يتصدر إيرادات السينما

“مكان هادئ”.. الرعب والتشويق

“مكان هادئ”.. الرعب والتشويق
  • القراءات: 687
مواقع إلكترونية مواقع إلكترونية

شهدت عطلة نهاية الأسبوع الماضي، اكتساح فيلم الرعب “مكان هادئ 2” (A Quiet Place Part II)، شباك التذاكر، وفقا لموقع “فوربس”، بإيرادات بلغت 79 مليونا و215 ألف دولار منذ عرضه أواخر الشهر الماضي (58.5 مليون دولار منها في الولايات المتحدة، و20 مليونا و715 ألف دولار في أنحاء العالم).

حصد الفيلم 48 مليونا و385 ألف دولار في العرض الافتتاحي في 3726 دار عرض حول العالم، وسط ضجة كبيرة، وترحيب جماهيري، ومراجعات قوية من النقاد، متقدما بفارق كبير عن فيلم “كرويلا” (Cruella) الذي تلاه في الترتيب، بإيرادات بلغت 37.4 مليون دولار.

نسخة مميّزة لفيلم رعب

جاء الفيلم الذي أخرجه وشارك في كتابته والتمثيل فيه المخرج والممثل والكاتب الأمريكي الرائد في مجال الغزو الفضائي جون كراسنسكي عام 2018، كتكملة للجزء الأول من فيلم “مكان هادئ”، الذي أخرجه أيضا، وشارك في كتابته والتمثيل فيه مع نفس الطاقم من الكُتاب؛ بريان وودز، وسكوت بيك، والنجمين إميلي بلانت وميليسنت سيموندز.

وتدور أحداث الجزء الأول في مزرعة هادئة تسكنها أسرة صغيرة، تتعرض لرعب كبير من هجوم الأشباح والكائنات المخيفة.

وقد حصد 34 جائزة، وترشح لـ 115 أخرى، من بينها جائزة الأوسكار. ووصفه جو مورغنسترن الناقد السينمائي بصحيفة “وول ستريت جورنال”، بـ “نسخة مميزة لفيلم رعب وتشويق”.

هجوم كامل على الحواس

وبعد أن ركز الجزء الأول على التضحية من أجل الأسرة، دار هذا الجزء الثاني حول ما قد يتخلى عنه المرء لمساعدة الآخرين؛ فكان قطعة مثالية لصناعة الأفلام من حيث التمثيل الرائع، خلال مدة عرضه التي بلغت ساعة و37 دقيقة، بافتتاح متوتر، شن فيه كراسنسكي مع المصور بولي مورغان هجوما كاملا على الحواس، عبر سلسلة من الفوضى الحركية والمؤثرات المرئية المرعبة والأصوات المزعجة، في الوقت الذي كانت الموسيقى التصويرية تتوقف تماما أحيانا، معتمدا على سيطرة الصمت.

نرى رجلا طويلا ونحيفا هو لي أبوت (جون كراسنسكي) يخرج من شاحنته في أواخر الربيع بمدينة صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، متجها إلى متجر في الشارع الرئيس، متجولا عبر الممرات، ومتجاوزا رفا مليئا بألعاب الفضاء للأطفال، يأخذ بعض زجاجات الماء والوجبات الخفيفة، حتى تلفت انتباهه بشكل عابر تقارير إخبارية يبثها التلفاز حول ظواهر غير عادية تحدث في مدن مختلفة.

اليوم 474

وبينما تنهمك أسرة لي في لعب البيسبول ـ زوجته إيفلين أبوت (إميلي بلانت) وأطفالهما الثلاثة؛ ماركوس في سن المدرسة، والابنة ريغان التي تعاني من ضعف السمع، والصغير بو ـ يلاحظ الجميع شيئا ما يخترق الغيوم ويتجه بسرعة نحو الأرض، فيتم إلغاء المباراة، ويدخل الجميع إلى المنزل. وبعد دقائق فقط من عرض النتيجة المدمرة للجزء الأول، نقفز إلى اليوم 474، لنرى أفراد الأسرة بمن فيهم المولود الجديد، يبحثون عن مأوى مع جار قديم من أيام ما قبل الغزو الفضائي، هو إيميت (كيليان ميرفي) في طاحونة مهجورة؛ هربا من هجوم تلك المخلوقات العنيفة المؤذية التي تلاحق الأصوات، حيث يمكن أن تؤدي أدنى ضوضاء إلى الموت المفاجئ، ثم يقفز “الجزء الثاني” إلى النهاية بعد فوز إيفلين ببندقية، وموت لي، وحرق حظيرة العائلة، ليحين الوقت لمغادرة المنزل.

بين الصخب والحرفية

ترى الناقدة السينمائية بصحيفة “نيويورك تايمز” جانيت كاتسوليس، أن كراسنسكي قدم لنا في الجزء الأول خاتمة مأساوية مثالية تقريبا، أكدت على الموضوعات الأساسية للقصة؛ كالتفاني الأسري، والمثابرة البشرية في وجه الشدائد؛ حيث قام أبطاله ـ آل أبوت ـ بقلب الموازين أخيرا بعد 400 يوم من الرعب تحت سيطرة خاطفيهم الذين يذبحون الضوضاء؛ لذا فهي تعتبر أن الجزء الأول “كان من الممكن أن يكون كافيا لولا أن النجاح غير المتوقع للفيلم أغرى الشركة المنتجة بجولة أخرى”. وتضيف أن “ما تبقّى من الفيلم لم يرق إلى مستوى النشاط والإثارة التي بدأ بها، حيث بدا كراسنسكي صاخبا وأعلى صوتا وأقل تركيزا منه في الجزء الأول”، مفسرة ذلك بانزلاقه نحو استبدال الرعب الخفي للنسخة الأصلية، بالحركة الكاملة بشكل واضح؛ ما جعل الجزء الثاني “يبدو أسرع وأكثر ضجيجا، وخاليا من العمق العاطفي؛ وكأنه قصة أطفال أُجبروا على النمو بسرعة كبيرة، ورؤية الكثير”، على حد وصفها.

وفي المقابل، يرى الناقد السينمائي نيك ألين أن كراسنسكي في كتابة وإخراج هذا الجزء، يثبت ذكاءه وأولوياته. كما يؤكد موهبته في تنسيق مشاهد الحياة أو الموت المتوترة بإحساس مثير. ويقول: “مازلت لا أصدق أن جون كراسنسكي جعل رواد السينما صامتين مرة أخرى، كما فعل في عام 2018؛ فالتغييرات التي أجراها في هذا الجزء تُشعر بالصدمة، نعم جاء أكبر وأسرع وأعلى صوتا، لكن رعبه أصبح أكثر حرفية ومباشرة”.

يُذكر أن الشركة المنتجة بدأت العمل على نسخة ثالثة من الفيلم، ستركز على الحياة التي أصبح عليها البشر بعد سيطرة الوحوش على الأرض. ومن المتوقع أن تُعرض في عام 2022.