بدأوا بالفيديو وأصبحوا نجوما في التلفزيون

”البودكاستر” .. قصة نجاح

”البودكاستر” .. قصة نجاح
  • 1168
ق.ث ق.ث

 استطاع  "بودكاستر" (podcasters) أن يغزو الشاشة الصغيرة في السنتين الأخيرتين دون سابق إنذار ونزلوا ضيوفا على بيوت الجزائريين وأصبحوا من الوجوه المألوفة في الشاشة الصغيرة وذلك بفضل الحس التنافسي في التصميم والفكاهة والتمثيل أمام الكاميرا.  

فقد تحولت أنظار الكثير من القنوات التلفزيونية الجزائرية بدءا من 2015 وأمام تراجع شعبية بعض المسلسلات وحصص الكاميرا المخفية إلى جيل جديد من المبدعين على الانترنت الذين يقترحون أعمالا جديدة ومسلية وغير مكلفة. 

وتمكن الكثير من مصوري الفيديو الذين تعودوا على التصوير بإمكانيات متواضعة في أماكن مغلقة أو في الشارع مع المارة والجيران (ككومبارس) من تجسيد أفكارهم في التلفزيون ولقوا نجاحا كبيرا. 

وقد أعد  فريق "زنقا كريزي" المتكون من مجموعة الأصدقاء من حي شعبي بالعاصمة، اكتسبوا شهرة على النت منذ 2011 عملين تلفزيونين "بكري / اليوم" و”100% حومة" عرضا خلال رمضان 2016 ويعالجان مواضيع تخص المجتمع بمزيد من الحدقة والسخرية. 

بتحويل حييهم إلى بلاطو تصوير، تمكن رشدي ورمزي وسمير من رفع التحدي وإنتاج أعمالهم بأنفسهم مع دعم من الجيران الذين ساهموا بقلب رحب.   

ونجح شمس الدين عمراني المعروف على الشبكة باسم "دي جي جوكر" وبعد بداية محتشمة كمنشط حصص تلفزيونية في لفت الأنظار بأسلوبه الفكاهي اللاذع وممارسة السخرية الذاتية. وتأكدت موهبته من خلال عمله "ايماجنيو" الذي أنجزه بإمكانيات تقنية بسيطة واستحضر في جزائر اليوم أبطالا خارقين ونجوما عالميين. 

وتمكن انس تينا من جهته، وهو المولع بمعالجة الظواهر الاجتماعية من اكتساح الشاشة كما فعل على الشبكة ببرنامج يجس ردود فعل المواطنين بشأن مواضيع حساسة على غرار العنصرية والتدخين في أوساط الشباب والعنف. 

وقد أضفت هذه الوجوه الشابة بشهادة العديد من المشاهدين نوعا من "الحيوية والسخرية" على البرامج التلفزيونية التي عرفت مشاهدة كبيرة في شهر رمضان وذلك بفضل تصورات "مبتكرة" و "قريبة من واقع اليوم وانشغالات الناس". 

أصبحت مسألة كراء كاميرا وميكروفونات والاستغلال المجاني لفضاء الجيران وقضاء الليل في إنجاز روتوشات الحلقة التي ستبث في النهار "الشغل الشاغل" لهؤلاء الشباب المبدعين كما أوضح رشدي غيز (زنقا كريزي). 

فقد تحصل فريق "زنقا" عند تصويره سلسلة "بكري/اليوم" على مجموعة من الملابس والأدوات القديمة بصفة تلقائية من الجيران، وهي هدايا قيمة ساهمت في إعادة تشكيل أجواء فترة الستينات. وأعرب الجيران عن سعادتهم للمشاركة و لو ليوم واحد في هذه البرامج التلفزيونية، وبنفس التلقائية، فتح آخرون أبواب بيوتهم ومكاتبهم ومحلاتهم أمام هؤلاء الشباب تشجيعا لهم ولأعمالها التي غالبا لا تتحقق لانعدام الإمكانيات المادية. 

ويبقى شعار "تدبير الأمر" هو العلامة المميزة لهؤلاء الشباب و”حلاوة" أعمالهم كما أشاد به بعض المشاهدين. 

ويراهن هؤلاء المبدعون على التضامن والتكامل بين أعضاء الفرقة لتجاوز المعضلة  المالية، كما أكده رمزي بهلول (زنقا كريزي) الحاصل على دبلوم في الموسيقى، وهو ملحن ومؤدي أغلب أشرطة جينيريك برامج هذه الفرقة. 

وقد كلل مسعى هؤلاء الـ”بودكاستر" بالنجاح، حيث عرفت هذه البرامج إقبالا من الجمهور وتهافتا من القنوات التلفزيونية لحجز حصري لإنتاج هؤلاء الشباب الذين ساعدهم نجاحهم على الشبكة في اقتحام أبواب العمل التلفزيوني التي طالما أوصدت في وجوههم.