للكاتب بوعلام يحياوي

”غبريال كان يريد رؤية والده” قراءة في ازدواجية الهوية

”غبريال كان يريد رؤية والده” قراءة في ازدواجية الهوية
  • القراءات: 865
خ. نافع خ. نافع
التقى عشّاق الأدب بعاصمة الغرب الجزائري سهرة أوّل أمس في رحاب قاعة ”دار الفن” لحي الجرف، بالكاتب بوعلام يحياوي، الذي قدّم بيعا بالإهداء لكتابه ”غبريال كان يريد رؤية والده” الصادر مؤخرا. وكانت السهرة أيضا فرصة لتقديم مختارات من هذا النص الروائي، الذي تطرّق فيه الكاتب لقصة شاب جزائري يُدعى آدم، يكتشف وهو في التاسعة عشر، بأنّ حياته ليست ملكه، ويدرك أنّه ليس كبقية الشباب؛ ذلك لأنّه مزدوج الانتماء؛ فهو فرنسي يعيش في باريس، وهو أيضا شاب مسلم ذو شعر مجعّد ولون أسمر، وهي  صورة تجعله يحسّ بأنه ليس فرنسيا في نظر الفرنسيين، فهو لا يشبههم على الإطلاق.
الرواية تسلّط الضوء على مشكلة ازدواج الهوية والانتماء وما يحمله أبناء الغربة والزواج المختلط من تبعات؛ كونهم يحملون هويتين تناقض إحداهما الأخرى، وثقافة مزدوجة متعارضة العادات والتقاليد. كما يطرح الكاتب في النسق نفسه مسألة الولاء للوطن الأم؛ من خلال تجربة بطل الرواية آدم المسلم العربي والجزائري، وهو في نفس الوقت غبريال الباريسي، وفي غمرة هذا الضياع يثير تساؤلات الهوية، محاولا النبش في ماضيه؛ لعله يجمع شظايا حاضره.
رحلة ممتعة تسافر بالقارئ إلى حقيقة البحث وأزمة الهوية التي يعاني منها أبناء الزواج المختلط في سن المراهقة، ويبحثون عن هوية تكون أقرب إليهم؛ حيث يصطدمون غالبا بالمجتمع الذي يولدون فيه حينما يرفضهم.
حقائق صادمة نقلها الكاتب بوعلام يحياوي في هذا الكتاب، بطريقة سردية رائعة، يعيش فيها المتلقي أجواء ذلك الألم ومشقة البحث، وغربة السؤال، وهي مغامرة يعيشها بطل الرواية غبريال /آدم  مع الانتماء، ومحاولته الرجوع إلى تلك الجذور؛ علّه يجد فيها الاستقرار.
رحلة تيه معبأة بالألم والعذاب النفسي، تفنّن الكاتب في تصويرها بعمق، تظهر فيها الشخصية متلاطمة المشاعر تارة، والمستكينة تارة أخرى، والمنفعلة إلى حدّ البكاء، حيث تعالج الرواية تبعات الغربة والزواج المختلط وانعكاساتها على الأبناء، وتتسبّب لهم في مشاكل الاندماج مع مجتمعهم الذي وُلدوا ونشأوا فيه، وكذا مشكلة العنصرية التي باتت تأخذ مناحي متصاعدة في أوروبا وبفرنسا تحديدا، والقائمة على إقصاء ونبذ الآخر المختلف دينيا، ثقافيا وعرقيا.
خلال جلسة النقاش، أكّد الكاتب أنّ الروائي حينما يشرع في بناء الشخصية عليه أن يلبسها ويعيش أحاسيسها وتجاربها المفرحة والمحزنة، ليتمكّن من ترجمة ذلك بالحروف ونقله بصدق للقارئ.