذا العرض الشرفي، من إنتاج المسرح الجهوي ”محمد طاهر الفرقاني”، بإدراج ولأول مرة على مستوى الوطني، الدمى المتحركة للكبار من طرف المختص في مسرح الأشياء والدمى ياسين تونسي الذي صرح لـ"وأج”، بالمناسبة، أن هذه التقنية كانت قبل ذلك موجهة للصغار فقط، باستعمال تقنيات حديثة تسمى التحريك بالمشاهدة.

اعتبر المختص أن استعمال الدمى المتحركة يخدم الموضوع المسرحي كثيرا، خاصة ما يتعلق بالشخصيات الوهمية، على غرار ”الريح” الذي يمكن التعبير عنه بكل سهولة بالدمى، وتجسيد شخصيات ”العلماء القدماء” والتي تجد قابلية لدى المشاهدين.