يناقشه مؤتمر تحتضنه جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة

”العهد العثماني” في الدراسات العربية المعاصرة

”العهد العثماني” في الدراسات العربية المعاصرة
  • القراءات: 846
د. مالك د. مالك
ينظم مخبر تاريخ، تراث ومجتمع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، المؤتمر الدولي حول العهد العثماني في الدراسات العربية المعاصرة ”إشكاليات القراءة من منظور المركز والأطراف”، وذلك أيام 3 ـ 6 أكتوبر 2015.
ارتأى المنظمون أن يكون الملتقى فرصة للوقوف على واقع البحوث العربية حول مسألة واحدة (ويمكن تعميم التجربة على موضوعات أخرى)، تتمثل في كيفية معالجة الباحثين العرب للفترة الموسومة بالعهد العثماني أو الفترة الحديثة، وما هي صورة المركزية السياسية العثمانية في الدراسات العربية وكيف تطورت عبر الزمن (في بلاد المشرق والمغرب)؟ وما مكانة النظرة الوطنية المحلية في بناء المعرفة التاريخية حول الولايات العربية في العهد العثماني مقارنة بالمقاربات التي تتخذ التاريخ العثماني المركزي مدخلا شموليا لدراسة الأطراف؟
إلى جانب طرح أسئلة أخرى على غرار ما طبيعة المصادر والأرشيفات الموظفة لكتابة تاريخ البلدان العربية؟ كيف طرحت المسائل التاريخية العثمانية في البحوث والدراسات الوطنية المحلية الحالية؟ ما مدى اهتمام الباحثين العرب بأرصدة الأرشيف العثماني في تجديد الدراسات حول هذه الإشكالية؟
واختلفت الأولويات في دراسة التاريخ العثماني من بلد لآخر وذلك حسب الظروف (السياسية والمادية) وحسب المعارف والمعطيات التاريخية المتاحة، إلا أن السمة المشتركة والسائدة بين مجمل البحوث التاريخية المتاحة، كما يبدو ذلك من النظرة الأولية في هذه البحوث، هي تأثّر الباحثين الشديد في مرجعياتهم السياسية وموضوعاتهم المعرفية وإمكانياتهم المادية، بالأطر التي حددتها الدولة الوطنية الجديدة المستقلة للفعل والتفكير. بيد أنه خلال العشرية الأخيرة بدأ الانفتاح يعم الجامعات العربية من خلال شبكات التواصل الافتراضية، وبدأت الأسئلة والموارد والآفاق تتحرر من ضوابط الأطر المحلية الضيّقة، وذلك حتى وإن لم يظهر بعد الأثر الواضح لهذه التطورات في الدراسات والبحوث المسجلة والمناقشة والمنشورة.
ويهدف اللقاء أولا إلى التعرّف على حصيلة البحوث الجامعية التي تناولت تاريخ الولايات العربية العثمانية من حيث الموضوعات، المصادر والمناهج ثم مناقشتها حسب إشكالية المركز والأطراف، والسعي إلى تصنيف البحوث المندرجة في سياق شمولي من منظور الدولة السلطنة ـ  أو الإمبراطورية ـ وتلك التي اتخذت منحى وطنيا مبنية على الوثائق المحلية في بعد قطري.
في مستوى آخر تنوعت موضوعات البحوث داخل كل بلد حسب فترات وميادين يمكن قراءة منطلقاتها من خلال المصادر والأرشيفات المستعملة، والأسئلة المطروحة والظواهر أو الشرائح الاجتماعية المدروسة قبيلة كانت أو مدينة أو مؤسسة. كما يرمي اللقاء إلى وضع حوصلة كمية وتصنيف للإنتاج الاستوغرافي العربي حول تاريخ الولايات العربية في العهد العثماني (بما فيها تلك التي لم تنضوِ تحت لواء السلطنة). يتم التصنيف حسب الموضوعات والكلمات المفتاحية والمصادر والمناهج عبر الزمن، وحسب التوجهات (مغاربية، مشرقية، أو عربية شمولية، من داخل البلاد العربية أو من خارجها.